بعد وقف المحتجين لتدفق النفط.. الحكومة السودانية ترسل وفدا إلى بورتسودان وتحذر من كارثة

ينتظر أن يتوجّه وفد من الحكومة الانتقالية في السودان -اليوم الأحد- إلى ولاية البحر الأحمر، بعد إغلاق خط أنابيب النفط المغذي للعاصمة الخرطوم من قبل المحتجين الساعين لتحقيق مطالب سكان شرقي البلاد، في وقت حذر فيه وزير سوداني من كارثة بسبب وقف تدفق النفط.

فقد نقل مراسل الجزيرة عن مصدر بمجلس السيادة السوداني قوله إن وفدا من الحكومة الانتقالية برئاسة شمس الدين كباشي عضو المجلس، سيصل اليوم إلى مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر للوقوف على تطورات الأوضاع.

وكان أفراد ينتمون للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات أغلقوا أمس السبت خط أنابيب النفط عند منطقتي دهنت وهيا (شرقي السودان)، في سياق تصعيد المجلس احتجاجاته على مسار الشرق ضمن اتفاقية السلام، وللمطالبة بالتنمية وإنهاء التهميش.

وقد حذر وزير الطاقة والنفط السوداني جادين علي عبيد -أمس السبت- من وقوع كارثة في البلاد، نتيجة إغلاق خط الأنابيب الناقل لمشتقات النفط للخرطوم ومينائي تصدير النفط في مدينة بورتسودان (شرق) من قبل المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة.

وقال عبيد -في تصريح للجزيرة- إن هناك خطرا من تعرض خطوط نقل النفط للتلف إذا استمر هذا الإغلاق الذي وصفه بالخطير ولا يمكن تخيله، مضيفا أن تدفق النفط الخام من مناطق الإنتاج إلى موانئ التصدير تحكمه اتفاقيات دولية، وهو مصلحة عليا للدولة لا يمكن المساس بها.

ويقود المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة احتجاجات في شرقي السودان، في مواجهة الحكومة المركزية في الخرطوم لتحقيق عدد من المطالب، من بينها إلغاء مسار شرق السودان في مفاوضات جوبا، وحل الحكومة، وتشكيل مجلس عسكري، كما أنه يلوّح بحق تقرير المصير لشرق السودان.

يذكر أن هذا المجلس مكوّن سياسي نشأ أثناء انعقاد مفاوضات جوبا بين الحكومة والجبهة الثورية، ويتألف من قيادات أهلية وحزبية ومجموعات شبابية غير منظمة.

خطوات تصعيدية متواصلة

ولوّح القيادي في المجلس الأعلى لنظارات البجا محمد أوشيك بخطوات تصعيدية أخرى تشمل خطوط الإنترنت والاتصالات في البحر الأحمر، ما لم توجد مبادرات للحل من قبل الحكومة.

وكان المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات أعلن في 17 سبتمبر/أيلول الجاري إغلاق عدد من الطرق التي تربط بين شرق السودان وباقي مناطق البلاد، كما أغلق عددا من الموانئ على البحر الأحمر، بما فيها ميناء بورتسودان، وذلك بالتوازي مع الإقفال التام للطريق المؤدي إلى مدينة بورتسودان.

وقال المجلس إنه سيمنع عبور السيارات والحافلات من مدينة بورتسودان وإليها عند منطقة العقبة، لكنه -في المقابل- أعلن رفعا جزئيا للإغلاق عن مطار بورتسودان لمدة 72 ساعة.

وفي السياق، قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إن بلاده مصممة على مواصلة تحسين الوضع الأمني في دارفور، من خلال تنفيذ اتفاق جوبا للسلام.

ودعا حمدوك خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى استكمال الإجراءات لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

والجمعة، شن رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات محمد الأمين ترك هجوما عنيفا على حمدوك، وطالبه بالاستقالة، قائلا إن على حمدوك محاكمة من يتهمهم بمحاولة الانقلاب أو الاعتراف للشعب والمجتمع الدولي بالكذب.

رفض التعطيل

في المقابل، جدد قادة بالمجلس الأعلى للإدارة الأهلية في شرق السودان تأييدهم لمسار الشرق في اتفاق جوبا، ورفضهم إغلاق الطرق والمرافق من قبل المجلس الأعلى لنظارات البجا.

وقال متدخلون من قادة المجلس أمام تجمع جماهيري بولاية كسلا إن على الحكومة تنفيذ المسار باعتباره يمثل جميع أقاليم الشرق، وسيتم الدفاع عنه بكل الوسائل.

كما حمّلوا الحكومة الاتحادية المسؤولية عن الوضع الراهن بعدما تحولت إلى حكومة محاصصات وأحزاب، وفق وصفهم.

وطالبوا القوات النظامية بالقيام بدورها في حماية المؤسسات الحيوية القومية في شرق البلاد، بحسب تعبيرهم.

وأظهرت مقاطع فيديو توافد الآلاف من القبائل السودانية في شرق السودان إلى منطقة شمبوب في ولاية كسلا، للتعبير عن تأييدهم لمسار الشرق والتحول الديمقراطي في البلاد.

ومنذ 21 أغسطس/آب 2019، يعيش السودان مرحلة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش و"قوى إعلان الحرية والتغيير" وحركات مسلحة وقّعت مع الخرطوم اتفاقا للسلام في 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات