أفغانستان.. رئيس هيئة الأركان الأميركية يلوم وزارة الخارجية على فشل عملية الإجلاء

قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية خلال جلسة استماع بالكونغرس إنه لا يعتقد أن الحرب بأفغانستان انتهت، وإن عودة حركة طالبان للحكم تقوي التطرف، مجددا اتهامه للحركة بعدم قطع علاقتها مع القاعدة. وقال إن طالبان كانت ولا تزال منظمة إرهابية.

Top Defense Officials Testify Before Senate Armed Services Committee On Afghanistan And Counterterrorism
الجنرال ميلي خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ أول أمس الثلاثاء (الفرنسية)

نقل موقع "أكسيوس" (Axios) عن مصدرين مطلعين أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي ألقى باللائمة على وزارة الخارجية الأميركية في فشل عملية الإجلاء من أفغانستان نهاية أغسطس/آب الماضي، مضيفا في جلسة استماع في الكونغرس أن الحرب في أفغانستان لم تنته بعد.

وذكر موقع أكسيوس الأميركي أن الجنرال ميلي قال في إحاطة سرية أول أمس الثلاثاء في مجلس الشيوخ إن مسؤولي وزارة الخارجية انتظروا طويلا جدا قبل إعطاء الأوامر ببدء عملية الإجلاء من مطار كابل، في حين أنه كان يجب أن تبدأ عمليات إجلاء المدنيين في وقت مبكر.

وأضاف الموقع أن رئيس هيئة الأركان أقر بأنه غالبا ما يكون هناك خلاف بين وزارتي الخارجية والدفاع، لكنه كان واضحا بشأن الخلاف حول عمليات الإجلاء.

وتختلف تصريحات ميلي في الإحاطة السرية عما قاله في جلسة الاستماع العلنية في الكونغرس، إذ قال إن مسألة ما إذا كان ينبغي البدء بعمليات إجلاء الأميركيين من أفغانستان في وقت مبكر تبقى سؤالا مفتوحا يحتاج المزيد من البحث والتقصي.

لم تنته الحرب

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية للمشرعين إنه لا يعتقد أن الحرب في أفغانستان انتهت، مضيفا أن عودة حركة طالبان للحكم تقوي التطرف، مجددا اتهامه للحركة بعدم قطع علاقتها مع القاعدة. وقال إن طالبان كانت ولا تزال منظمة إرهابية.

وشهد مجلسا الكونغرس يومي الثلاثاء والأربعاء جلسات استماع لكل من رئيس هيئة الأركان المشتركة ووزير الدفاع لويد أوستن وقائد القيادة العسكرية الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي، بشأن الانسحاب الأميركي من أفغانستان وتمكّن طالبان من السيطرة على الحكم بعد 20 عاما من الوجود الأميركي في البلاد.

وذكر موقع أكسيوس أن المشرعين في الكونغرس يطالبون بمحاسبة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على ما وصف بالخروج العشوائي من أفغانستان، بما فيه الفشل في إجلاء آلاف الأفغانيين المعرضين للخطر، والذين كانوا يعملون مع القوات والمنظمات الأميركية، فضلا عن عدم إجلاء كل الأميركيين الموجودين في أفغانستان.

وأضاف الموقع أن تأجيل بدء عمليات الإجلاء من أفغانستان جاء بطلب من الرئيسين الأميركي جو بايدن والأفغاني أشرف غني، وذلك مخافة أن يؤدي الإجلاء المبكر للأفغان المعرضين للخطر إلى انهيار الحكومة الأفغانية.

انتقادات جمهوريين

وأوردت وكالة رويترز أن الأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب شنوا أمس الأربعاء هجوما لاذعا على دفاع الرئيس بايدن عن انسحابه من أفغانستان، وانتقدوا بشده تقديره للأمور ونزاهته في اليوم الثاني من جلسات بالكونغرس.

واتهم الجمهوريون الرئيس الأميركي بالكذب بشأن توصيات قادة الجيش بإبقاء 2500 جندي في أفغانستان، والتهوين من شأن تحذيرات باحتمال انهيار الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة في كابل، وتضخيم قدرة الولايات المتحدة على منع تحوّل أفغانستان مجددا إلى ملاذ لجماعات متشددة مثل تنظيم القاعدة.

قال مايك روجرز، وهو أرفع نائب جمهوري في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب، إن الانسحاب الأميركي من أفغانستان كان "كارثة تامة"، وأضاف "سيسجل التاريخ هذا الأمر على أنه أحد أكبر إخفاقات القيادة الأميركية".

وقال مايك روجرز، وهو أرفع نائب جمهوري في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب، "أخشى أن يكون الرئيس مضللا"، ووصف الانسحاب بأنه "كارثة تامة"، وأضاف "سيسجل التاريخ هذا الأمر على أنه أحد أكبر إخفاقات القيادة الأميركية".

وفي سياق متصل، نقل موقع "بوليتيكو" (Politico) الأميركي عن متحدث باسم الخارجية الأميركية أن مراكز عمليات الإجلاء من أفغانستان في البحرين والكويت قد أغلقت، ولكن المتحدث أشار إلى استمرار عمل مراكز عمليات الإجلاء من أفغانستان في قطر والإمارات.

رحلة مرفوضة

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت أمس إن سلطات البلاد تعكف على فحص قائمة ركاب رحلة للطيران العارض تقل أكثر من مئة مواطن أميركي وأصحاب إقامة دائمة في الولايات المتحدة جرى إجلاؤهم من أفغانستان.

جاء ذلك بعد أن قال منظمو الرحلة إن واشنطن رفضت منح الطائرة حق الهبوط في أي مطار أميركي، وهي الطائرة التي ظلت رابضة في مطار أبو ظبي بعد وصولها من كابل.

وقد قامت منظمة "بروجيكت داينامو" (Project Dynamo) باستئجار طائرة من شركة "كام إير" (Kam Air)، وهي شركة طيران أفغانية خاصة، لنقل المواطنين الأميركيين وأصحاب إقامة دائمة في أميركا من أفغانستان. والمنظمة المذكورة هي منظمة خرجت من رحم شبكات من قدامى المحاربين في الولايات المتحدة والمسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين وغيرهم، والتي تشكلت لدعم عملية الإجلاء من أفغانستان.

تجدر الإشارة إلى أن الغزو الأميركي لأفغانستان الذي بدأ عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، تطوّر عقب سقوط حكم طالبان إلى مشروع ضخم لإعادة بناء أفغانستان منعا لعودة الحركة للسلطة، لكن هذا الأمر حدث في نهاية المطاف يوم 15 أغسطس/آب الماضي إثر هجوم خاطف شنته طالبان.

المصدر : أكسيوس + الجزيرة + وكالات + بوليتيكو