استئناف الرحلات بمطار كابل.. وكيل الأمين العام الأممي في قطر لبحث الأوضاع الإنسانية ومؤتمر دولي للتبرع

قال سفير قطر لدى أفغانستان سعيد بن مبارك الخيارين -في تصريح للجزيرة- إن فريقا قطريا وصل منذ 5 أيام إلى أفغانستان، لتشغيل الممرات الإنسانية الآمنة واستمرار تدفق المساعدات إلى مطار كابل

بحث مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السبت مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الوضع في أفغانستان، كما استأنف مطار كابل الدولي عمله بمساعدة فريق قطري، فيما تعقد الأمم المتحدة مؤتمرا دوليا بعد 9 أيام للتبرع لأفغانستان التي تواجه "كارثة إنسانية وشيكة"، بحسب الأمم المتحدة.

وناقش غريفيث ووزير الخارجية القطري في الدوحة التنسيق القائم بين قطر ومكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، وشدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على دعم بلاده الجهود الدولية الإنسانية، والتزامها بالتعاون مع الأمم المتحدة في ما يخص الشؤون الإنسانية.

وكانت قطر وقعت في مارس/آذار الماضي اتفاقية لإنشاء مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في البلاد.

وقال غريفيث إن الأمم المتحدة ستنظم في جنيف مؤتمرا للجهات المانحة للاجئين الأفغان يوم 13 سبتمبر/أيلول الجاري، مشيرا إلى أن الأمر مرتبط بمسؤولية الأسرة الدولية تجاه أفغانستان.

كما زار غريفيث برفقة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" (FIFA) جياني إنفانتينو أمس السبت إحدى المنشآت التي تؤوي لاجئين أفغانا في الدوحة ممن تم إجلاؤهم من كابل خلال الأيام الأخيرة، وقال غريفيث أثناء اطلاعه على ما توفره السلطات القطرية للاجئين الأفغان "إن قطر جهة مانحة وإنها كانت وما زالت صديقا للعمل الإنساني لسنوات طويلة".

وسبق أن تحدث الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش عن المؤتمر الذي يهدف لدرء "كارثة إنسانية وشيكة" في أفغانستان.

وأوضح غوتيريش -في تغريدة- أنه سيسعى لزيادة سريعة ومطردة في تمويل الإغاثة الإنسانية، قائلا "نريد من المجتمع الدولي أن يتحد ويدعم الشعب الأفغاني".

Evacuation From Afghanistan Continues
لاجئون أفغان داخل منشأة عسكرية في قطر عقب نقلهم من أفغانستان إثر سيطرة طالبان على الحكم (غيتي)

مطار كابل

وقال مراسل الجزيرة إن مطلق القحطاني مبعوث وزير الخارجية القطري التقى رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبد الغني برادر في كابل، حيث تناول الاجتماع موضوع نقل السلطة سلميا وتشكيل حكومة شاملة في أفغانستان. 

كما بحث القحطاني في مطار كابل مع القائم بشؤون الطيران الأفغاني المعين من قبل طالبان عملية تشغيل المطار خلال الفترة المقبلة، والجهود المبذولة لتقييم الأضرار وإصلاح جوانب الخلل.

في الأثناء، بدأ مطار حامد كرزاي الدولي في كابل تسيير رحلات داخلية للمرة الأولى بعد رحيل القوات الأميركية، حيث قام فريق فني قطري بإصلاح جانب من الأضرار في المطار.

وأعلن سفير قطر لدى كابل سعيد بن مبارك الخيارين تسيير رحلتين داخليتين من مطار كابل، مشيرا في تصريحات للجزيرة إلى أن الرحلات الدولية ستنطلق قريبا.

وفي وقت سابق السبت، قال السفير القطري للجزيرة إن فريقا قطريا وصل منذ 5 أيام إلى أفغانستان لتشغيل الممرات الإنسانية الآمنة، ولضمان استمرار تدفق المساعدات إلى مطار كابل.

وجاء تصريح السفير القطري بالتزامن مع وصول طائرة قطرية تحمل 15 طنا من المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى المطار، كما تم الإعلان عن فتح ممرات آمنة لتسيير رحلات دولية عبر المطار لتقديم المساعدات الإنسانية.

