دمر 500 وحدة سكنية.. الاحتلال يواصل قصفه العنيف على غزة وصواريخ المقاومة تطال مصانع ومدنا ومواقع عسكرية إسرائيلية

Israeli-Palestinian violence flares up
طائرات الاحتلال واصلت سياسة تدمير منازل وأبراج غزة السكنية رويترز)

جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي الجمعة، لليوم الخامس على التوالي، قصفها العنيف جوا وبرا وبحرا على قطاع غزة. وعلى الجانب الآخر، ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ نحو مدن ومصانع ومواقع عسكرية إسرائيلية.

وفي أحدث التطورات الميدانية، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أنها قصفت بئر السبع بالصواريخ، وأطلقت دفعة صواريخ جديدة على مدينتي عسقلان وأسدود، كما أعلنت أيضا أنها قصفت مستوطنة "نتيفوت" جنوبي إسرائيل برشقة صاروخية.

وأفاد مراسل الجزيرة أن طائرات الاحتلال قصفت منزلا في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وفي وقت سابق، استهدفت طائرات الاحتلال بصاروخ صباح اليوم منزلاً لأحد المواطنين في حي النصر بمدينة رفح جنوب القطاع، كما دمرت منزلا آخر في حي الرمال (غرب مدينة غزة) بعد قصفه بعدة صواريخ.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته البرية تتخذ مواقعها على طول الحدود مع قطاع غزة، تحسبا لأي عملية برية محتملة.

وقالت مراسلة الجزيرة في غزة هبة عكيلة إن غارة إسرائيلية استهدفت منزل مروان عيسى القيادي البارز في كتائب القسام.

وقالت وكالة الأناضول إن مقاتلات إسرائيلية استهدفت ميناء غزة البحري بصاروخ واحد على الأقل.

وقال مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح إن طائرات الاحتلال قصفت موقعا للفصائل الفلسطينية بمخيم البريج وسط القطاع، كما استهدفت غارات إسرائيلية المنطقة الشمالية الغربية والقطاع الأوسط من قطاع غزة صباح اليوم.

إحصاءات

وأدى القصف الإسرائيلي العنيف إلى تدمير وتخريب عدد كبير من المحال التجارية، إضافة إلى تضرر شبكات الكهرباء مما أدى لانقطاعها عن حي الرمال غرب مدينة غزة.

ووفق آخر حصيلة رسمية لوزارة الصحة بقطاع غزة، أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ يوم الاثنين عن استشهاد 119 فلسطينيا بينهم 27 طفلا و11 سيدة، وإصابة 621 بجروح.

وقالت دائرة الإعلام الحكومي في غزة "جيش الاحتلال قصف 60 مقرا حكوميا ودمر أكثر من 500 وحدة سكنية بالكامل".

وأضافت في بيان أن التقديرات الأولية للخسائر نتيجة العدوان على غزة بلغت 73 مليون دولار

رد المقاومة

في المقابل، أعلنت كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) أنها وجهت ضربات صاروخية صوب مدينة القدس المحتلة وتل أبيب وأسدود وعسقلان وكريات ملاخي، ردا على استمرار القصف الإسرائيلي على المنشآت المدنية في قطاع غزة.

وأعلنت كتائب القسام أنها استهدفت مصنع كيماويات في بلدة نير عوز بطائرة شهاب المسيرة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أسقط طائرة مسيرة انطلقت من قطاع غزة.

ومن جانبها قالت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها قصفت موقع إيرز وزكيم شمال غزة، وموقع نحال العوز شرق غزة بعدد من قذائف الهاون.

وأشارت سرايا القدس إلى أن مقاتليها قصفوا هرتسيليا وعسقلان بالصواريخ.

وقد أفاد مراسل الجزيرة بإصابة 5 إسرائيليين في مدينة بتاح تكفا شرق تل أبيب إثر تعرضها لقصف صاروخي من غزة.

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد تبين إصابات مباشرة لمنزل وسيارة، إضافة إلى سماع دوي صافرات الإنذار في المنطقة.

وقالت رويترز إن مالكو ناقلات نفط خام يطلبون التحول بعيدا عن عسقلان إلى ميناء حيفا بسبب التصعيد.

كما طالب جيش الاحتلال، فجر الجمعة، سكان بلدات غلاف قطاع غزة بـ "البقاء في المناطق الآمنة حتى إشعار آخر".

