إشارة إلى المكون المدني بالسلطة.. البرهان: مجموعة صغيرة اختطفت الثورة وقضية شرق السودان سياسية

البرهان
البرهان: القوات المسلحة وصي على الشعب (الصحافة السودانية)

قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إن قضية شرق البلاد سياسية ولا علاقة للقوات النظامية بما يجري هناك، وذلك بالتزامن مع وصول وفد حكومي إلى بورتسودان في محاولة للتوصل إلى حل بعد إغلاق محتجين أنبوب نقل النفط الوحيد إلى الخرطوم.

وأكد البرهان أنه ما لم تتوحد قوى الثورة فإننا "لن نمضي مع مجموعة صغيرة اختطفت الثورة" مشيرا إلى أن القوات المسلحة هي الوصي على الشعب وهي التي تحرس الوطن، وأنها لن تنقلب على ثورة ديسمبر.

وقال مراسل الجزيرة من الخرطوم أحمد الرهيد إن هذه التصريحات تأتي في سياق السجال بين المكونين العسكري والمدني في مجلس السيادة الذي يحكم البلاد، وقد تصاعد هذا السجال عقب المحاولة الانقلابية التي وقعت صباح الثلاثاء الماضي.

وأشار إلى تصريحات سابقة للبرهان يطالب فيها بتوحيد قوى الثورة، وتحقيق مطالبها بعد مضي عامين على المرحلة الانتقالية، كما يتهم رئيس مجلس السيادة بعض الأطراف التي لا تريد الانتخابات أو نهاية محددة للفترة الانتقالية.

من جهة ثانية، وصل إلى مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر، شمال شرقي البلاد، وفد من الحكومة الانتقالية برئاسة عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي.

ويعقد الوفد الحكومي اجتماعا مع لجنة أمن ولاية البحر الأحمر، قبل الدخول في اجتماعات مع قيادات المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة شرق السودان.

وتأتي زيارة الوفد الحكومي بعد 10 أيام من التصعيد الذي قاده المجلس، بإغلاق عدد من المرافق الحيوية والإستراتيجية شرق البلاد، كوسيلة للضغط لتحقيق مطالب سياسية، في مقدمتها إلغاء مسار شرق السودان في مفاوضات جوبا، وحل الحكومة وتشكيل مجلس عسكري تمثل فيه جميع الأقاليم.

يذكر أن هذا المجلس مكوّن سياسي نشأ أثناء انعقاد مفاوضات جوبا بين الحكومة والجبهة الثورية، ويتألف من قيادات أهلية وحزبية ومجموعات شبابية غير منظمة.

وقد حذر وزير الطاقة والنفط جادين علي عبيد -أمس السبت- من وقوع كارثة في البلاد، نتيجة إغلاق خط الأنابيب الناقل لمشتقات النفط للخرطوم وميناءي تصدير النفط بمدينة بورتسودان (شرق) من قبل المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة.

وكان المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات أعلن في 17 سبتمبر/أيلول الجاري إغلاق عدد من الطرق التي تربط بين شرق السودان وباقي مناطق البلاد، كما أغلق عددا من الموانئ على البحر الأحمر، بما فيها ميناء بورتسودان، وذلك بالتوازي مع الإقفال التام للطريق المؤدي إلى مدينة بورتسودان.

ومنذ 21 أغسطس/آب 2019، يعيش السودان مرحلة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى "إعلان الحرية والتغيير" وحركات مسلحة وقّعت مع الخرطوم اتفاق سلام في 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

المصدر : الجزيرة