متطوعون سوريون يفصحون عن شروط انضمامهم إلى الحرب في أوكرانيا

Members of Syrian National Army, known as Free Syrian Army, react as they drive on top of an armored vehicle in the Turkish border town of Ceylanpinar in Sanliurfa province, Turkey, October 11, 2019. REUTERS/Murad Sezer
الموقع الروسي قال إن عناصر كانوا ينتمون سابقا لفصائل الجيش السوري الحر يتم أيضا تجنيدهم للقتال في أوكرانيا (رويترز)

بالنسبة لهؤلاء المتطوعين فإن السفر إلى جبهة القتال في أوكرانيا يمكن أن يمثل فرصة للهروب من الظروف المعيشية القاسية والانهيار الاقتصادي الذي تعيشه بلادهم سوريا نحو حياة جديدة في القارة العجوز.

بهذه العبارات افتتح موقع "نيوز ري" (News Ru) الروسي تقريرا له قال فيه إن وزير الدفاع سيرغي شويغو أعلن في 11 مارس/آذار الحالي أن أكثر من 16 ألف متطوع من دول في الشرق الأوسط عبروا عن رغبتهم بالالتحاق بإقليم دونباس للقتال في صفوف الحركات الانفصالية.

وأكد الموقع أن أولئك الذين يرغبون في السفر والانخراط في هذا الصراع يتوقعون كسب بعض المال في ظل انهيار الأوضاع المعيشية في سوريا التي مزقتها "الحرب الأهلية"، وفي المقابل فإن التجربة التي يمتلكها هؤلاء من القتال في وطنهم يمكن أن تكون مفيدة في حال نشوب حرب شوارع طويلة المدى.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) الأميركية قد أكدت في وقت سابق أن تجنيد المتطوعين للقتال في أوكرانيا يسير على قدم وساق وهو ما أكدته وزارة الدفاع (البنتاغون).

وقد شرعت وسائل إعلام سورية -يضيف الموقع- في إبلاغ الناس أن النظام بدأ يسجل أسماء المتطوعين الراغبين في الانضمام للجيش الروسي في أوكرانيا، على أن يتم لاحقا نقل بياناتهم إلى القوات الروسية المتمركزة في سوريا حتى تتم الموافقة على طلباتهم.

وأجرت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" لقاءات مع بعض من هؤلاء المتطوعين لمعرفة دوافعهم الحقيقية، حيث أكد معظم من تم استجوابهم أنهم بكل بساطة لا يرون أي فرص لاستمرار العيش في سوريا في ظل ارتفاع نسب البطالة وتدهور المعيشة، وبالتالي فإنهم يفضلون أن يجربوا حظهم في أوكرانيا لعلها تكون بوابتهم نحو أوروبا.

كما اشتكى آخرون من غياب الخدمات الأساسية مثل التدفئة والكهرباء ومياه الشرب في مناطق عدة من سوريا، كما نقل الموقع عن أحد المستجوبين طالبا عدم الكشف عن اسمه، أنه ذهب في 27 فبراير/شباط الماضي نحو إحدى نقاط جيش النظام السوري حيث يتم تسجيل بيانات الراغبين في السفر، وقدم هناك معلومات حول المواقع التي قاتل فيها والخبرات القتالية التي يمتلكها تحت إشراف ضباط روس.

كما ذكر متطوع ثان أنه تلقى وعدا بالحصول على دورة تدريبية في القتال تحت إشراف ضباط من روسيا قبل أن يتم إرساله إلى جبهات القتال بأوكرانيا. كما أخبره ضابط أن الدور السوري في هذا الصراع سيكون "رمزيا" ويهدف فقط لإظهار ولاء سوريا لروسيا، لكن نفس الضابط أكد له في وقت آخر أن تجربة السوريين في الحرب الأهلية في بلادهم ستكون مفيدة في حال تحول العملية العسكرية إلى حرب شوارع.

وذكر المتطوعان الاثنان أنهما لم يحصلا على أي تفاصيل بشأن المبالغ التي سيتم تقديمها لهم ومدة العقد.

وكشفت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" أن هنالك في الجانب الآخر أيضا جهود حثيثة تبذلها الجماعات المسلحة المعارضة للنظام لتجنيد المتطوعين الذين يمتلكون خبرات قتالية من أجل الذهاب إلى أوكرانيا.

وقد انطلقت هذه العملية في اليوم التالي لاندلاع شرارة الحرب في أوكرانيا، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي عبر عدد من المسلحين عن رغبتهم في القتال ضد روسيا من بينهم منتمون إلى "فرقة حمزة" وهي من فصائل الجيش السوري الحر التي تم تسليحها من قبل الولايات المتحدة وتركيا.

وقد ظهر عنصر من الفرقة على التلفزيون معلنا أنه بصدد التواصل مع السفارة الأوكرانية للاتفاق حول الانضمام للجيش الأوكراني.

وأكد الموقع أن هذه المجموعات تعتبر موالية لتركيا إلا أن الجيش التركي رفض الانخراط في هذه المبادرة.

مكافآت وتعويضات

وأشارت بعض المصادر إلى أن العدد الإجمالي للمتطوعين السوريين وصل 23 ألفا، بعضهم قاتلوا سابقا في ميليشيات "جمعية البستان" التابعة لرامي مخلوف ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد.

وأشار الموقع إلى أن السوريين الذين وقعوا على عقود إلى حد الآن سيحصلون بحسب بعض المعلومات على 7 آلاف دولار على مدى 7 أشهر من الخدمة في الأراضي الأوكرانية، فيما ذكرت مصادر أخرى أن الراتب الشهري يبلغ حوالي 3 آلاف دولار، كما سيتم تمكينهم من تأجيل الخدمة العسكرية في سوريا.

وتشير بنود العقد أيضا إلى أن عائلات هؤلاء المتطوعين لن تحصل في حال وفاتهم في أوكرانيا على أي تعويضات من "صندوق الشهداء" وسيعتبرون مجرد قتلى لا امتيازات لهم.

وتوقع الموقع أن الظروف الاقتصادية الكارثية التي تعيشها سوريا في هذه الفترة يمكن أن تجعل مبالغ آلاف الدولارات التي يتم الحديث عليها مغرية للكثير من السوريين للذهاب والانخراط في الجبهة.

المصدر : الصحافة الروسية