تراهن عليه قوى ساندته في حروبه السابقة.. ما فرص حفتر في الوصول لسدة الحكم في ليبيا؟

يشعر الرأي العام بتخلي حفتر عن مساره العسكري، لكن هل تخلى عنه مجبرا بعد فشله العسكري أم هجره بمحض إرادته لفترة مؤقتة؟

محللون وسياسيون يرون أن فرص فوز حفتر ضئيلة إذا جرت الانتخابات بشكل نزيه باعتباره شخصية جدلية (رويترز)

طرابلس– يقدم اللواء المتقاعد خليفة حفتر أوراق اعتماده إلى المفوضية العليا للانتخابات للمشاركة في الانتخابات الرئاسية وهو مثقل بسجل من انتهاكات حقوق الإنسان منذ عام 2014.

ويدخل حفتر للانتخابات الرئاسية مجربا حظوظه في صناديق الاقتراع بعد هزيمته الأخيرة في الحرب على العاصمة طرابلس، وفشله في الوصول إلى السلطة بقوة السلاح.

ويترقب الليبيون إعلان المفوضية العليا للانتخابات فرز كامل قوائم المترشحين للانتخابات الرئاسية لمعرفة تشكيلات المشهد الجديد ومن سيبقى من المترشحين، ليبدأ مشوار السابق الرئاسي لحكم ليبيا عبر صناديق الاقتراع.

ويعتبر محللون وسياسيون أن فرص فوز حفتر ضئيلة إذا جرت الانتخابات بشكل نزيه، باعتباره شخصية جدلية ومتهما بارتكاب جرائم حرب تسببت في تأزيم الصراع طوال السنوات الماضية.

ويحبس الليبيون أنفاسهم ترقبا ليوم 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل موعد إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تعدّ محطة مفصلية، يعقبها مسار مستقبل البلاد بسيناريوهات مفتوحة بعد سنوات من الاضطرابات والفوضى والنزاعات.

وقد ناقش النائب العام الصديق الصور مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح جهود المفوضية للتحقق من توفر المترشحين لرئاسة الدولة ومجلس النواب على الشروط المقررة في تشريعات العملية الانتخابية، وبالأخص تتحقّق المفوضية من "انتفاء صدور حكم قضائي بعقوبة منصوص عليها في مواد الجنايات أو الجنح المخلة بالشرف في مواجهة المترشحين من واقع سجلات النيابة العامة".

حفتر عنصر تأزيم

وأكد المحلل السياسي عبد الله الكبير أن حفتر عنصر تأزيم، ودخوله إلى سباق الانتخابات الرئاسية يهدد بفشل الاقتراع الانتخابي برمته.

وأضاف "يبدو أن القوى الدولية التي ساندت حفتر في حروبه السابقة ما زالت تراهن على مشروعه وتدفع بقوة لإجراء الانتخابات رغم علمها باتساع الرفض الشعبي لحفتر".

وصرح الكبير للجزيرة نت بأن حفتر لديه فرصة للفوز ولكنها ليست بالحظوظ الكبيرة، مشيرا إلى أنه إذا لم يسمح لعبد الحميد الدبيبة بالترشح ستزيد فرصته في الفوز.

واعتبر أن مناطق نفوذ حفتر هي مناطق سيطرته، ووزنها الانتخابي ليس كبيرا، ولكن قد يكون لديه أنصار في الجنوب والغرب، وإذا استبعد سيف الإسلام القذافي ربما يصطف أنصاره خلف حفتر نكاية في مرشحي ثورة فبراير/شباط 2011.

وأشار الكبير إلى أن الرفض الشعبي لترشح القذافي وحفتر، والإصرار على القوانين المرفوضة من أغلب الأطراف السياسية، قد يدفعان إلى تأجيلها أو مقاطعتها وربما عدم إجرائها في بعض المناطق، وهو ما سيؤدي حتما إلى عدم الاعتراف بنتائجها من الأطراف المقاطعة إيذانا باستمرار الصراع.

نقاط ضعف للجميع

بدوره يرى المحلل السياسي عبد الحكيم معتوق أن كل مترشح لديه نقاط ضعف، سواء بسبب الأعمال العسكرية أو الفساد أو الماضي السياسي والسمعة المجتمعية، ويمكن إسقاطها على خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي وفتحي باشاغا وباقي المترشحين.

وقال "الليبيون سيكونون حذرين جدا في مرحلة الاقتراع السري وقبله، ولا يوجد الآن استبيان محايد يمكن الاعتماد عليه لمعرفة رغبة الشارع في من يريد أن يختاره بدقة حتى اللحظة، خاصة وأن كل مترشح يحاول أن يعمل دعاية لنفسه في منطقته أو في المناطق الأخرى المناصرة له، ومع ذلك لا يمكننا الجزم بمن هو الأوفر حظا".

وأفاد معتوق في تصريحه للجزيرة نت بأن الشروط التي أتاحها قانون انتخاب الرئيس تسمح لكل من يأنس في نفسه القدرة والكفاءة بالترشح وفق شروط المفوضية العليا للانتخابات.

وأوضح أن خارطة التحالفات مبعثرة، إذ تجد مناصرين لحفتر في بنغازي وهناك من يرفضه كما هي الحال مع سيف القذافي، فالصورة ليست واضحة إلى أن يتم قبول المترشحين من المفوضية العليا للانتخابات، ويمر الجميع من مرحلة الطعون أمام القضاء.

Misrata militia prepare to go for frontline in Tripoli
حفتر لم يتمكن من السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس والوصول إلى السلطة بقوة السلاح (الأوروبية)

فرص ضعيفة لحفتر

وأكد مدير مركز "أسطرلاب" عبد السلام الراجحي أن فرص حفتر للوصول إلى الحكم بالانتخابات ضعيفة جدا، إذا أجري الاقتراع بمراقبة دولية ونزيهة من خلال السماح لكل المرشحين بخوض السباق الانتخابي بما في ذلك الدعاية الانتخابية على الأرض والوصول إلى مناطق سيطرة حفتر.

وتابع قائلا للجزيرة نت "من أنهى مشروع حلم حفتر بالسلطة سواء عبر صندوق الاقتراع أو صندوق الذخيرة بالقوة هو هزيمته في العاصمة طرابلس، التي فتت ما تبقى لحفتر من شعبية وأظهرت جنونه ومرضه وإجرامه عند فشله، واكتشاف من كان يعتقد أنه شخصية جيدة جرائمه الكثيرة ومن بينها المقابر الجماعية في ترهونة".

ويرى الراجحي أن حفتر سيكون له حظوظ في مدينة سرت بحكم وجود أبناء عمومته الفرجان، وفي مدن إجدابيا وبنغازي والمناطق والقرى بضواحي بنغازي وفي أوباري وسبها، لكن بشكل عام لن تتجاوز نسبة الأصوات لحفتر 15% إذا جرت الانتخابات بشكل نزيه وبمراقبة دولية.

وأفاد بأن حظوظ سيف الإسلام القذافي في قبول أوراقه واعتماده كمرشح نهائي صعبةٌ بحكم وجود أحكام قضائية بحقه، وقد حولت أوراق المترشحين من مفوضية الانتخابات إلى النائب العام الذي سيبلغ القذافي أنه مطلوب للعدالة.

وأشار الراجحي إلى أنه قد يتم القبول بحفتر، رغم ارتكابه جرائم حرب، باعتبار أن حظوظه ضعيفة، وهي أفضل طريقة ليدخل الانتخابات ويخسرها، ومع ذلك فإنه سيفرض نفسه بالقوة في المشهد الليبي، على حد قوله.

المصدر : الجزيرة