وسائل إعلام أميركية تكشف عن مهام "آية الله مايك" المتقاعد من "سي آي إيه"

اكتشفت وكالة الاستخبارات المركزية عشرات حالات التجسس الصناعي أو العسكري لحساب الصين في السنوات الأخيرة.
في عهد أندريا تم تنفيذ أكثر من 500 عملية بالطائرات المسيّرة وقتل الآلاف من المسلحين (رويترز)

كشفت وسائل إعلام أميركية أنه في إطار إعادة تنظيم الاستخبارات المركزية الأميركية؛ للمزيد من التركيز على الصين، تم إجبار المسؤول عن وحدة إيران في الوكالة على التقاعد، بعد أن تم دمج المركز الذي يشرف عليه مرة أخرى في قسم الشرق الأوسط الكبير للوكالة.

وأوردت صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) في تقرير لها، وكذلك موقع ياهو نيوز (Yahoo News)، أن المسؤول عن وحدة إيران مايك دي أندريا -الملقب بـ"آية الله مايك"، و"أمير الظلام"، والمعروف بالاسم السري "روجر"- قد تم إعفاؤه بعد "مسيرة طويلة ومتميزة في خدمة بلاده".

وكشفت عن أن دي أندريا أدار عمليات الوكالة في إيران منذ عام 2017، وقد وصفها زملاؤه السابقون بأنها من بين أهم المهام في تاريخ الوكالة الحديث.

يعمل في الخفاء

وأوضحت الصحيفة أن مسؤولي الوكالة غالبا ما ينسبون إلى دي أندريا -الذي قاد جهود مكافحة "الإرهاب" بالوكالة من عام 2006 إلى عام 2015، وكان يمارس مهام عمله في خفاء تام- إحداث ثورة في مطاردة الإرهابيين، وخاصة برنامج الطائرات المسلحة المسيرة الذي كان مكلّفا بمطاردة قيادة تنظيم القاعدة.

وكان دي أندريا على الأرجح "الزعيم الأكثر فتكا" في الاستخبارات الأميركية خلال فترة ولايته، على حد قول مسؤول كبير سابق في وكالة المخابرات المركزية، "لقد كان حاصد أرواح العدو، وكان برنامج مكافحة الإرهاب الذي يقوده يسحق العظام بلا هوادة"، وقد أشرف على مطاردة زعيم القاعدة أسامة بن لادن الذي قتل في غارة للقوات الخاصة الأميركية بباكستان في مايو/أيار 2011.

وقال مسؤولون أميركيون سابقون إن دي أندريا كان في كثير من الأحيان ينام في مكتبه، ويعمل لمدة 12 أو 14 ساعة يوميا، و7 أيام في الأسبوع.

نفذ 500 عملية وقتل الآلاف

وفي عهده تم تنفيذ أكثر من 500 ضربة باستخدام طائرات مسيرة خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، مما أسفر عن مقتل الآلاف من المسلحين.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول كبير في الوكالة القول إن إنهاء عمل وحدة إيران لا يعكس أي تراجع في رؤية الوكالة لأهمية إيران أو التقليل من التهديد الذي تمثله، مضيفا أن مراجعة لعمليات الوكالة خلصت إلى أنه من الأفضل تحليل إيران داخل سياق محيطها الأوسع، في إشارة منه إلى الشرق الأوسط.

وأضافت أن "سي آي إيه" ستنشئ مركزين جديدين للمهمات، أحدهما يركز على الصين والآخر يركز على التكنولوجيا الناشئة وتغير المناخ والصحة العالمية.

التركيز على الصين

ونسبت إلى مدير الوكالة وليام بيرنز القول إن الجهود لإعادة تنظيم الاستخبارات ستركز أكثر على الصين بجلب المزيد من الموارد لدراسة تلك الدولة وتحسين وضع الضباط في جميع أنحاء العالم، لجمع المعلومات وتحليل أنشطة الصين.

وقال بيرنز في بيان إن المركز الجديد "سيعزز عملنا الجماعي بشأن أهم تهديد جيوسياسي نواجهه في القرن الحادي والعشرين، وهو حكومة صينية تزداد خصومة".

وتعكس هذه التغييرات -وفقا لنيويورك تايمز- سياسة عامة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لإعطاء اهتمام إضافي لجيل جديد من التحديات والتهديدات للولايات المتحدة، بعد عقدين من سيطرة "الإرهاب" على عمل مجتمع الاستخبارات.

المصدر : نيويورك تايمز