عراقيون ينتقدون الإعلام الأميركي بسبب تركيزه على مذيعة "سمراء"
صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت أن رندا عبد العزيز كانت تجلس مع صديقاتها في مقهى ببغداد وتقرأ كتيبا عن مستحضرات التجميل بصوت عال وباللغة الفصحى لمجرد المزاح قبل أن يسمعها شخص كان موجودا في نفس المكان وعرض عليها العمل في التلفزيون العراقي الرسمي
أثار تسليط الإعلام الأميركي الضوء على عمل مذيعة شابة في القناة الرسمية العراقية -بسبب لون بشرتها- استياء عراقيين على منصات التواصل الاجتماعي، معتبرين ذلك محاولة لنقل التمايز بالألوان والعنصرية في المجتمع الأميركي إلى العراق.
ونشتر صحيفة "نيويورك تايمز" (THE NEW YORK TIMES) الأميركية تقريرا أمس السبت عن الإعلامية الشابة رندا عبد العزيز، بعد ظهورها في قناة "العراقية" الحكومية كمذيعة للأخبار، مشيرة إلى أن "رندا" أول مذيعة سمراء البشرة تظهر على شاشة التلفزيون الحكومي منذ عقود على تأسيسه.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsعراقية تستعيد مفقوداتها الذهبية بعد 11 عاما من ضياعهاعراقية تستعيد مفقوداتها ...
وذكرت الصحيفة في تقريرها، أن رندا البالغة من العمر 25 عاما جاءت بها الصدفة إلى مجال الإعلام، مشيرة إلى أنها كانت تجلس مع صديقاتها في مقهى ببغداد وتقرأ كتيبا عن مستحضرات التجميل بصوت عال وباللغة الفصحى لمجرد المزاح قبل أن يسمعها شخص كان موجودا في نفس المكان وعرض عليها العمل في التلفزيون العراقي الرسمي.
وأعادت قناة الحرة الأميركية وموقع "ارفع صوتك" التابع للشبكة ذاتها؛ نشرَ تقرير صحيفة نيويورك تايمز عن المذيعة السمراء، الأمر الذي عده عراقيون محاولة لتسليط الضوء على فوارق اجتماعية يعاني منها المجتمع الأميركي.
شقت الشابة العراقية السمراء رندا عبد العزيز طريقها للعمل كمذيعة للأخبار في التلفزيون العراقي الحكومي، للمرة الأولى منذ عقود. وفي تقرير مطول نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، روت رندا: "أخبروني أن هناك تجربة.. إنهم يريدون رؤية كل الألوان على قناة العراقية". pic.twitter.com/zEg4H8lKfv
— IrfaaSawtak ارفع صوتك (@IrfaaSawtak) February 5, 2022
وقال الصحفي سيف صلاح الهيتي -عبر حسابه على تويتر- إن "لون بشرة المذيعة رندا عبد العزيز لم يلفت انتباه الأوساط العراقية خصوصا ظهورها على القناة الرسمية، ما أثار هذا الموضوع وصنع منه قصصا هو الإعلام الأميركي أو الممول أميركيا". وأضاف الهيتي أنه "لم يعرف الشعب العراقي ولا حتى شعوب المنطقة هذا التمييز، ولم يلفت انتباه الجمهور أبدا، التوفيق لزميلتنا".
لون بشرة المذيعة رندا عبد العزيز لم يلفت انتباه الأوساط العراقية خصوصا ظهورها على القناة الرسمية، ما أثار هذا الموضوع وصنع منه قصصاً هو الإعلام الأمريكي أو الممول أمريكياً، لم يعرف الشعب العراقي ولا حتى شعوب المنطقة هذا التمييز ، ولم يلفت انتباه الجمهور أبداً، التوفيق لزميلتنا. pic.twitter.com/grFKmtBmeM
— سيف صلاح الهيتي (@saifsalahalhety) February 5, 2022
وكتب الصحفي علي البازي على حسابه في تويتر "الإعلام الأميركي يحاول الترويج لمفاهيم عنصرية ولفت الانتباه لها.. لا ننكر وجود مثل هذه النظرة بالمجتمعات لكن الإنسانية أسمى". وأضاف البازي "الكثيرون ركزوا على المذيعة العراقية السمراء رندا عبد العزيز وكأنها حدثا تاريخيا جادت به الديمقراطية".
وعلق الصحفي معن الجيزاني -عبر حسابه على تويتر- قائلا "تحول حصول فتاة على عمل في محطة تلفزيونية إلى حدث عالمي، ليس لأنها كفوءة بل لأنها سمراء".
وأضاف الجيزاني، "في أميركا نفسها يدور جدل غير متكافئ حول الصراع بين معايير الكفاءة ومعايير أخرى تتعلق بالجندر والألوان". مبينا أن "أميركا نفسها تعاني من هذه المشكلة التي بدأت تؤثر بشكل كبير على مستوى كفاءة عمل المؤسسات".
تحول حصول فتاة على عمل في محطة تلفزيونية إلى حدث عالمي!
ليس لانها كفوءة بل لانها سمراء!
في امريكا نفسها يدور جدل غير متكافئ حول الصراع بين معايير الكفاءة ومعايير اخرى تتعلق بالجندر والالوان. امريكا نفسها تعاني من هذه المشكلة التي بدأت تؤثر بشكل كبير على مستوى كفاءة عمل المؤسسات! https://t.co/6ko40hXzLA— Maan ALJizzani معن الجيزاني (@maanaljizzani) February 5, 2022
وكتب الإعلامي والأديب جمال المظفر تغريدة على تويتر يتساءل فيها عن المعايير في الاختيار لأي وظيفة، "هل هي لون البشرة أم المهنية والكفاءة واللباقة؟".
واعجبي..؟!!!
انهم يربدون كل الالوان.. أم المهنية والكفاءة واللباقة ..؟!!! https://t.co/MZ4OHQlBab— جمال المظفر (@jamalalmudafer1) February 6, 2022
من جهته اعتبر الناشط نبيل يعقوب أن صحيفة نيويورك تايمز لم يحالفها التوفيق في نشر مثل هذا التقرير، لأن رندا عبد العزيز ليست المذيعة السمراء الوحيدة التي ظهرت على شاشات التلفزة العراقية.
يعني الخبر غير موفق .. ظهرت من على شاشة العراقية العشرات من مقدمات البرامج ذوات البشرة السمراء وهذه ليست الاولى كما نشر ..
— NABEL YAQOB ASHURAYA (@NAshuraya) February 6, 2022
وفي المقابل اعتبر المعلق حمزة ضياء أن نشر نيويورك تايمز تقريرا عن المذيعة العراقية وقصة دخولها للعمل في مجال الإعلام أمر مفرح.
مفرح جداً اهتمام الاعلام العالمي بالظهور الاول للمرأة السمراء في الشاشة العراقية كمقدمة برامج اخبارية عبر شبكة الاعلام العراقي
حيث تطرقت صحيفة نيويورك تايمز العالمية لسيرة الجميلة " رندا عبدالعزيز " وقصة دخولها في مجال السلطة الرابعة 👏🏼
Randa Abd Al-Aziz pic.twitter.com/fPGFxSJPs8
— حمزة ضياء – Hamza Dhia (@hamza_dhia) February 5, 2022