النووي الإيراني.. موسكو تتوقع تقدما بمفاوضات فيينا وطهران تؤكد رغبتها في التوصل لاتفاق جيد

Talks on reviving the Iran nuclear deal, in Vienna
الوفد الإيراني المفاوض يؤكد أنه لن يقبل بأقل من اتفاق 2015 (رويترز)

توقعت موسكو إحراز تقدم في مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، على الرغم من التعثر الذي لا تزال تشهده هذه المحادثات، في حين أكدت طهران رغبتها في التوصل لاتفاق جيد.

فقد قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي اليوم الاثنين إن لدى بلاده الأسباب لتوقع إحراز تقدم في محادثات إيران النووية.

وأضاف ريابكوف، في تصريحات صحفية، أن مقترحات إيران بشأن خطة العمل الشاملة تعكس جدّيتها القصوى لاستئناف الصفقة النووية.

وتابع أن موسكو أوضحت لواشنطن أن استمرار تهديد إيران بالعقوبات أثناء سير مفاوضات فيينا أمر غير بنّاء.

وبالتزامن، قال ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل ‏أوليانوف إن المفاوضين تمكنوا من التوفيق بين أفكار إيران الجديدة والحاجة إلى استمرار المحادثات.

وكان أوليانوف أكد أمس الأحد أن الخبراء بصدد العمل على إعداد نص اتفاق نهائي في المفاوضات النووية الإيرانية.

وقدمت إيران أخيرا مقترحين للتفاوض أحدهما بشأن العقوبات والآخر بشأن المفاوضات المتعلقة بنشاطها النووي، ورأى الأميركيون والأوروبيون أن المقترحين يشكلان تراجعا عما تم التوصل إليه في الجولات الست السابقة.

وفي حين أكد مسؤول أوروبي قبل يومين أن إيران وافقت على أن تكون الوثيقة التي تم التوصل إليها في جلسة يونيو/حزيران الماضي ضمن مخرجات الجولة السادسة إطارا للمحادثات، نفت طهران أن تكون تراجعت عن المقترحين اللذين قدمتهما في إطار الجولة السابعة التي تجري حاليا.

رغبة باتفاق جيد

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري قوله مساء أمس الأحد، عقب لقاء جمعه بالوفدين الروسي والصيني في فيينا، إن بلاده ستواصل التفاعل الجاد والمكثف في مفاوضات فيينا للتوصل إلى اتفاق جيد.

وقبل ذلك بساعات قال باقري إن المواقف التي تصدر عن بريطانيا وفرنسا وألمانيا تعكس سلوكها المتناقض، متهما الثلاثي الأوروبي بالتقاعس عن تقديم أي مقترح أو مبادرة بنّاءة.

من جهته، قال مصدر في الوفد الإيراني المفاوض في فيينا للجزيرة إن المفاوضات مستمرة بجدّية، وتتناول المقترحات الإيرانية.

وذكر المصدر الإيراني أن الثلاثي الأوروبي يعرض نقاطا "مبالغا فيها" تُبطئ سير التفاوض، مؤكدا أن طهران ترفض بشدة ضغط الأوروبيين لإدراج مطالب من خارج الاتفاق النووي.

وكان كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري قال في وقت سابق إن بلاده لن تقبل بشيء أقل من اتفاق 2015، مشيرا إلى أن ذلك يعدّ خطا أحمر لطهران.

وفي الأيام القليلة الماضية، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومسؤولون إيرانيون آخرون أن التوصل إلى اتفاق مُرض مُمكن بشرط رفع العقوبات عن بلادهم.

يشار إلى أن المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة استؤنفت -بوساطة من الأوروبيين خصوصا- في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في فيينا، في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي الهادف لمنع طهران من امتلاك السلاح النووي.

وأتاح اتفاق 2015 رفع كثير من العقوبات المفروضة على طهران، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

وقف التصعيد النووي

في الأثناء، جدد وزراء خارجية الدول السبع أمس الأحد تأكيد ضرورة وقف إيران تصعيدها النووي، في إشارة إلى قيام إيران بأنشطة نووية تخالف اتفاق عام 2015، بينها تخصيب اليورانيون بنسبة تبلغ 20% بدلا من النسبة التي سمح بها الاتفاق وهي 3%.

وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس قالت إن مباحثات فيينا تمثل الفرصة الأخيرة لطهران للعودة إلى طاولة مفاوضات الاتفاق النووي.

وأضافت -على هامش أعمال قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في ليفربول- أن هذه الدول لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي.

كما حثت الوزيرة البريطانية طهران على تقديم ما وصفته بعرض جدّي على طاولة المفاوضات، وقالت إن الوقت ما زال أمامها لفعل ذلك.

هجوم إسرائيلي محتمل

وفي خضم محادثات فيينا التي تكتنفها تعقيدات بالغة، تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن دخول تل أبيب مرحلة التأهب العسكري لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

فقد نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول كبير أنه لا معارضة أميركية لهجوم إسرائيلي على إيران.

أما صحيفة هآرتس، فأوردت أنّ وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أمر أول أمس السبت الجيش بالاستعداد لاحتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران.

في حين ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن غانتس وضع الأميركيين -خلال لقائه بهم الخميس الماضي- في صورة الجدول الزمني الذي يحتاج إليه جيشه لمهاجمة إيران.

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي رفيع قوله إن الأميركيين لم يعبّروا عن معارضتهم للاستعدادات الإسرائيلية عندما عرض لهم غانتس الموعد النهائي.

في المقابل، حذر مسؤولان إيرانيان بارزان من أن أي هجوم لتل أبيب على منشآت إيرانية سيعني نهاية إسرائيل، وأكدا أن طهران "على أتم الجاهزية" لتدمير إسرائيل.

وفي الأيام الأخيرة تحدث تقرير عن خطط أميركية إسرائيلية لإجراء تدريبات عسكرية محتملة استعدادا لضربات على مواقع نووية إيرانية عند فشل الدبلوماسية.

المصدر : الجزيرة + وكالات