على وقع أعمال عنف متصاعدة.. استئناف الجولة الثالثة من المفاوضات الأفغانية بالدوحة

مقتل 12 من عمال نزع الألغام وإصابة 18 آخرين بهجوم مسلحين مجهولين بولاية بغلان بأفغانستان
مقتل 12 من عمال نزع الألغام في أفغانستان (الجزيرة)

استؤنفت الجولة الثالثة من المفاوضات الأفغانية بين وفدي الحكومة وحركة طالبان، في العاصمة القطرية الدوحة.

وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم إن رئيسي وفدي المفاوضات ناقشا آلية تسريع المحادثات، وتعيين أجندة الاجتماعات المقبلة.

من جانبه، قال المتحدث باسم الوفد الحكومي في المفاوضات إنه تم الاتفاق مع وفد طالبان على تسريع المفاوضات وأجندتها.

ويعد هذا أول اجتماع مباشر بين وفدي الحكومة الأفغانية وحركة طالبان منذ إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من أفغانستان.

 قتلى وجرحى

قال الرئيس الأفغاني إن حركة طالبان مسؤولة عن قتل عاملين في نزع الألغام بولاية بَغلان شمالي البلاد، مشيرا إلى أنهم يستهدفونهم لأنهم ينزعون الألغام التي تزرعها الحركة بالطرق الرئيسية.

وكان مراسل الجزيرة في العاصمة كابل قد نقل عن مسؤول كبير في الداخلية، قوله إن 12 من الموظفين التابعين لمنظمة هالو ترست (HALO Trust) التي تُعنى بنزع الألغام في أفغانستان، قتلوا، وإن 18 آخرين أصيبوا في هجوم بالولاية.

واتهمت الداخلية الأفغانية طالبان بتنفيذ الهجوم، لكن الحركة نفت أي علاقة لها بهذا الهجوم.

من جانب آخر، نقل مراسل الجزيرة عن مصدر أمني قوله إن قتلى وجرحى سقطوا في تفجير سيارة ملغمة في مدينة ترينكوت عاصمة ولاية أوروزْغان جنوب أفغانستان.

وفي تطور آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية عن سقوط قتلى وجرحى إثر سقوط مروحية تابعة للقوات الحكومية في ولاية وَردَك جنوب كابل.

الانسحاب الأميركي

من جهة أخرى، أعلنت الولايات المتحدة أنها أكملت أكثر من 50% من عملية سحب قواتها من أفغانستان.

وقالت القيادة الأميركية الوسطى -في تحديث لها حول الانسحاب- إنه تم سحب حمولة 500 طائرة شحن عسكرية من طراز "سي-17" و13 ألفا من المعدات العسكرية.

كما سلمت القوات الأميركية 6 منشآت عسكرية لوزارة الدفاع الأفغانية.

وأشارت القيادة الأميركية إلى أنها تتوقع تسليم المزيد من القواعد والمعدات للجانب الأفغاني دعما لقوات الأمن الحكومية.

اتفاق الدوحة أساس حل الصراع

قال المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان، زلماي خليل زاد، إن أطراف القضية الأفغانية على قناعة تامة بأن اتفاق الدوحة أساس حل الصراع الأفغاني.

كما أكد خليل زاد، خلال لقائه مع قناة محلية أفغانية، رفض واشنطن الاستيلاء على السلطة في أفغانستان بالقوة.

من جانبه، قال مفوض الأمن والسياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن العقوبات على طالبان لن تُرفع ما لم تلتزم الحركة بوقف دائم لإطلاق النار، وتنخرط بصورة جدية في العملية السياسية.

وتأتي هذه المواقف في وقت تسيطر حركة طالبان على مواقع جديدة غرب وشمال البلاد.

إسلام آباد ترفض استخدام واشنطن قواعدها

وفي سياق ذي صلة، أكد وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، رفض بلاده إعطاء أي قاعدة عسكرية على أراضيها للولايات المتحدة لمراقبة أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية من كابل، بحسب إعلام محلي.

وقال قريشي -في حديثه إلى قناة جيو نيوز المحلية- إن حكومة إسلام آباد، بقيادة رئيس الوزراء عمران خان، ليس لديها نية لإعطاء قواعدها العسكرية لواشنطن.

وأضاف "البحث عن القواعد يمكن أن يكون رغبتهم (..) بينما نحن علينا أن نرى مصلحتنا".

وجاءت هذه التصريحات ردا على تقرير حديث لصحيفة نيويورك تايمز -نقلا عن مسؤولين أميركيين- قولهم إن باكستان تريد السماح للولايات المتحدة بالوصول إلى قاعدة عسكرية بالبلاد طالما أنها تستطيع التحكم في كيفية استخدامها.

وأضاف التقرير أن الرأي العام في البلاد (باكستان) ضد أي وجود متجدد للولايات المتحدة.

وحدد الرئيس الأميركي جو بايدن 11 سبتمبر/أيلول المقبل موعدا نهائيا لسحب جميع القوات من أفغانستان، وتصر طالبان على انسحاب القوات الأجنبية لإنهاء حرب استمرت 20 عاما، كلفت واشنطن حوالي 2.2 تريليون دولار، وأسفرت عن مقتل 2400 عسكري، وفقا لمشروع تكاليف الحرب بجامعة براون الأميركية.

وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم طالبان بزعم ارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات