السفير المصري بواشنطن يدعو أميركا للتدخل السريع وإنقاذ مفاوضات سد النهضة ويحذر من تداعيات الفشل

الخرطوم رفضت المشاركة في اجتماع الإثنين بسبب عدم الرد على مقترح تقدمت به
السفير المصري لدى واشنطن يحث إدارة بايدن على التحرك السريع للتوصل لحل لأزمة سد النهضة (الجزيرة)

دعا سفير مصر لدى الولايات المتحدة معتز زهران إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التدخل للمساعدة والتوسط في حل سلمي لأزمة سد النهضة الإثيوبي، محذرا من الاضطرابات بالمنطقة و"التطرف والإرهاب" في حالة فشل التوصل لتسوية بين أطراف النزاع الثلاثة.

وقال زهران في مقال له على موقع "فورين بوليسي" (Foreign Policy) الأميركي إن إثيوبيا إذا أقدمت على ملء السد من جانب واحد مرة ثانية ستكون قد تجاوزت "الخط الأحمر" الذي حدده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مضيفا أن واشنطن وحدها هي التي تستطيع حل أزمة السد، وحث إدارة بايدن -التي تدرس حاليا أفضل سياسة لإدارة هذا الوضع- على التحرك الآن لأن مستقبل النيل، شريان الحياة لملايين المصريين والسودانيين، على المحك.

يمكن تجنبه

وعدد زهران بالتفاصيل الخسائر التي يمكن أن تتكبدها بلاده جراء انخفاض المياه المتاحة لمصر بسبب ملء سد النهضة من جانب واحد، مشددا على أن الوضع كما هو عليه اليوم يمكن تجنبه تماما.

وأشار إلى أنه بعد عام واحد من محادثات واشنطن، ما زالت المفاوضات الثلاثية تتعثر تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، وأن التصريحات الإثيوبية كشفت الآن "السبب الفعلي" لتخليها عن تلك المحادثات وهي أنها ترفض أي اتفاق ملزم قانونا بشأن قواعد ملء وتشغيل السد الجديد، مؤكدا أن هذا يتعارض مع اتفاقية عام 2015 بشأن إعلان المبادئ بين الدول الثلاث.

وأعرب السفير زهران عن تفاؤله بأن عصرا جديدا من الاستقرار والازدهار الاقتصادي المشترك يلوح في الأفق في أفريقيا والشرق الأوسط بسبب القيادة الثابتة للولايات المتحدة، مشيرا إلى اتفاقيات التطبيع الأخيرة التي توسطت فيها واشنطن بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، قائلا إنها تذكّر بمعاهدة مصر "الرائدة" مع إسرائيل، التي توسطت فيها الولايات المتحدة أيضا قبل أكثر من 40 عاما.

حماية المصالح الأميركية

وقال إنه من خلال الدبلوماسية المبدئية، يمكن لإدارة بايدن إعادة ضبط المفاوضات المتعثرة وتحقيق حل عادل لجميع الأطراف، وفي نهاية المطاف حماية مصالحها الإستراتيجية مع 3 حلفاء إقليميين مهمين، وإن واشنطن تمتلك النفوذ اللازم لتشجيع إثيوبيا بنجاح على الانخراط بحسن نية في مفاوضات سد النهضة والامتناع عن الإجراءات الأحادية والسعي لتحقيق المصالح الذاتية الضيقة.

واقترح مشاركة الشركاء الدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لدعم عملية الوساطة التي يقودها الاتحاد الأفريقي، قائلا إن التماس الخبرة من هذه الجهات سيكون ذا قيمة كبيرة في جعل المفاوضات تؤتي ثمارها في أقرب وقت ممكن.

وأضاف أن هذا الاقتراح سيضمن أيضا عدم وجود مجال لتوجيه أصابع الاتهام بشكل خاطئ، إذ لن يكون من المجدي تحدي حياد كل هؤلاء الشركاء بقيادة رئيس الاتحاد الأفريقي، كما فعلت إثيوبيا مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

واختتم زهران مقاله بالتحذير من أن التاريخ يظهر أن التقدم على طول نهر النيل يمكن أن يكون هشا، ويمكن أن يكون لنزاع واحد آثار ضارة تزعزع استقرار المنطقة وتصل إلى "حلفائنا" في الغرب، مضيفا أن الفشل في حل المشكلة المتصاعدة بسرعة سيؤدي لتسريع الآثار المدمرة بالفعل لتغير المناخ في المنطقة، وإطلاق موجة من الهجرة غير الشرعية إلى الغرب، وفتح الباب أمام صراعات جديدة وحتى "الإرهاب" في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا.

المصدر : فورين بوليسي