بريطانيا تتحرر من قيود كورونا وجونسون يلتزم الحجر.. إمدادات عاجلة من الأكسجين لتونس مع تفاقم الوضع الصحي

حملة التطعيم في بريطانيا خفضت عدد الإصابات والوفيات مما سمح لنظام الصحة العام بالتقاط أنفاسه (الأوروبية)

رفعت بريطانيا القيود الصحية المرتبطة بوباء كورونا اعتبارا من اليوم الاثنين الذي سمته "يوم الحرية"، وذلك على الرغم من الارتفاع في عدد الإصابات، وسجلت الصين ومصر إصابات جديدة بالفيروس، ودفع تفاقم الوضع الصحي في تونس عددا من الدول إلى تقديم إمدادات عاجلة من الأكسجين لها.

واعتبارا من اليوم لن يكون العمل عن بعد هو القاعدة في بريطانيا، وستفتح قاعات الحفلات والملاعب بكامل طاقتها، وستكون الملاهي الليلية قادرة مرة أخرى على استقبال الزبائن، وسترفع القيود على عدد الأشخاص المسموح لهم بالتجمع، وسيوضع حد لإلزامية وضع الكمامة في وسائل النقل المشترك والمتاجر، لكن السلطات توصي الناس بمواصلة الحذر قدر الإمكان.

وسيدخل تخفيف لقيود السفر على بعض الوجهات حيز التنفيذ اليوم أيضا، وبموجب هذا التعديل لن يحتاج الأشخاص الذين تلقوا التطعيم بالكامل في المملكة المتحدة للالتزام بحجر صحي لدى عودتهم من الدول المصنفة "برتقالية"، وبينها العديد من الوجهات السياحية مثل إيطاليا وإسبانيا.

وستستثنى فرنسا من تخفيف القيود بسبب استمرار ظهور إصابات بالمتحورة "بيتا" التي تثير قلق الحكومة نظرا لمقاومتها لقاح "أسترازينيكا" (AstraZeneca) المستخدم على نطاق واسع في حملة التلقيح في المملكة المتحدة.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون -الذي اضطر للالتزام الحجر بسبب مخالطته وزير الصحة ساجد جاويد المصاب بـ"كوفيد-19″- مواطنيه إلى أن مواصلة توخي الحذر رغم رفع القيود الصحية.

وشدد جونسون أمس الأحد على أن اليوم الاثنين هو "التوقيت المناسب" لرفع القيود، وقال في شريط مصور على تويتر "أرجوكم أن تنتقلوا غدا إلى المرحلة التالية من رفع الإغلاق ملتزمين كل الحذر والاحترام الواجبين حيال الآخرين، مع الأخطار المستمرة الناتجة من المرض"، مذكرا بأن المتحورة "دلتا" -التي ينسب إليها ازدياد عدد الإصابات منذ أسابيع- شديدة العدوى.

يذكر أن بريطانيا سجلت أكبر عدد من الإصابات بفيروس كورونا في أوروبا، وأدى الفيروس إلى وفاة أكثر من 128 ألفا و600 شخص في بريطانيا، حيث يرتفع عدد الإصابات بشكل كبير منذ أسابيع، وبلغ أكثر من 585 ألفا منذ الأول من يوليو/تموز الجاري، وحاليا هناك 550 مصابا بفيروس كورونا في أقسام العناية الفائقة في مستشفيات البلاد، مقابل أكثر من 4 آلاف في ذروة الموجة الثانية في يناير/كانون الثاني الماضي.

Britain's Prime Minister Johnson leaves Downing Street in London
جونسون يحاول البناء على نجاح حملة التطعيم السريعة (رويترز)

مخاوف

ويحاول رئيس الوزراء البريطاني المحافظ البناء على نجاح حملة التطعيم السريعة التي بدأت في ديسمبر/كانون الأول الماضي وقادت إلى تطعيم ثلثي البالغين بالكامل، وقد خفضت الحملة عدد الإصابات والوفيات، مما سمح لنظام الصحة العام بالتقاط أنفاسه.

ويثير تخفيف القيود الصحية في بريطانيا المخاوف في ظل ارتفاع عدد الإصابات نتيجة انتشار المتحورة "دلتا" الشديدة العدوى، وقد أقر وزير الصحة باحتمال أن يصل عدد الإصابات اليومية إلى 100 ألف هذا الصيف.

ويوم الجمعة الماضي، دعت مجموعة من العلماء الدوليين المؤثرين الحكومة البريطانية إلى التراجع عن قرارها برفع القيود، وقالت إنه "يهدد بتقويض جهود السيطرة على الوباء، لا في المملكة المتحدة فحسب، لكن في بلدان أخرى أيضا".

الصين

وفي الصين، قالت اللجنة الوطنية للصحة اليوم الاثنين إن بر الصين الرئيسي سجل 31 إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا أمس الأحد، نزولا من 33 إصابة في اليوم السابق.

وذكرت اللجنة في نشرتها اليومية أن 26 من الحالات الجديدة "وافدة من الخارج "، فيما سجلت 5 حالات في الداخل.

وأضافت أن عدد الإصابات الجديدة التي لا تظهر عليها أعراض بلغ 17، ولا تصنف الصين تلك الإصابات إصابات مؤكدة.

وبهذا، يكون إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بـ"كوفيد-19" في بر الصين الرئيسي قد بلغ 92 ألفا و277 حالة، في حين لا يزال عدد الوفيات ثابتا عند 4636.

مصر

وفي مصر، سجلت وزارة الصحة المصرية 67 إصابة جديدة بفيروس كورونا و7 وفيات أمس الأحد، وذلك نزولا من 69 إصابة و8 وفيات في اليوم السابق.

وقال المتحدث باسم الوزارة خالد مجاهد في بيان "إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الأحد هو 283 ألفا و703، من ضمنه 223 ألفا و645 حالة تم شفاؤها، و164 ألفا و64 وفاة".

الوضع في تونس

وفي تونس، أعلنت الرئاسة التونسية أمس عن إمدادات عاجلة من الأكسجين من الجزائر والكويت يتوقع وصولها خلال ساعات لسد النقص الشديد في مستشفيات البلاد المكتظة بمرضى كورونا.

وجاء في بيان للرئاسة أن الجزائر قررت إرسال شاحنتين عبر البر محملتين بالأكسجين، فيما يتوقع وصول صهاريج من دول أخرى اعتبارا من اليوم الاثنين، حيث قررت الكويت إرسال شحنات من الأكسجين عبر جسر جوي.

ويأتي هذا التحرك بعد أن أطلق أطباء في مستشفيات عمومية نداءات من أجل توفير الأكسجين خشية سقوط المزيد من الضحايا المصابين بالفيروس في ظل تقلص المخزون من هذه المادة.

وفاق معدل الإصابات اليومية في تونس على مدى الأسبوع الأخير 7 آلاف، فيما تخطى معدل الوفيات المبلغ عنها يوميا في المستشفيات 160 حالة، وتدفقت مساعدات ومعدات طبية من عدة دول على تونس مع وعود بتوفير مئات الآلاف من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، لمساعدتها على احتواء الأزمة الصحية الخطيرة.

المصدر : وكالات