وزيرة خارجية ألمانيا تزور موسكو بعد كييف وبريطانيا تعد بتسليح أوكرانيا

Dmytro Kuleba - Annalena Baerbock in Kiev
محادثات وزيرة الخارجية الألمانية مع نظيرها الأوكراني في كييف (الأناضول)

أجرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مباحثات في موسكو اليوم الثلاثاء، بعدما تعهدت من كييف ببذل الجهود لضمان أمن أوكرانيا، كما حث المستشار الألماني أولاف شولتز الكرملين على تخفيف التوتر، وأعلنت بريطانيا أنها ستسلّح أوكرانيا.

وبعد انتهاء زيارتها إلى كييف، توجهت بيربوك إلى موسكو اليوم، وبدأت محادثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، في أول زيارة لها للعاصمة الروسية منذ توليها منصب وزيرة الخارجية قبل 40 يوما.

وبعد انتهاء المباحثات، قال لافروف للصحفيين "بحثت مع نظيرتي الألمانية مقترحات الضمانات الأمنية والخطوات الرامية لمواصلة حل الأزمة الأوكرانية".

وأضاف أن هناك محاولات غير بناءة لتسييس مشروع خط نقل الغاز "نورد ستريم 2".

أما بيربوك فقالت إنه يصعب عدم تصور نشر روسيا أكثر من 100 ألف جندي على حدود أوكرانيا على أنه تهديد.

وقال لافروف في مستهل المباحثاته إن بلاده تتطلع إلى رؤية علاقة بناءة مع ألمانيا، تركز على تجاوز المشاكل المتراكمة بين البلدين.

وأكدت بيربوك بدورها على أهمية العلاقة بين البلدين، معربة استعدادها لحوار شفاف ومنفتح مع الجانب الروسي.

ومن المقرر أن تتناول المباحثات تطورات الأوضاع في أوكرانيا، ومطالب روسيا بشأن الضمانات الأمنية، وقضايا الطاقة.

وكانت بيربوك قد صرحت أمس أن الحكومة الألمانية الجديدة تبحث عن علاقات متينة ومستقرة مع روسيا، بدون التنازل عن القيم الأساسية لألمانيا والاتحاد الأوروبي المتعلقة بسيادة الدول.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن محادثات بيربوك فى موسكو ليست استمرارا لمحادثات كييف، مضيفا أن محاولات نزع فتيل الأزمة الحدودية سوف تستمر بأشكال أخرى.

أما الخارجية الروسية فقالت قبل بدء المحادثات إنه "سيكون هناك تبادل معمّق بشأن المشاكل الدولية الحالية، أهمّها تحقيق الاقتراحات الروسية المتعلقة بضمانات الأمن".

وسبق أن دانت محكمة ألمانية مواطنا روسيا بقتل مواطن جورجي في أغسطس/آب 2019 بحديقة في برلين، واتهمت ألمانيا موسكو لاحقا بممارسة "إرهاب الدولة"، حيث تبادل البلدان طرد دبلوماسيين.

كما تُحمّل برلين موسكو مسؤولية تنفيذ هجوم إلكتروني على البرلمان الألماني في عام 2015، والهجوم على زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني بغاز نوفيتشوك.

ضمان أمن أوكرانيا

وفي أول زيارة لها إلى أوكرانيا، حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أمس الاثنين من عواقب أي عدوان جديد على أوكرانيا، وقالت في مؤتمر صحفي مع نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا في كييف "نحن مستعدون لحوار جاد مع روسيا، لأن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لنزع فتيل هذه الأزمة الخطيرة للغاية".

وأضافت أنه لا يحق لأي دولة أن تملي على دولة أخرى في أي اتجاه يجب أن تتجه، وما العلاقات التي يمكن أن تكون لها والتحالفات التي قد تنضم إليها، في إشارة إلى رفض روسيا انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأشارت بيربوك إلى أنها ستزور الخطوط الأمامية لجبهات النزاع في أوكرانيا قريبا.

كما ذكرت الوزيرة أنها اتفقت مع نظيرها الفرنسي جان إيف لودريان على بذل كل ما في الوسع لضمان أمن أوكرانيا وأمن أوروبا.

أما كوليبا فقال إنه طرح الملف الحساس الخاص بإرسال ألمانيا الأسلحة لبلاده بعدما اتهمت أوكرانيا برلين في الشهر الماضي بعدم توريد الأسلحة الدفاعية في إطار التعاون مع الناتو.

وتابع وزير الخارجية الأوكراني "نعلم مكان وماهية الأسلحة التي نستطيع الحصول عليها، نعلم جيدًا كيفية استخدامها للدفاع عن أراضينا. نعمل على ذلك يوميًّا والنتائج ليست سيئة".

المستشار الألماني

بدوره، التقى المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم في برلين بالأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ.