وأفاد بيان الجيش، بأنه "بناء على تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، يطلب من سكان البلدات الإسرائيلية، التي تبعد حتى 4 كلم من قطاع غزة، البقاء في المناطق الآمنة (الملاجئ) حتى إشعار آخر".

ليلة دامية

وكان جيش الاحتلال أعلن أنه شن غارات علـى 150 هدفا تحت الأرض شمالي غزة. ومن جانبها، أطلقت فصائل المقاومة عشرات الصواريخ على عدة مدن إسرائيلية، من أبرزها تل أبيب وعسقلان وسديروت.

وقال الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي "منذ منتصف الليلة الماضية شاركت نحو 160 طائرة من نحو 6 قواعد جوية واستخدمت نحو 450 صاروخًا وقذيفة للإغارة على نحو 150 هدفًا خلال 40 دقيقة".

وأضاف -في بيان- أن سلاح الجو يلعب دورا مركزيا في ضرب ما سماها أوكار "الإرهابيين" في قطاع غزة، مؤكدا توجيه "ضربة قوية جدا" لمقار حركتي حماس والجهاد الإسلامي بالقطاع.

من ناحية أخرى، أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس أنها أطلقت الليلة الماضية عشرات الصواريخ على عدة مدن إسرائيلية، من أبرزها تل أبيب وعسقلان وسديروت وبئر السبع، وذلك ردا على استهداف الاحتلال للمدنيين وقصف البنية التحتية والمنشآت في غزة.

وأعلنت كتائب القسام أنها قصفت لأول مرة مناطق جنوبي إسرائيل بصواريخ يصل مداها إلى 250 كيلومترا، واستهدفت حشودا عسكرية إسرائيلية على حدود غزة بطائرات مسيرة مفخخة.

وأكدت الكتائب أنها قصفت بعشرات الصواريخ، الخميس وصباح الجمعة، تل أبيب وبئر السبع ونتيفوت وقاعدة تل نوف وقاعدة نيفاتيم، وذلك بعد أن توعد الناطق باسم الكتائب أبو عبيدة بأنه لا حدود حمراء في صد العدوان الإسرائيلي.

وقد أقر الجيش الإسرائيلي بأن الفصائل الفلسطينية في غزة أطلقت نحو ألفي صاروخ حتى الآن، من بينها 190 صاروخا مساء الخميس، مما تسبب في مقتل 9 إسرائيليين وإصابة 130 آخرين.

وفي تطور جديد، أعلنت كتائب القسام أن طائراتها المسيرة استهدفت ظهر أمس حشودا عسكرية إسرائيلية على تخوم قطاع غزة.

وبث الجناح العسكري لحركة حماس صور مسيّرات "شهاب" المفخخة محلية الصنع التي دخلت الخدمة حديثا، مؤكدا أن الطيران المسير استهدف أمس منصة إسرائيلية للغاز بعرض البحر قبالة ساحل شمال غزة.

رفض الهدنة

وفي السياق، قال وزير الاستخبارات الإسرائيلية إيلي كوهين "المجلس الأمني المصغر قرر بالإجماع، خلال اجتماعه أمس، رفض كل الوساطات والمقترحات المقدمة إليه بشأن وقف إطلاق النار".

من ناحيته، قال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل تحارب على جبهتين، في الداخل والخارج.

وأكد، في كلمة إلى الإسرائيليين، استمرار العمليات في قطاع غزة من دون سقف زمني، لكنه أقر بأن من المستحيل صد كل الصواريخ الفلسطينية.

وأضاف نتنياهو أنه منح الصلاحيات الكاملة لقوات الأمن للتصدي لأعمال الشغب في الداخل، وهدد مخالفي القانون بالعقاب.

ومنذ أيام، تشهد البلدات والمدن الفلسطينية، والمدن التي يسكنها فلسطينيون ويهود داخل إسرائيل، مواجهات دامية بين السكان الفلسطينيين من جهة، وعصابات إسرائيلية متطرفة وقوات الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلية من جهة أخرى.

وقد أصيب أمس أحد المستوطنين بالرصاص الحي إثر مواجهات عنيفة بين فلسطينيين ومستوطنين بمدينة اللد، وسط إطلاق نار كثيف.

وقد فرضت قوات الاحتلال حظرا على دخول المدينة، ومنعت التجول بدءا من مساء أمس. وقد شهدت اللد مواجهات عنيفة وغير مسبوقة الأيام الأخيرة أسفرت عن استشهاد شاب فلسطيني برصاص إسرائيليين.

المصدر : الجزيرة + وكالات