كاتبة أميركية: هجمات 11 سبتمبر قصمت ظهرنا ونحن أبعد ما نكون عن التعافي من آثارها

شبح 11 سبتمبر يطل برأسه مجددا في وجه السعودية
باركر: الرسالة الأساسية لـ"11 سبتمبر" هي أن أميركا لم تعد محصنة من الأخطار (الجزيرة)

في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post)، قالت الصحفية وكاتبة العمود الأميركية كاثلين باركر ‏إن "كل ما توهمناه يوما أننا أعظم أمة على وجه الأرض" استحال إلى رماد في صبيحة 11 سبتمبر/أيلول 2001 عندما اصطدمت 4 طائرات ببرجي التجارة العالمية في نيويورك.

وذكرت الكاتبة أن صور الطائرات وهي تخترق في ذلك اليوم البرجين -اللذين تصفهما بأنهما صرحان يرمزان لقوة وثروة الولايات المتحدة- نفذت إلى الروح الجماعية ونفسية المجتمع الأميركي.

وتقول إن السؤال الملائم الذي يمكن توجيهه إلى كل مواطن أميركي -بعد 20 سنة من تلك الهجمات- هو "أين نحن كأمة؟ وما الذي حل بنا؟ ومن نحن؟".

حزن غامر

وتضيف أن "شيئا ما بداخلي غاص في أعماق فؤادي، وانتابني شعور بالحزن الغامر والتعب الشديد وكأنني كنت أرى كل الحروب التي نشبت عبر تاريخ البشرية قد تجمعت في صورة واحدة".

وتعتقد كاثلين باركر أن الولايات المتحدة -شأنها شأن كل بلاد الدنيا- استُدرجت إلى مأساة لا يمكن تخيلها لكنها هي الحقيقة المرة. فكيف يمكن لهذه الفاجعة أن تحدث؟ تتساءل الكاتبة دون أن تقدم إجابة.

وتتابع القول "ما شاهدناه في ذلك اليوم غيَّرنا"، لكنها تستطرد مؤكدة أنها لا تعني بذلك فاجعة الذين لقوا حتفهم، أو مقدار فقد أسر الضحايا لأحبائهم، أو تلك الصور التي "حُفرت إلى الأبد في ذاكرتنا"، بل تعني الأثر الروحي والنفسي الذي تركته على الأميركيين.

أميركا لم تعد محصنة

وتشير بأسى إلى أن الشعب الأميركي لم يعد محصنا من الأخطار، وأن أميركا "لم تعد عصية على التدمير"، معتبرة أن تلك هي الرسالة الأساسية لهجمات 11 سبتمبر/أيلول.

وترى أنه على الرغم من أن الحزن والصدمة وحدت الشعب الأميركي لفترة وجيزة، فإن العاطفة الجياشة لا تدوم. ومضت إلى القول إن الأميركيين كانوا في الغالب متحدين عندما أمر رئيسهم آنذاك جورج بوش الابن بشن هجوم مضاد على أفغانستان.

تدمير أكبر

ولربما توقع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن -بحسب المقال- أن هجومه في ذلك اليوم سيدمر ما هو أكثر من المباني والأرواح، لكنه لم يكن يتكهن بما سيحدث في أميركا على مدى جيل.

وأوضحت بنبرة ساخرة أن الأميركيين "في حالة حرب مستمرة، حرب ضد أنفسنا"، مشيرة إلى أن الانقسام والخلافات الحزبية الحادة لم تبدأ في 11 سبتمبر/أيلول 2001، بل يمكن تتبع بداياتها عبر العديد من الشواهد التاريخية، مثل حقبة الحرب الباردة.

وبقدوم دونالد ترامب إلى سدة الحكم، كانت الولايات المتحدة مهيأة "للابتزاز والسلب"، على حد تعبير الكاتبة.

ومن العدل -برأيها- القول إن الانقسام في المجتمع بات غاية في حد ذاته مع مجيء كل رئيس بعد جورج بوش الابن.

المصدر : واشنطن بوست