ناشونال إنترست: توحيد شمال سوريا حافز لإصلاح حقيقي وتأمين للسكان

A U.S. soldier oversees members of the Syrian Democratic Forces as they demolish a YPG fortification and raise a Tal Abyad Military Council flag over the outpost as part of the security mechanism zone agreement, in Syria September 21, 2019. Picture taken September 21, 2019. U.S. Army/Staff Sgt. Andrew Goedl/Handout via REUTERS. THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY.
جندي أميركي قرب موقع عسكري تابع لقوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري (رويترز)

قالت مجلة ناشونال إنترست (The National Interest) إنه بالرغم من كون الرئيسين الأميركي والتركي، جو بايدن ورجب طيب أردوغان، بعيدين عن التوافق بشأن سوريا وشؤون المنطقة بشكل عام فإن بلديهما سيستفيدان من التعاون مع دول تمتلك التفكير ذاته من خلال إعطاء الأولوية لسياسة تركز أولا وقبل كل شيء على الإنسان السوري، مما سيمنح إحدى الفرص الأخيرة الهادفة لهذا البلد الذي مزقته الحرب طوال عقد من الزمان.

وذكرت المجلة -في مقال مشترك للكاتبين الأميركيين السوريين أحمد طرقجي ومحمد بكر غبيس- أن هذا الأمر يزداد إلحاحا فيما يواصل الرئيس السوري بشار الأسد مساعيه لإخضاع كامل سوريا لسلطته من خلال القوة، مستفيدا من غياب الإرادة لدى داعمه الروسي في إطلاق عملية سياسية ذات مغزى، مما يزيد حياة السوريين تعقيدا على وقع البؤس والدمار.

ويرى الكاتبان أنه في الوقت الراهن يمكن أن تكون المصالحة بين المناطق الشمالية الغربية والشمالية الشرقية في سوريا -حيث يعيش 6 ملايين سوري من خلفيات متنوعة خارج سيطرة النظام- حافزا لإصلاح حقيقي في البلاد.

ويعاني هؤلاء السوريون، الذين يشكلون حوالي 40% من سكان سوريا الحاليين، من ظروف معيشية صعبة للغاية ونزوح متكرر وضعف لسيادة القانون، لكنهم يسعون بالرغم من فشل كل الجهود الدبلوماسية السابقة لحمايتهم والحفاظ على بناهم ​​التحتية إلى ضمان حياة أفضل لهم ولأطفالهم.

وقد يؤدي الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة الشمالية من سوريا -يضيف الكاتبان- إلى منح المجتمعات المحلية مسارات أفضل وتعزيز المجتمع المدني والحكم المحلي مع مرور الوقت.

وفيما تؤكد الجماعات العسكرية المسيطرة في كل من المناطق الشمالية الشرقية والشمالية الغربية، وهي "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) الكردية و"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا (الجيش السوري الحر سابقا) على التوالي، أنها تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية بالتعاون مع المجتمع الدولي -وهو أمر فيه جانب من الصحة- فإن هذا الهدف المشترك المعلن يتضرر من كون المنطقتين أصبحتا متنافستين في إطار الصراع السوري.

ولا تتوقف الاتهامات التي يوجهها كل طرف إلى الآخر حيث اتُّهمت مثلا وحدات من قوات سوريا الديمقراطية بقصف أحياء مدنية والمشاركة في حصار حلب عام 2016 مما تسبب حينئذ في واحدة من أكبر عمليات النزوح الداخلي للسوريين، فيما تتهم بعض المليشيات داخل الجيش الوطني بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في عفرين إثر العملية العسكرية التركية هناك عام 2018.

لكن بالرغم من كل هذه التباينات -يضيف الكاتبان- يمكن للمنطقتين الشماليتين الاستفادة من مواردهما وتجارب بعضهما بعضا، بيد أن ضعف سيادة القانون والاستقطاب السياسي وعوامل أخرى مرتبطة بالخارج أعاقت هذا التعاون الذي ستكون له فوائد جمة في حال تمكن الطرفان من صياغة إستراتيجية مشتركة موحدة للشمال السوري.

ويجب على كل من الولايات المتحدة وتركيا -يختم كاتبا المقال- أن تشاركا في دعم هذا التعاون بين المنطقتين ودعم قيادتهما المدنية، من خلال شراكات هادفة ومركزة على مجالات مكافحة الإرهاب والاحترام المتبادل لحقوق الإنسان، مما سيؤدي كذلك إلى تحييد نفوذ كل من روسيا وإيران اللتين لم يتسبب تدخلهما لمساندة نظام الأسد إلا في تعميق المعاناة الإنسانية للسوريين ومساعدة الجماعات الإرهابية مثل تنظيم الدولة.

المصدر : ناشونال إنترست