أفغانستان.. 10 قتلى نتيجة الفوضى وإطلاق النار في مطار كابل وطالبان تنشر عناصرها في جميع أنحاء العاصمة

أفاد مصدر أمني أفغاني -للجزيرة- ارتفاع حصيلة القتلى بسبب الفوضى في مطار كابل إلى 10 أشخاص. من جهتها، جددت حركة طالبان تأكيدها على أن الأوضاع في العاصمة آمنة وتحت السيطرة.

وأضاف المصدر أن الوافدين إلى مطار كابل دخلوا من جميع الجهات رغم وجود القوات الأجنبية بما فيها الأميركية التي تحاول إجلاء مواطنيها والموظفين الأفغان العاملين معها.

وتكدس مئات الأفغان في مطار كابل في مسعى للخروج من البلاد بعد دخول مسلحي حركة طالبان العاصمة كابل أمس الأحد.

وأظهرت بعض مقاطع الفيديو حالات الازدحام داخل بعض الطائرات قبل الإقلاع، ومحاولة الركاب الصعود إليها.

وأفاد مراسل الجزيرة في كابل -صباح اليوم الاثنين- بأن نحو 3 آلاف أفغاني موجودون في مطار كابل على أمل المغادرة، وأشار إلى أنه رصد حركة كبيرة باتجاه المطار لأشخاص يرغبون بالمغادرة من دون أن تكون لديهم تذاكر أو تأشيرات دخول.

ولفت المراسل إلى أن الحشود توجهت إلى المطار بعد انتشار شائعات بين سكان العاصمة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أن دولا غربية -خاصة الولايات المتحدة وكندا- ستقوم بنقل الراغبين بالهجرة إليها من دون حاجة إلى تأشيرات أو وثائق سفر.

وكان مراسل الجزيرة قد أفاد بأن محيط المطار شهد إطلاقا كثيفا للرصاص.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن القوات الأميركية ردت على حادثين لإطلاق النار، مما أدى لمقتل مسلحين اثنين في مطار كابل، وكشف عن معلومات أوليّة تفيد بإصابة جندي أميركي من دون أن يجزم بذلك.

وأكد البنتاغون أنه سيرفع عدد الجنود الأميركيين في مطار العاصمة الأفغانية خلال الأيام القادمة إلى 6 آلاف، وأن الرحلات التجارية والعسكرية ستستأنف بمجرد عودة النظام إلى المطار واستتباب الأمن فيه.

هدوء في كابل

من جهتها، جددت حركة طالبان تأكيدها على أن الأوضاع في العاصمة تحت السيطرة وأنها اعتقلت عددا ممن قالت إنهم ضالعون بعمليات تخريب، وذلك بعد يوم من سيطرة الحركة على العاصمة كابل وانهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد إن الوضع في كابل تحت السيطرة وإنه تم اعتقال متورطين بعمليات تخريبية، مشددا على حرص الحركة على عدم السماح بدخول منازل المسؤولين السابقين أو تهديدهم.

وكان مسؤولون في حركة طالبان قالوا إن الوضع في أفغانستان اليوم الاثنين هادئ، وإن مقاتلي الحركة لا يشتبكون مع قوات الحكومة المنصرفة أو المدنيين في أي منطقة.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين في الحركة -رفضوا ذكر أسمائهم- أنهم لم يتلقوا أي تقارير عن أي اشتباكات في مختلف أنحاء البلاد، وقال عضو كبير في الحركة إن "الوضع هادئ وفقا لما لدينا من تقارير".

وأعلنت حركة طالبان أنها نشرت الشبكة الاستخباراتية في جميع أنحاء العاصمة الأفغانية.

وقال رئيس استخبارات كابل في الحركة الملا فتح الله مدني -في مقطع فيديو عبر تويتر- إنه "تم التخطيط للسيطرة على بعض التحديات الجزئية الموجودة، كما ألقي القبض على جميع اللصوص ومرتكبي أعمال السلب والنهب".

مشاورات سياسية

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم طالبان إن "المولوي أمير خان متقي، عضو مجلس الشورى القيادي ورئيس لجنة الدعوة والإرشاد بالإمارة الإسلامية، وصل إلى العاصمة كابل، والتقى بعدد من المسؤولين السابقين في الحكومة الأفغانية".

من جانبه، قال الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي إنه تم فتح قنوات اتصال مع قادة حركة طالبان وعبر عن أمله أن تكون مثمرة.

وأضاف كرزاي عقب لقاء جمعه برئيس لجنة المصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله، أنهما ناقشا مع قادة طالبان القضايا المصيرية بشأن مستقبل أفغانستان.

من جانبه، قال رئيس لجنة المصالحة عبد الله عبد الله إن "أفغانستان تمر بأوقات عصيبة، وإن التغيرات الأخيرة أثرت على حياة الناس". وأضاف أنه يتمنى أن يتفق جميع زعماء الأفغان على حل الأزمة.

وبعد 20 عاما على طردها من السلطة إثر الغزو الأميركي لأفغانستان، دخلت قوات طالبان أمس الأحد العاصمة كابل وسيطرت على المقار الأمنية والحكومية فيها، وذلك عقب سيطرتها على الولايات الـ33 الأخرى خلال أسبوع فقط.

ووجهت حركة طالبان -بعيد دخول مقاتليها العاصمة كابل- رسائل طمأنة للشعب الأفغاني والمجتمع الدولي بشأن المرحلة المقبلة في البلاد، وأكدت وجود محادثات لتشكيل حكومة شاملة، في حين قال الرئيس أشرف غني إنه غادر أفغانستان حقنا للدماء.

وقبل حلول مساء أمس الأحد أعلنت الحركة السيطرة على القصر الرئاسي في كابل، وأظهرت صور خاصة للجزيرة عددا من عناصر الحركة وهم يتسلمون القصر من موظف بالرئاسة.

كما أظهرت صور ليلية تمركز مقاتلي الحركة في نقاط عدة بالعاصمة، وأفادت مصادر من طالبان بأنها نسقت مع الأميركيين بشأن مناطق انتشار مسلحيها في العاصمة، وذلك تجنبا لأي صدام محتمل مع القوات الأميركية التي تقوم بتأمين مطار العاصمة لإجلاء الدبلوماسيين والرعايا الأميركيين والأجانب.

المصدر : الجزيرة + وكالات