آخرها عياش 250.. أسماء صواريخ ومعارك المقاومة الفلسطينية أكثر من رمزية ودلالة

"عياش 250″ و(R120) و"أبابيل" و"شهاب".. بعض أسماء أطلقتها المقاومة الفلسطينية على بعض أسلحتها ومعاركها فما دلالاتها وماذا تعني في الحرب المتطاولة مع الاحتلال الإسرائيلي؟

صاروخ عياش 250
صاروخ "عياش 250" الأحدث والأقوى في منظومة صواريخ كتائب القسام (الجزيرة)

أبدت "أم البراء" زوجة الشهيد الفلسطيني يحيى عياش فرحتها وفخرها بتسمية المقاومة الفلسطينية اسم "عياش 250″ على أحد صواريخها والذي كشفت عنه كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس لأول مرة الخميس، مؤكدة أنه استهدف مطار رامون جنوب إسرائيل.

تقول أم البراء للجزيرة نت إن مجازر الاحتلال في قطاع غزة أنست الفلسطينيين الاحتفال بالعيد، ولكن مع خروج هذا الصاروخ للعمل من قبل المقاومة وقصفه لمطار قرب إيلات جنوب الأرض المحتلة عام 48، تم الاحتفال الفعلي بالعيد، شاكرة المقاومة على ما وصفتها بـ"الهدية الرائعة لعائلة العياش".

واعتبرت زوجة الشهيد يحيى عياش أن اسم زوجها الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي عام 1996، لم يُنس ولن ينسى من أذهان عائلته ومعارفه بل وكل الفلسطينيين، رغم هذه المدة الزمنية الطويلة على استشهاده، وهذا كان واضحا من حب واحترام الناس له بعد استشهاده حتى اليوم.

تخليد للشهداء

اسم الشهيد عياش لم يكن الأول الذي تطلقه المقاومة الفلسطينية على أسلحتها، لتخليد فلسطينيين استشهدوا بسبب مقاومتهم للمحتل الإسرائيلي خلال سنوات الاحتلال الطويلة.

ترسانة كتائب القسام وعليها رموز وأرقام تدل على أسماء قادة المقاومة وأرقام مدى وصول الصواريخ (الجزيرة نت)

ومن أبرز هذه الأسماء، صاروخ (R120) الذي سُمي على اسم القائد الفلسطيني عبدالعزيز الرنتيسي، الذي استشهد عام 2004، وصاروخ (M75) تيمنا بالشهيد إبراهيم المقادمة، وإرفاق أرقام بهذه الأسماء هو دلالة على المسافة التي تقطعها هذه الصواريخ.

كما أطلقت المقاومة أسماء أبرزها "أبابيل" و"شهاب"، على طائراتها المسيرة، ومعروف أن كتائب القسام سميت بهذا الاسم تيمنا باسم الشهيد عز الدين القسام الذي قاوم الاحتلال البريطاني لفلسطين في ثلاثينيات القرن العشرين.

أسماء مخيفة للاحتلال

وحتى الإعلام العبري ركز في تحليلاته لدلالات هذه الأسماء، وأبرزهم يحيى عياش، قائد كتائب القسام في تسعينيات القرن الماضي، والذي اشتهر بعمليات استشهادية ونوعية آلمت الإسرائيليين.

يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، إن الأسماء التي تطلقها المقاومة على أسلحتها اليوم هي أسماء تجلب الخوف في الذاكرة الإسرائيلية، بسبب شدة العمليات التي أوجعتهم.

طائرة شهاب
مسيّرة شهاب التي أنتجتها المقاومة (الجزيرة نت)

ويرى منصور في حديثه للجزيرة نت أن لهذه الأسماء بعدين: الأول أن الفلسطينيين كانوا متوحدين حول هؤلاء الأشخاص، والثاني أن المقاومة هي رأس الحربة اليوم في مواجهة المشروع الاحتلالي، الذي بدأ بالمواجهة الأخيرة من القدس وامتد إلى الأرض المحتلة عام 48، ومن ثم إلى العدوان على غزة، وإلى اشتعال الضفة الغربية، وصولًا إلى عدد من الأقطار العربية، بخاصة الأردن.

وتسمية الصاروخ رقم 250 باسم عياش، يعني -حسب منصور- أن هذا الصاروخ يصل إلى كل فلسطين، أي أن المقاومة ذات يد طولى، وتساند أي فلسطيني يحارب الاحتلال ومستوطنيه في كل فلسطين التاريخية، وكأنها أيضا ترسل رسالة مفادها أن زمن "اتفاقية أوسلو" قد انتهى، وأن الحديث عن حل على حدود عام 1967 قد ولّى لغير رجعة، وأن الشعب الفلسطيني ومقاومته أجمعوا على إعادة كل فلسطين من البحر إلى النهر.

6 - أبابيل طائرة بدون طيار من تصنيع كتائب القسام
الطائرة أبابيل المسيرة التي أنتجتها كتائب القسام (الجزيرة)

معارك فاصلة

ولا تكتفي المقاومة بإطلاق أسماء الشهداء على أسلحتها، بل تعدته إلى إطلاق أسماء مختلفة على معاركها مع الاحتلال، كما يقول القيادي الفلسطيني جمال الطويل. فقد بدأت باسم "حرب الفرقان" في العدوان على غزة نهاية عام 2008، والتي اعتبرها الطويل أنها أوجدت فرقانًا في الصراع بأن نقلت الشعب الفلسطيني من شعب يضرب إلى شعب له إمكانيات الرد.

رشقات صاروخية للمقاومة تنطلق من غزة على أهداف إسرائيلية الخميس 12 مايو/أيار الجاري (الفرنسية)

ومن ثم تبعتها "حجارة السجيل" التي حملت دلالات قرآنية، بأن صواريخ المقاومة تسقط على المحتلين تيمنا بآيات قرآنية من سورة "الفيل"، ومن ثم معركة "العصف المأكول" التي سمّتها المقاومة في حرب عام 2014 على غزة في رسالة واضحة أن الاحتلال ودولته أوهن من بيت العنكبوت، حسب الطويل.

وأطلقت المقاومة اسم "سيف القدس" على الحرب الأخيرة في دلالة على أن كل من يعتدي على القدس ويحاول تهويدها وترحيل أهلها سيواجه سيفا ومقاومة فلسطينية مستميتة للحفاظ على أرض فلسطين وشعبها.

ويردف الطويل بالقول للجزيرة نت إن هذه الأسماء رسالة واضحة للمحتل "أنك مهما فرحت وشعرت بالانتصار لقتل القادة وشعورك بأنها نهايتهم، فإن ذلك خطأ كبير، لأن الشعب الفلسطيني أظهر أنها كانت البداية لمشروع تحرر، رفعت فيه دماء هؤلاء الشهداء من الأرض إلى السماء عملا مقاوما سيستمر حتى إنهاء الاحتلال وكنسه عن كل فلسطين من البحر إلى النهر ومن شمالها إلى جنوبها".

المصدر : الجزيرة