أوكرانيا.. بايدن لا يستبعد فرض عقوبات على بوتين وتهديد فرنسي ألماني لروسيا بدفع ثمن باهظ إذا غزت كييف

وصلت إلى بيلاروسيا قوات عسكرية روسية للمشاركة في تدريبات خلال الفترة من 10 إلى 20 فبراير/شباط المقبل، في حين حذرت واشنطن مينسك من استخدام أراضيها منطلقا لغزو كييف، ولم يستبعد الرئيس بايدن فرض عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، إنه اضطُر لنشر قوات بلاده على الحدود مع أوكرانيا بسبب الوضع الأمني هناك، وإن التدريبات المشتركةَ المقبلة مع روسيا ستساعد في تحديد مواقع لنشر المزيد من القوات البيلاروسية على الحدود مع أوكرانيا، معتبرا أن الوضع هناك ليس أفضل مما هو عليه على الحدود مع بولندا، وأن المناورات ستجرى على الحدود الغربية والجنوبية لبلاده.

وأضاف لوكاشينكو، أنه تم منع مئات من حالات تهريب الأسلحة، واحدة منها فقط من روسيا، وكل الأسلحة والذخائر كانت قادمة من أوكرانيا.

وعيد أميركي

وبالمقابل، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنه في حال بدء غزو روسي للأراضي الأوكرانية من بيلاروسيا، أو تمركزِ القوات الروسية بشكل دائم على أراضيها، فقد يتعين على حلف شمال الأطلسي إعادةُ تقييم وضع قواته على حدود بيلاروسيا.

وأضافت أنها أوضحت لبيلاروسيا أنها إذا سمحت باستخدام أراضيها لشن هجوم على أوكرانيا، فإنها ستواجه ردا سريعا وحاسما من الولايات المتحدة وحلفائها. كما أكدت الخارجية الأميركية ضرورة اتخاذ روسيا خطوات لإثبات أن الحوار والدبلوماسية ما زالا متاحين.

ولم يستبعد الرئيس الأميركي جو بايدن فرض عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا.

وقال بايدن إنه لا توجد أي نية لنشر قوات أميركية، أو قوات للناتو في أوكرانيا، ولكنه قد ينظر في فرض عقوبات على الرئيس بوتين نفسه إذا قام بغزو أوكرانيا.

وكانت واشنطن قالت إنها لم تتخذ بعد قرارا بإرسال أنظمة دفاع متطورة لأوروبا وتبحث مع حلفائها بالناتو احتياجاتهم، وذلك وسط حالة متصاعدة من التوتر بين روسيا والغرب على خلفية الأزمة الأوكرانية.

كما أعلنت واشنطن استعدادها لفرض عقوبات اقتصادية على روسيا في مجال النفط والغاز إذا قررت غزو أوكرانيا.

وفي إحاطة هاتفية للبيت الأبيض، قال مسؤول أميركي إن واشنطن تسعى بالتنسيق مع شركائها لإيجاد بدائل للغاز الروسي في أوروبا بالنظر إلى النقص في الإمداد.

وكشف المسؤول الأميركي عن مناقشات تجريها الإدارة الأميركية مع عدد من شركات الغاز والدول المصدرة للغاز في العالم من بينها قطر، مشيرا إلى أن المناقشات بشأن تزويد أوروبا بالغاز هي مناقشات عامة ولا تخص دولة بعينها.

وقد هبطت أمس طائرة تحمل عتادا عسكريا وذخائر أميركية في العاصمة الأوكرانية كييف محملة بشحنة هي الثالثة ضمن حزمة مساعدات أمنية أميركية قيمتها 200 مليون دولار لدعم أوكرانيا.

وقد خصصت الإدارة الأميركية مساعدات أمنية لأوكرانيا بأكثر من 650 مليون دولار العام الماضي، إضافة إلى أكثر من مليارين و700 مليون دولار إجمالا منذ عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية وضع 8 آلاف و500 جندي أميركي في حالة تأهب قصوى استعدادا لنشر أعداد منهم ضمن قوات حلف الناتو إذا غزت روسيا أوكرانيا.

وفي المقابل، أعربت السلطات الروسية عن قلقها حيال القرار الأميركي، وأطلقت تدريبات عسكرية في جنوب القرم قالت إنها تهدف للتحقق من الجاهزية القتالية لقواتها.

استنفار أوكراني

في الأثناء، أبقى الجيش الأوكراني قواته في المواقع المتقدمة على جبهة إقليم دونباس شرقيَّ البلاد، على درجة عالية من الاستعداد، تحسبا لأي تطور عسكري محتمل.

ومن جهته، قال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من طرف واحد في جنوب شرق أوكرانيا دينيس بوشيلين، للجزيرة، إن أوكرانيا حشدت أكثر من 120 ألف عسكري من قواتها قرب خط التماس في إقليم دونباس.

وأضاف رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين أن قواته لا تستبعد تصعيدا عسكريا من قبل كييف تجاهها.

وتساءل عن السبب وراء نشر هذه الأعداد من القوات الأوكرانية في تلك المنطقة، في حين أن الحدود بين روسيا وأوكرانيا أوسع من حدود إقليم دونباس وتتشكل من مناطق أخرى.

اجتماع رباعي

من ناحية أخرى، تعقد في العاصمة الفرنسية، اليوم الأربعاء، محادثات تضم روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا على مستوى المستشارِين الدبلوماسيين ضمن إطار صيغة نورماندي المناطِ بها الإشراف على تنفيذ اتفاقيات مينسك للسلام.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مؤتمر صحفي مشترك في برلين أمس، إن روسيا ستدفع ثمنا باهظا إذا هاجمت أوكرانيا، وطالبَا موسكو بخفض التصعيد.

وأشارا إلى أنهما مستمران في محاولة التوصل لحلول دبلوماسية، إلا أن ماكرون قال إنهم "يعدون أنماطا من ردود الفعل" إذا اتخذت موسكو خطوات عدائية.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز، إن أي تدخل عسكري في أوكرانيا ستكون له تبعات خطيرة.

وأضاف شولتز، خلال المؤتمر الصحفي، أن بلاده تريد العودة إلى مفاوضات بشأن صيغة نورماندي للخروج من المأزق الأوكراني.

ودافع شولتز عن رفض ألمانيا إرسال معدات إلى أوكرانيا، وذكر أن ألمانيا لا ترسل أسلحة للخارج لأسباب تاريخية، في إشارة إلى دور البلاد في الحرب العالمية الثانية.

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن روسيا ستدفع ثمنا باهظا جدا إذا اجتاحت الأراضي الأوكرانية.

وأضاف ماكرون أنه في حال وقوع أي اعتداء على أوكرانيا فإن الرد سيكون حاضرا، وكلفة هذا الرد ستكون مرتفعة حسب تعبيره، مشيرا إلى أنه يجب استغلال كل قنوات الاتصال مع روسيا للحصول على ضمانات بشأن أمن أوروبا.

وذكر ماكرون أنه سيتحدث هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين صباح يوم الجمعة المقبل لطلب إيضاحات بشأن الموقف بشأن أوكرانيا، حسبما أفادت وكالة بلومبيرغ للأنباء أمس الثلاثاء.

وبدوره، طالب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ألمانيا بتقليل الاعتماد على الغاز الروسي بسبب الوضع المتوتر بين روسيا وأوكرانيا.

وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس طالبت ألمانيا في وقت سابق بوقف مشروع خط "نورد ستريم 2" بين روسيا وألمانيا في حال حدوث تصعيد.

ورد جونسون على سؤال من نائب في مجلس العموم البريطاني، قائلا إنه يجب احترام حقيقة أن ألمانيا أكثر اعتمادا على الغاز الروسي من بريطانيا.

وأضاف في إشارة إلى الألمان: "تضحيتهم ستكون أكبر إلى حد ما، لكن يجب أن نأمل في أنهم سيقدمون هذه التضحية من أجل السلام"، مشددا على أن دور ألمانيا في هذا الصراع حاسم بصورة مطلقة.

المصدر : الجزيرة + وكالات