اجتماعات في الدوحة لبحث الأزمة.. قطر تدعو المجتمع الدولي للتعاون من أجل تخفيف معاناة الشعب الأفغاني

من اجتماع سابق بين وفد أفغاني ومسؤولين قطريين في الدوحة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي (رويترز-أرشيف)

قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن قطر تعمل مع شركائها الأميركيين والأوروبيين لتقديم المساعدة للشعب الأفغاني وتخفيف معاناته، في حين عُقدت بالدوحة اجتماعات بين وفد من حركة طالبان وممثلي الاتحاد الأوروبي لبحث سبل تخفيف الأزمة الإنسانية في أفغانستان.

وأوضح الوزير القطري خلال جلسة نقاشية يوم أمس الأربعاء في المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) في العاصمة البريطانية لندن، أن قطر تحث طالبان على القيام بإصلاحات وعلى عدم محو الإنجازات التي تحققت في أفغانستان في العقدين الماضيين.

وقال إنه "من المهم مواصلة التعامل مع طالبان لأنهم يديرون دولة وعلينا ضمان مواصلة تشجيعهم على الانخراط مع المجتمع الدولي"، معتبرا أن "أحد أهم التحديات في أفغانستان هو أن النظام المالي مشلول".

وأضاف المسؤول القطري أنه "لا يمكن لقطر وحدها مساعدة اقتصاد أفغانستان"، مؤكدا أن "الأمر يتطلب تعاون المجتمع الدولي".

اتصالات واجتماعات بالدوحة

وفي السياق ذاته، أجرى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اتصالا هاتفيا مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن.

وقالت وزارة الخارجية القطرية إن الاتصال تطرق إلى آخر مستجدات الملف الأفغاني بشقيه الأمني والسياسي، والمحادثات النووية مع إيران، إلى جانب تبادل الآراء حول التطورات على الساحة الإقليمية والدولية.

من جهة أخرى، قال وفد من حكومة تصريف الأعمال في أفغانستان -التي تقودها حركة طالبان- في بيان إن القائم بالأعمال الأميركي جون جونسون أوضح لوفد من الحركة أن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن قضية توزيع الأموال الأفغانية المجمدة لدى الولايات المتحدة أسيء تفسيرها في وسائل الإعلام.

وأضاف البيان أن المسؤول الأميركي أكد أنه يجري العمل على وضع آلية تضمن تخصيص جزء من تلك الأموال لبنك "دا أفغانستان".

وقال وزير الخارجية الأفغاني بالوكالة أمير خان متقي إنه "من غير المقبول إنفاق الأموال المجمدة في المساعدات الإنسانية أو التعويضات".

وأوضح وفد طالبان أنه بحث أيضا مع ممثلي الاتحاد الأوروبي في الدوحة الوضع الإنساني والاقتصادي وحقوق الإنسان.

وأضاف الوفد في بيانه أن المجتمع الدولي أعرب عن استعداده لاتخاذ خطوات فعالة في مجال المساعدات الإنسانية.

اجتماع قطري أفغاني

كما عقد وفدان من دولة قطر وحكومة تصريف الأعمال الأفغانية اجتماعا لمناقشة تعزيز التعاون في عدة مجالات، على رأسها التنموية والإغاثية.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن الاجتماع ترأسه من الجانب القطري لولوة بنت راشد الخاطر مساعدة وزير الخارجية، ومن الجانب الأفغاني أمير خان متقي، القائم بأعمال وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال.

وقالت إنه جرى خلال الاجتماع مناقشة سبل تطوير التعاون في مجال التعليم، خصوصا بشأن تأهيل المعلمين، وتوفير فرص تعليمية للطلاب الأفغان من الجنسين، في مجالات اللغة العربية والتربية الإسلامية والاقتصاد والزراعة وعلوم التكنولوجيا.

إجراءات حازمة

وفي سياق متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش الأربعاء إلى اعتماد إجراءات حازمة لمواجهة الأزمتين الاقتصادية والإنسانية في أفغانستان.

جاء ذلك في كلمة له خلال جلسة نقاش مفتوحة بمجلس الأمن الدولي، انعقدت بطلب من روسيا التي تتولى رئاسة المجلس خلال فبراير/شباط الجاري.

وقال الأمين العام إنه "من دون اتخاذ إجراءات حازمة، فإن الانكماش الاقتصادي الحاد والبطالة المتزايدة والأزمة الإنسانية المتصاعدة بأفغانستان ستغذي اليأس والتطرف".

وركزت الجلسة على التعاون بين الأمم المتحدة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تأسست عام 1992، وتضم روسيا وأرمينيا وروسيا البيضاء وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان.

ولا تزال دول العالم مترددة في الاعتراف بحكومة طالبان، وتربط ذلك بسلوكيات الحركة، وخاصة احترام حقوق الإنسان.

المصدر : الجزيرة + وكالات