بعد مقتل 7 متظاهرين أمس.. هكذا كانت الاستجابة للعصيان المدني بالعاصمة السودانية

رفض نشطاء في لجان المقاومة وضع نسبة للمشاركة بالعصيان المدني، وقالوا إن تنفيذ العصيان بأي نسبة يعتبر تطويرا لأدوات الاحتجاج، وإن المتاريس تُسهم في نجاح الإضراب من خلال إدخال الكتلة المحايدة ضمن العمل الاحتجاجي.

العصيان المدني في السودان
المتاريس وإغلاق الطرق بعض مظاهر العصيان المدني في الخرطوم اليوم الثلاثاء (الجزيرة)

الخرطوم- شهدت العاصمة السودانية الخرطوم استجابة جزئية لدعوات العصيان المدني التي أطلقتها قوى سياسية وكيانات نقابية، احتجاجا على تزايد حالات العنف ضد المحتجين المنددين باستيلاء الجيش على السلطة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقُتل 71 سودانيا منذ بدء الاحتجاجات، آخرهم 7 من المشاركين في مظاهرات الاثنين (17 يناير/كانون الثاني الجاري)، وفقا لإحصاءات لجنة أطباء السودان المركزية المعارضة.

 

 

وشهدت شوارع العاصمة -وفق جولة للجزيرة نت- اليوم الثلاثاء خفوتا في حركة النقل، مقارنة بالأيام العادية، وأوصدت محال تجارية محدودة أبوابها أمام عملائها، خاصة تلك الواقعة في شوارع رئيسة.

في هذه الأثناء، بدت الحياة طبيعية في أحياء "الكدرو" و"الحلفايا" شمالي مدينة بحري بالخرطوم خلال ساعات الصباح، إلا أن محتجين عطّلوا حركة السير في منطقتي "شمبات" و"المؤسسة بحري" (نقاط تجمع رئيسة للمحتجين)، باستخدام المتاريس (حجارة، جذوع الأشجار).

المتاريس أداة احتجاج

ودرج المحتجون في السودان على نصب المتاريس منذ بداية المظاهرات المعارضة للرئيس المعزول عمر البشير للحيلولة من دون مرور وتوغل مركبات الجند داخل الأحياء السكنية.

واضطر أصحاب المركبات العابرين في شارع المعونة الرئيسي ببحري -عند مناطق "شمبات، والصافية، والمؤسسة"- إلى سلك طرق بديلة، أو المرور عبر الشوارع الجانبية بوسط الأحياء السكنية.

ولاحظت الجزيرة نت إغلاقا لمعظم المحال التجارية بمنطقة المؤسسة ببحري، فيما كانت الاستجابة للإغلاق ضعيفة نسبيا في شمبات، بالرغم من المتاريس، حيث استمر السوق المركزي والكافتيريات والمتاجر والبنوك في تقديم خدماتها كالمعتاد.

ولا يُعرف ما إذا كان إغلاق المحال التجارية -في محيط مناطق المتاريس- استجابة لدعوات العصيان أم جراء مخاوف من حدوث اشتباكات بين أعضاء لجان المقاومة والقوى الأمنية.

وقال شهود عيان للجزيرة نت إن جميع جسور العاصمة الخرطوم مفتوحة أمام حركة النقل، بما في ذلك جسر الملك نمر الذي ظل مغلقا لفترة تخطّت الأسبوع.

وانتظم العاملون في الوزارات والهيئات الحكومية -وفق شهود عيان- في وظائفهم بشكل معتاد. فيما شهدت عدة مناطق في العاصمة، تعطيل لحركة السير بإقامة المتاريس، كما في شارع الصحافة زلط المفضي لأحد أهم موانئ البلاد البرية، وفي منطقة بري شرقيّ الخرطوم، وفي لفة الجريف القريبة من مطار الخرطوم الدولي، كما أُغلق شارع النيل بأم درمان، وفقا لصفحات تتبع للجان المقاومة السودانية.

 

 

جامعات وصيدليات وأسواق

ومن مظاهر العصيان المدني التي بثتها لجنة صيادلة السودان المركزية، ظهر إغلاق عشرات الصيدليات، تنفيذا لدعوات اللجنة لمنسوبيها للمشاركة في العصيان.

وفي سوق السجانة بالخرطوم، أظهرت صور ومقاطع فيديو إغلاق عدد من المحال مشاركة في العصيان احتجاجا على مقتل أحد العاملين في السوق خلال احتجاجات أمس الاثنين.

ولحقت جامعتا الخرطوم والسودان للعلوم والتكنولوجيا بركب العصيان، بإعلان طواقمها الدخول في حالة إضراب عن العمل في 18 و19 يناير/كانون الثاني الجاري.

كما أعلن بعض أصحاب المحال التجارية مشاركتهم في العصيان المدني، ووثقوا لذلك على صفحات منصات التواصل الاجتماعي.

 

 

تطوير لأدوات الاحتجاج

ورفض محمد مأمون عضو لجان مقاومة "شمبات" وضع نسبة للمشاركة بالعصيان المدني، واصفا الأمر بأنه "غير مهم". وقال إن تنفيذ العصيان بأي نسبة يعتبر تطويرا لأدوات الاحتجاج.

وشدد مأمون للجزيرة نت على أن المتاريس تسهم في نجاح الإضراب، من خلال إدخال الكتلة المحايدة ضمن العمل الاحتجاجي.

في هذه الأثناء، قالت فتحية محمد -وهي ربة منزل قابلتها الجزيرة نت وهي خارجة لتوها من السوق المركزي بمنطقة شمبات- إنها لم تلحظ أي عصيان مدني.

وقالت السيدة فتحية "هي مجرد تروس يقيمها الشباب لتعطيل الحركة بين الفينة والأخرى، ثم ما تلبث أن تعود الحياة لطبيعتها".

وشهدت مركبات النقل العام مشادات بين الركاب، بين مؤيدي الإضراب ورافضيه. وقال أحد الركاب المؤيدين للإضراب إنه من أهم الأدوات الناجعة في الوقت الحالي، لقدرته على وقف نزيف الدم.

بينما اعترض آخر على المتاريس، مشددا على أنها انتهاك لحرية التعبير، وتعطّل حياة الناس، وتحول دون وصول المرضى للمستشفيات.

 

المصدر : الجزيرة