أفغانستان.. قتلى وجرحى في كابل وننغرهار وترحيب أميركي بعودة الأطراف الأفغانية إلى الدوحة

نفت حركة طالبان تقريرا لمجلس الأمن الدولي بشأن علاقة الحركة بتنظيم القاعدة وأنها لا ترغب بالسلام في أفغانستان.

Afghan police officer inspects a damaged van after a blast in Kabul
الشرطة تحيط بموقع التفجير في كابل (رويترز)

سقط 8 قتلى وجرحى مدنيين في تفجير استهدف حافلة غربي كابل، اليوم الخميس، وذلك بعد ساعات من مقتل عشرات المقاتلين في صفوف حركة طالبان خلال معارك ضد الحكومة بولاية ننغرهار (شرقي البلاد)، بينما أعربت واشنطن عن ارتياحها لعودة الأطراف الأفغانية إلى التفاوض في الدوحة.

وأفاد مراسل الجزيرة، نقلا عن مسؤول أمني أفغاني، أن 4 مدنيين، بينهم امرأتان، قتلوا اليوم، وأصيب 4، في تفجير عبوة ناسفة استهدفت حافلة ركاب غربي العاصمة.

وأكد متحدث شرطة كابل، فردوس فاراماز، سقوط الضحايا في التفجير بمنطقة تشار، معربا عن قلقه إزاء احتمال زيادة عدد القتلى، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

وتعد المنطقة المستهدفة ذات غالبية شيعية، وقد شهد الأسبوع نفسه تفجيرين مماثلين في المنطقة، وخلفا ما لا يقل عن 10 قتلى وعشرات الجرحى.

وفي بيان نشره موقع "سايت إنتلجنس" (SITE Intelligence) المتخصص، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هذه الهجمات الأربعاء بحق من يعتبرهم "منشقين".

ووفقا لتقرير أصدرته الأمم المتحدة قبل يومين، ما زال لدى تنظيم الدولة الإسلامية ما بين 1500 و2200 مقاتل، معظمهم من غير الأفغان، متمركزين بشكل رئيسي شرق أفغانستان وشمال شرقها، و500 آخرين على الأقل في الشمال، حول مدينة مزار شريف الكبيرة.

وفي ولاية ننغرهار (شرقي البلاد)، قال متحدث حكومي إن 92 من مسلحي طالبان، و19 عنصرا من القوات الأفغانية، قتلوا الليلة الماضية في اشتباكات بين الطرفين.

طالبان والقاعدة

من جهتها، نفت حركة طالبان تقريرا لمجلس الأمن الدولي بشأن علاقة الحركة بتنظيم القاعدة، وأنها لا ترغب بالسلام في أفغانستان، واعتبرت الحركة أن التقرير ينافي الحقائق على الأرض.

وقال بيان لطالبان إنها مستعدة لإجراء المفاوضات وتنفيذ كافة بنود اتفاق الدوحة؛ لكن الجانب الأميركي خرق اتفاق الدوحة، ولم يسحب كافة قواته من أفغانستان في شهر مايو/أيار الماضي، ولم يشطب أسماء قادة طالبان من القائمة السوداء.

أما الحكومة الأفغانية فرحبت بالتقرير، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الافغاني، رحمة الله أندر، للجزيرة إن حركة طالبان لم تقطع علاقتها بتنظيم القاعدة، وإنها لا تستطيع الفكاك منها على خلفية المصالح المشتركة بين الطرفين.

توقيع اتفاق السلام بين طالبان والولايات المتحدة العام الماضي (رويترز)

المصالحة والمفاوضات

من جهة أخرى، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن ارتياحها لرؤية عودة الأطراف الأفغانية إلى التفاوض في العاصمة القطرية (الدوحة).

وأضافت أن "طالبان التزمت بمنع القاعدة أو إرهابيين آخرين من تهديد أمننا وحلفائنا من أراضي أفغانستان".

ونقل مراسل الجزيرة في أفغانستان عن مصدر في لجنة المصالحة الأفغانية، أن فريق المفاوضات الحكومي سيقدم تقريرا شاملا عن المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان إلى لجنة المصالحة، قبيل استئناف الجولة الثالثة.

ويتطرق التقرير إلى أسباب توقف المفاوضات مع حركة طالبان، على أن يحدد الفريق الفترة الزمنية للوصول إلى نتائج ترضي الأطراف المعنية بالشأن الأفغاني.

وأضاف المصدر أن الفريق سيقترح خطوات أخرى، في حال فشل المفاوضات مع حركة طالبان في الفترة المحددة.

وفي هذه الأثناء، دعا وزراء خارجية الصين وباكستان وأفغانستان، خلال اجتماع ثلاثي، إلى انسحاب مسؤول ومنظم للقوات الأجنبية من أفغانستان، لتجنب تدهور الوضع الأمني في المنطقة.

كما أبدت الصين وباكستان استعدادهما لاستضافة محادثات السلام الأفغانية، في حين حثت الصين المجتمع الدولي، ومنظمة شنغهاي للتعاون والتنسيق، على إنجاح عملية السلام.

أما وزير الخارجية الباكستاني، فجدد التزام حكومة بلاده بتنفيذ المشاريع الاقتصادية، التي تؤدي إلى التنمية الإقليمية، بما في ذلك مشاريع السكك الحديدية وبناء الطرق السريعة.

المصدر : الجزيرة + وكالات