مع البحث عن مقاربة جديدة.. إدارة بايدن ترغب في تخلي تركيا عن صواريخ إس-400 الروسية

أعرب السفير الأميركي لدى تركيا -ديفيد ساترفيلد- عن أمله في حل مشكلة منظومة صواريخ "إس-400" (S-400) الروسية في تركيا، معلنا أن إدارة الرئيس جو بايدن ستصوغ مقاربات سياسية جديدة حيال بعض القضايا الخاصة بتركيا.

Russian anti-aicraft missile systemes S-300 (R) and S-400 (L) are on display at a military industrial exhibition 'Technologies in machine building' in the city of Zhukovsky, Moscow region, Russia, 11 August 2014. Reports state that the key topic of this year agenda is the replacment of imported components with domestic production. Many components for Russian arms, engines all helicopter and some aircraft engines for example, were produced in Ukraine and now banned for export to Russia.
تركيا تؤكد أنها اختارت الصواريخ الروسية بسبب تعذّر التوصل إلى اتفاق مع واشنطن لشراء نظام باتريوت الأميركي (الأوروبية)

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الجمعة، أنّها تريد من تركيا أن تتخلّى عن صواريخ "إس-400" (S-400) الروسيّة، لتتمسّك بذلك بموقف إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال المتحدّث باسم البنتاغون -جون كيربي- إنّ "موقفنا لم يتغيّر"، داعيا تركيا إلى التخلّي عن نظام إس-400.

وكانت واشنطن منعت إصدار أيّ ترخيص تصدير أسلحة إلى الوكالة الحكوميّة التركيّة المكلّفة بالمشتريات العسكريّة بعد شراء أنقرة منظومة الصواريخ الروسيّة، واستندت في ذلك إلى قانون أقرّه الكونغرس الأميركي عام 2017 "لمواجهة خصوم الولايات المتحدة بالعقوبات".

وتابع كيربي -في أثناء مؤتمر صحفي- أن تركيا حليف قديم وعضو له اعتبار في حلف شمال الأطلسي "لكنّ قرارها شراء صواريخ إس-400 لا يتوافق مع التزاماتها بوصفها حليفا للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي".

وقال إن تركيا حظيت بفرص متعدّدة في السنوات العشر الماضية لشراء نظام باتريوت الدفاعي من الولايات المتحدة، لكنّها فضّلت شراء (نظام) إس-400 الذي يمنح روسيا المال وإمكانية الوصول والتأثير، على حد تعبيره.

وتؤكّد تركيا أنّها اختارت الصواريخ الروسيّة بسبب تعذّر التوصّل إلى اتّفاق مع واشنطن لشراء نظام باتريوت الأميركي المتطوّر جدًا.

President of Turkey Recep Tayyip Erdogan
السفير الأميركي لدى تركيا ديفيد ساترفيلد (الأناضول)

مقاربات سياسية جديدة

في سياق متصل، أعرب السفير الأميركي لدى تركيا -ديفيد ساترفيلد- عن أمله في حل مشكلة منظومة صواريخ إس-400 الروسية في تركيا، معلنا أن إدارة الرئيس جو بايدن ستصوغ مقاربات سياسية جديدة حيال بعض القضايا الخاصة بتركيا.

وأثناء تصريحات أدلى بها السفير أمس للصحفيين في مقر السفارة بأنقرة، قال ساترفيلد إنه في حال تعذر حل المشكلة فستواصل بلاده التركيز على المجالات التي لا تتأثر بشكل مباشر بالعقوبات التي فرضتها واشنطن على مسؤولين أتراك.

وأضاف ساترفيلد "مع الأسف، أجبرت قضية إس-400 الإدارة السابقة على إنفاذ القوانين الأميركية، وفرض عقوبات بموجب قانون جاستا (JASTA) لمكافحة خصوم الولايات المتحدة عن طريق العقوبات" مشيرا إلى أن فرض العقوبات تم "بطريقة حساسة جدا" بحيث لم تستهدف التأثير في الصناعات الدفاعية التركية ككل بل حددت تراخيص خاصة برئاسة الصناعات الدفاعية، وفق تعبيره.

وأوضح السفير أن "قانون تفويض الدفاع الوطني" يشترط عدم امتلاك تركيا منظومة إس-400 حتى لا تشملها عقوبات جاستا.

وأبدى السفير رغبة بلاده بالاستمرار في التعاون مع تركيا، لكنه نفى تشكيل فريق عمل مشترك من أجل حل مشكلة الصواريخ، وأكد عدم نية واشنطن تشكيل مثل ذلك الفريق.

وكانت الولايات المتحدة علّقت مشاركة تركيا في برنامج إنتاج الطائرة الحربيّة الأميركيّة المتطوّرة "إف-35" (F-35) وذلك قبل العقوبات معتبرة أنّ صواريخ إس-400 قد تساهم في خرق أسرارها التكنولوجيّة.

وكان الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان أعرب في يناير/كانون الثاني عن أمله في التوصّل إلى حلّ وسط مع إدارة بايدن يسمح بإعادة أنقرة إلى برنامج إنتاج طائرة إف-35، لكنّ الاتّصالات بين الإدارة الأميركيّة الجديدة وتركيا ما زالت محدودة.

وقالت أنقرة، الثلاثاء، إنّ المتحدّث باسم الرئاسة التركيّة إبراهيم قالن ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أعربا في اتّصال هاتفي عن "الرغبة في إقامة علاقات قويّة ودائمة وبنّاءة بين البلدين".

المصدر : الجزيرة + وكالات