أفغانستان.. بلينكن وأوستن يثمّنان الدعم القطري والدوحة تعلن جاهزية مطار كابل للرحلات الدولية

U.S. Secretary of State Antony Blinken meets with his Qatari counterparts in Doha U.S. Secretary of State Antony Blinken, U.S. Secretary of Defense Lloyd Austin, Qatari Deputy Prime Minister and Foreign Minister Mohammed bin Abdulrahman Al Thani and Qatari Deputy Prime Minister and Defense Minister Dr. Khalid bin Mohammed Al-Attiyah hold a joint news conference at the Ministry of Foreign Affairs in Doha, Qatar September 7, 2021. Olivier Douliery/Pool via REUTERS
جانب من المؤتمر الصحفي الذي جمع وزراء الخارجية والدفاع لكل من قطر والولايات المتحدة (رويترز)

ثمّن وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان الدعم القطري لعمليات الإجلاء من أفغانستان، وأكدا شراكة الدوحة وواشنطن لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، في حين أكد وزير خارجية قطر أن مطار كابل بات مهيأ للرحلات الدولية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد صباح أمس الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة لوزيري الخارجية والدفاع القطريين الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وخالد العطية ونظيريهما الأميركيين أنتوني بلينكن ولويد أوستن.

وقال بلينكن إن الولايات المتحدة مستمرة في دبلوماسيتها تجاه أفغانستان وتعلم أن قطر ستكون شريكتها، مشيرا إلى أن علاقة واشنطن مع قطر قوية ولن تنسى ما قامت به خلال عمليات الإجلاء.

وأوضح أن علاقات بلاده مع قطر أكثر عمقا من أي وقت مضى.

وأكد وزير الخارجية الأميركي أن نقل الولايات المتحدة لعملها الدبلوماسي من كابل إلى الدوحة ليس وليد المصادفة، معبرا عن امتنانه العميق لدولة قطر ولما قامت به من جهود خاصة خلال عمليات الإجلاء، كما أشاد بجهود قطر وتركيا لإعادة تشغيل مطار كابل.

وبيّن أنه إضافة لاستجابتها لعمليات الإجلاء، فقد قدمت قطر دعما طبيا كبيرا ساهم في إنقاذ الأرواح، قائلا "إن ما فعلته قطر سيبقى في الذاكرة طويلا ونيابة عن الشعب الأميركي أتقدم لكم بالشكر الجزيل".

وأعلن بلينكن عن تواصلهم مع حركة طالبان خلال الساعات الأخيرة، حيث أشارت الحركة إلى إمكانية مغادرة من يحملون وثائق سفر، مشيرا إلى أن عدد من بقي في أفغانستان من حاملي الجنسية الأميركية يبلغ 100 شخص.

كما أعلن تصميم واشنطن على مواصلة تقديم المساعدات للشعب الأفغاني بما يتسق مع العقوبات القائمة.

من المؤتمر الصحفي لوزيري خارجية قطر والولايات المتحدة
بلينكن: قدمت قطر دعما طبيا كبيرا ساهم في إنقاذ الأرواح (الجزيرة)

امتنان وشكر

في السياق ذاته، جدد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن التأكيد أن قطر ساهمت في إنقاذ آلاف الأرواح، ولم تكن واشنطن لتحقق إنجاز الإجلاء من أفغانستان دونها.

وأعرب عن ثقته في وقوف قطر مع الولايات المتحدة في دعم الأمن والسلام في المنطقة، وعن فخره بما قام به الجنود الأميركيون خلال عمليات الإجلاء في ظل ظروف صعبة.

وقال إن الولايات المتحدة أكملت أكبر عملية إجلاء في تاريخها شملت إجلاء أكثر من 124 ألف شخص من أفغانستان، متوجها بالشكر لدولة قطر على الدعم والمساعدة.

وبيّن أن التعرف على أي تهديدات مصدرها أفغانستان سيكون صعبا، لكنه أكد التزامه بضرورة التصدي لها، مؤكدا أن واشنطن تواصل العمل مع شركائها الإقليميين لتقليص النزاعات وخفض التوترات.

الوزراء الأربعة قبل البدء في المؤتمر الصحفي (الفرنسية)

الإجلاء والشراكة

من جهته، أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن المباحثات مع وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين ركزت على عمليات الإجلاء من أفغانستان، مع التشديد على أهمية فتح الممرات الإنسانية، مشيرا إلى إجلاء نحو 58 ألف شخص من أفغانستان عبر قطر.