وفي 15 أغسطس/آب الماضي أعلنت طالبان سيطرتها على العاصمة كابل ومطارها الدولي، وذلك بالتزامن مع انسحاب آخر جندي أميركي من أفغانستان بعد أكثر من عقدين من الحرب.

زيارة بلينكن

من جهة أخرى، أعلنت الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن سيزور قطر الأحد، ثم يتوجه إلى ألمانيا، لإعادة التأكيد على التزام واشنطن بعلاقاتها القوية، والتعبير عن امتنانها للتعاون المستمر بشأن الأولويات المشتركة.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان إن بلينكن سيلتقي في الدوحة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وكبار المسؤولين، لتقديم الشكر على دعم الدوحة العبور الآمن للمواطنين الأميركيين والأفغان.

وأضافت أن بلينكن سيناقش مع المسؤولين القطريين تنسيق جهود الإجلاء، والأولويات الإقليمية الأخرى.

التمويل الأميركي

وفي سياق متصل، قدم مشرعون ديمقراطيون وجمهوريون في الكونغرس الأميركي -من ضمنهم ليز تشيني وجيسون كرو- مشروع قانون يوجه وزير الدفاع إلى تقديم تقارير وإحاطات سنوية بشأن أفغانستان، على أن يتم التصويت على مشروع القانون بعد عودة أعضاء المجلس للعمل في 20 سبتمبر/أيلول الجاري.

كما طرح نواب آخرون تشريعا لإنشاء لجنة وطنية تعنى بمشاركة الولايات المتحدة في أفغانستان، وحظر أي مساعدة فدرالية لطالبان، وآخر يحث وزير الخارجية على رفض منح تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة للرئيس الأفغاني المنصرف أشرف غني.

وكانت الولايات المتحدة من الممولين الرئيسيين لأفغانستان منذ غزوها عام 2001 للإطاحة بنظام طالبان، وقامت واشنطن بتخصيص نحو 130 مليار دولار لمجالات الأمن والحوكمة والتنمية والاحتياجات الإنسانية.

وردا على تقييد الدول الغربية بشكل كبير مساعداتها المالية لأفغانستان أعلنت طالبان التوجه شرقا نحو الصين بصورة أساسية، للحصول على الأموال والاستثمارات الضرورية لإنعاش الاقتصاد الأفغاني.

قال مساعدون في الكونغرس الأميركي إنه لا توجد بشكل فعلي فرصة لأن يمول الكونغرس مباشرة حكومة أفغانية جديدة بقيادة حركة طالبان

تهديد المجاعة

بدورها، تقول وكالات الإغاثة إن العديد من الأفغان كانوا يواجهون الصعاب لإطعام أسرهم وسط جفاف شديد قبل فترة طويلة من سيطرة طالبان على السلطة الشهر الماضي، وإن الملايين ربما يواجهون المجاعة الآن في ظل عزلة البلاد وانهيار الاقتصاد.

من ناحية أخرى، نقل موقع أكسيوس (Axios) الإخباري الأميركي عن المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا جوهانسون قولها إن الآلاف من الأفغان ينتظرون داخل القواعد الأميركية في كل من ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، وإن هذه الدول تريد أن تعرف إذا ما كان سيتم نقل هؤلاء إلى الولايات المتحدة، قبل أن تلتزم الدول الأوروبية الثلاث بإعادة توطين المزيد من اللاجئين الأفغان.

وأضاف الموقع أن قادة الاتحاد الأوروبي لا يريدون تكرار أزمة المهاجرين التي نجمت عن الحرب السورية، والتي دفعت 1.3 مليون شخص لطلب اللجوء في أوروبا عام 2015 وحده.

وذكر المتحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا شاك بريتشارد للموقع الإخباري الأميركي أنه حتى صباح يوم الجمعة كان هناك ما يقارب 17 ألف أفغاني في مواقع عسكرية أميركية بألمانيا، و2500 في إيطاليا، و1800 في إسبانيا.

المصدر : أكسيوس + الجزيرة + وكالات