وأكد المستشار الألماني أثناء زيارته لمدريد أمس أن "من المهم" أن "تتخذ روسيا إجراءات واضحة لتهدئة الوضع"، معتبرا أن الوضع على الحدود الأوكرانية الروسية يزعج برلين ومدريد وأنه "خطير جدا جدا".

وأضاف في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن "أي تدخل عسكري أو تهديد لسلامة أوكرانيا من خلال التدخل العسكري سيكون له ثمن باهظ".

وفي ما يتعلق بمطالب أوكرانيا لبرلين بتوريد أسلحة، قال شولتز إن الحكومة الألمانية تتصرف في هذه القضية "بشكل موحد للغاية"، وبما يضمن استمرار ما قامت به الحكومة الألمانية السابقة بذكاء في هذه القضية.

من جانبه، كرر سانشيز دعوة شولتز لروسيا لتخفيف حدة التصعيد على الحدود مع أوكرانيا.

ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن غدا الأربعاء أوكرانيا، ومن ثم سيعقد محادثات الخميس في ألمانيا.

Talks To Defuse Russia-Ukraine Tensions Resolve Little
جنود أوكرانيون على الجبهات المتاخمة لحدود روسيا (غيتي)

أسلحة بريطانية

وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس أمس الاثنين أن بلاده ستزوّد أوكرانيا بأنظمة تسليح دفاعية خفيفة مضادة للدروع مع عدد قليل من المدربين، مؤكدا أن انتشار عشرات الآلاف من الجنود الروس قرب الحدود الأوكرانية "ليس روتينيا"، وأنهم مجهزون بدبابات وعربات قتالية مدرعة ومدفعية صاروخية وصواريخ باليستية قصيرة المدى.

وأضاف والاس في حديث بالبرلمان أن وجود القوات الروسية ومستويات استعدادها يسهمان في "خلق جو مزعزع للاستقرار ومخاطر من حدوث سوء تقدير في أحسن الأحوال، واندلاع صراع في أسوأ الأحوال".

ودعا والاس نظيره الروسي سيرغي شويغو لزيارة لندن "في الأسابيع القليلة المقبلة"، لبحث "القضايا المتعلقة بالمخاوف الأمنية المتبادلة والمشاركة البنّاءة بحسن نية".

تعاون إلكتروني

من جهة أخرى، وقّع حلف الناتو وأوكرانيا اتفاقا في بروكسل أمس الاثنين لتجديد تعاونهما ضد الهجمات الإلكترونية وتعزيزه، وذلك بعد 3 أيام من عملية قرصنة استهدفت العديد من الوزارات الأوكرانية.

وأول أمس الأحد أكدت أوكرانيا أن لديها "أدلة" على تورط روسيا في هذا الهجوم الإلكتروني الكبير.

مناورات مع بيلاروسيا

أعلنت بيلاروسيا الثلاثاء وصول عدد غير محدّد من القوات الروسية للقيام بمناورات مشتركة في الشهر المقبل، مشيرة إلى أن "المناورات المقبلة للتحضير العملياتي والقتالي تجري بسبب تدهور الوضع السياسي العسكري في العالم، وتصاعد التوتر في أوروبا لا سيّما على الحدود الغربية والجنوبية لبيلاروس".

وبدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مناورات "حزم الاتحاد" الروسية البيلاروسية ستنطلق في 10 فبراير/شباط وتستمر عشرة أيام.

وأضافت أن البلدين سيستخدمان كامل الإمكانات العسكرية لديهما لضمان أمنهما.

Petro Poroshenko before the court
بوروشينكو يخاطب أنصاره أمام المحكمة (الأناضول)

محاكمة بوروشينكو

وفي موضوع آخر، عقدت محكمة أمس الاثنين جلسة استمرت يوما كاملا لمحاكمة الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو، الذي عاد إلى البلاد أمس مع أنه يواجه تهمة الخيانة، حيث طلب الادّعاء العام كفالة مقدارها مليار هريفنا (نحو 35 مليون دولار) ووضع سوار إلكتروني، وإلا سيودع في السجن.

وبنهاية الجلسة أعلن القاضي أوليكسي سوكولوف في وقت متأخر مساء أمس الاثنين أنه سيعلن قراره غدا الأربعاء عند الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش.

وخاطب بوروشينكو أنصاره أمام المحكمة قائلا "إننا لم نخسر أي شيء.. لم نفز بالحرب، ولا حتى بمعركة، لكننا بقينا على موقفنا".

واتهم بوروشينكو (56 عاما) الرئيس الحالي فولوديمير زيلينسكي بأنه من أمر بإجراءات الدعوى المقامة عليه "لصرف الانتباه" عن المشكلات التي تواجهها البلاد.

المصدر : الجزيرة + وكالات