وخلال المؤتمر الصحفي المشترك بين وزراء الخارجية والدفاع من قطر والولايات المتحدة، دعا الوزير القطري طالبان إلى تسهيل عمليات وصول المساعدات إلى أفغانستان.

وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني شراكة الدوحة وواشنطن لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، مبينا أن الولايات المتحدة الشريك الأهم بالنسبة لقطر وهذه العلاقة قائمة منذ عقود.

وأعرب عن أمله في أن تكون هناك آفاق مستقبل أفضل لأفغانستان وأن تقوم حكومة تشاركية فاعلة.

وبخصوص الوضع في مطار كابل، قال وزير الخارجية القطري إن المطار سيكون جاهزا للرحلات الدولية خلال فترة قصيرة، مشيرا إلى أن ما تم إصلاحه داخل مطار كابل يجعله صالحا للملاحة، وأضاف أن الأمر يحتاج إلى اتفاقية لتشغيله.

أما وزير الدفاع القطري خالد العطية فقال بدوره إنه جرى خلال الاجتماع مع وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين مناقشة الوضع الإنساني في أفغانستان، إضافة إلى العمل الفني والتقني في مطار كابل الدولي بعد الانسحاب الأميركي.

وصول المساعدات

من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في تصريحات صحفية إن لدى واشنطن مخاوف كبيرة بشأن تأثير عقوباتها على وصول المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان.

وأكدت ساكي أن الرئيس الأميركي وقَّع على استثناء لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية لضمان وصول المساعدة الإنسانية عن طريق المنظمات الموثوقة مثل برنامج الغذاء العالمي.

وقالت ساكي إن واشنطن تستخدم وجودها في قطر لتعرف ما يمكنها القيام به لتشغيل مطار كابل وغيره من المطارات الإقليمية الأخرى في أفغانستان، لأن ذلك سيساعد في استكمال خروج من يريدون المغادرة، بمن فيهم المواطنون الأميركيون المتبقون.

وقالت إن وزير الخارجية الأميركي موجود على الأرض في قطر لمتابعة الجهود بشأن المواطنين المتبقين.

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة واشنطن بوست إن البيت الأبيض طلب من الكونغرس الثلاثاء الحصول على 6.4 مليار دولار لتغطية تكاليف العملية الجارية لإعادة توطين عشرات الآلاف من الأفغان الذين تعاونوا مع الولايات المتحدة خلال الحرب في أفغانستان.

وأشارت الصحيفة إلى أن التمويل سيوزع بالأساس بين وزارتي الخارجية والدفاع، كما سيخصص جزء آخر منه للوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

ووفق الصحيفة فمن المرجح أن يثير طلب الإدارة الحصول على مزيد من التمويل لإعادة توطين من أُجلوا من أفغانستان نقاشا كبيرا في الكونغرس.

مستجدات وتفاهمات

وكان الديوان الأميري قد أعلن مساء الاثنين أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحث مستجدات الشأن الأفغاني مع وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين.

وقالت وكالة الأنباء القطرية إن الوزيرين الأميركيين نقلا شكر الرئيس جو بايدن للشيخ تميم على دور قطر في عمليات الإجلاء بأفغانستان ودعمها عملية السلام، إضافة إلى استضافة الدوحة للمفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، منوهين بالشراكة الوثيقة بين البلدين وبالدور الدبلوماسي لدولة قطر الذي يسهم في حفظ الأمن والسلم إقليميا ودوليا.

وكانت الولايات المتحدة أعربت في وقت سابق عن امتنانها لتعاون دولة قطر بشأن أفغانستان ودعمها الذي لا غنى عنه في عملية الإجلاء.

واستقبل مطار كابل الاثنين طائرة قطرية جديدة تحمل مساعدات إنسانية، حيث أعلنت الحكومة القطرية عن تسيير جسر جوي لنقل المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني.

وقال السفير القطري في أفغانستان سعيد بن مبارك الخيارين إن الفريق الفني القطري يضع اللمسات الأخيرة لاستئناف الرحلات الدولية من مطار كابل، مشيرا إلى أن الإعلان عن ذلك سيتم قريبا وبالتنسيق مع الجانب الأفغاني.

المصدر : الجزيرة