إحياء ذكرى مقتل سليماني والمهندس.. مظاهرة حاشدة في بغداد وخطاب لنصر الله وتأهب عسكري إسرائيلي

أحيا آلاف المتظاهرين في بغداد اليوم الأحد الذكرى الأولى لمقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في ضربة جوية أميركية، كما أحيا حزب الله اللبناني هذه المناسبة في تجمعات أقيمت بمناطق عدة في لبنان.

ويأتي هذا في ظل توتر إقليمي وتحذيرات واتهامات متبادلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران وحلفائها من جهة أخرى، وذلك خلال الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ورددت حشود من أنصار الفصائل الشيعية العراقية هتافات معادية للولايات المتحدة، ولوَّح المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة التحرير (وسط بغداد) بالأعلام العراقية ورايات فصائل الحشد الشعبي، ورفعوا صور سليماني والمهندس.

وتدفق المتظاهرون للمشاركة في المظاهرة التي انطلقت ظهر اليوم، في ظل إجراءات أمنية مشددة، وانتشار كثيف للقوات العسكرية والأمنية والاستخباراتية وقوات الحشد الشعبي.

وقال مراسل الجزيرة إن المظاهرة -التي دعت إليها هيئة الحشد الشعبي- طالبت بتطبيق قرار البرلمان العراقي القاضي بإخراج القوات الأجنبية -خاصة الأميركية- من البلاد.

وأعلنت السلطات العراقية هذا اليوم عطلة رسمية، كما أغلقت مديرية المرور العامة الطرق والتقاطعات المؤدية لساحة التحرير، ومنعت حركة السيارات فيها، وسمحت فقط بوصول المتظاهرين، الذين رفعوا صور المهندس وسليماني، ولافتات وأعلام العراق والفصائل المسلحة.

وفي محاكاة لموكب جنائزي، انضم العشرات مساء السبت إلى مسيرة على الطريق السريع المؤدي إلى مطار بغداد؛ لإحياء الذكرى. ورفع المشاركون في المسيرة صور سليماني والمهندس وأشعلوا الشموع، في حين تجمع آخرون في محيط مكان العملية، حيث ما زالت آثار الشظايا ظاهرة على الأسفلت والجدران.

وقُتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في الثالث من يناير/كانون الثاني من العام الماضي في ضربة أميركية بطائرة مسيرة استهدفت موكبهما في مطار بغداد.

وفي كلمة له بهذه الذكرى، قال رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق فالح الفياض إن القصاص من قتلة سليماني والمهندس يكون بتطبيق قرار البرلمان بإخراج القوات الأجنبية من العراق.

من جهته، قال رئيس "تحالف الفتح" هادي العامري إن من الضروري دعم من وصفها بالمقاومة، والتصدي لما سماها مشاريع الهيمنة الاستكبارية.

لا اقتحام للسفارة الأميركية

من جهة أخرى، قالت كتائب حزب الله العراقية إنه "ما زال في الوقت متسع"، وإنها لن تدخل السفارة الأميركية في بغداد، مشددة على عدم السماح "بالعبث" بسلاحها.

وذكر الأمين العام للكتائب أبو حسين الحميداوي -في بيان صحفي- اليوم أن "حضورنا اليوم في الميدان هو رسالة تفويض؛ أنْ عجّلوا بالثأر فدمنا ما زال يغلي".

وأضاف الحميداوي أنه لن يكون هناك اقتحام للسفارة الأميركية هذا اليوم، ولن تتم الإطاحة بهذه الحكومة، فما زال في الوقت متسع.

وتابع أن "سلاحنا أكثر انضباطا وتنظيما من أرقى الجيوش والمؤسسات العسكرية على مر التاريخ، وهو أكثرها شرعية وعقلانية، وسيبقى بأيدينا إلى أن يشاء الله، ولن نسمح لأحد -كائنا من كان- أن يعبث بهذا السلاح، الذي حفظ الأرض والعرض وصان الدماء".

إحياء الذكرى في لبنان

على صعيد آخر، أحيا حزب الله اللبناني ذكرى مقتل سليماني والمهندس باحتفال في بلدة مارون الراس الحدودية (جنوبي البلاد)، بحضور عدد من ممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية.

وأقام الحزب أيضا أنشطة مماثلة في عدد من المناطق في الجنوب وفي البقاع (شرقي لبنان).

Hezbollah members take part in a ceremony marking the first anniversary of the killing of senior Iranian military commander General Qassem Soleimani and Iraqi militia commander Abu Mahdi al-Muhandis in a U.S. attack, in Khiam
أعضاء في حزب الله يشاركون في إحياء ذكرى مقتل سليماني والمهندس في بلدة الخيام جنوبي لبنان (رويترز)

وألقى الأمين العام للحزب حسن نصر الله خطابا متلفزا، دافع فيه عن إحياء الحزب هذه الذكرى واحتفائه بسليماني والمهندس.

وقال نصر الله إنه عندما تقرر إيران الرد عسكريا وأمنيا فهي من سيرد، ولن تطلب ذلك من أصدقائها أو حلفائها.

ورأى أن إيران تزوّد فصائل المقاومة بالسلاح حتى تدافع عن شعوبها لا عن إيران، حسب قوله.

عمليات إسرائيلية

من ناحية أخرى، قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن القيادة السياسية في إسرائيل صدّقت في الآونة الأخيرة على عمليات عسكرية وأمنية، نفذها الجيش الإسرائيلي على مستويات مختلفة.

ونقل موقع "والا" الإسرائيلي -عن تلك المصادر- قولها إن إيران لا تزال تخطط لشن هجوم للانتقام لمقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، رغم التنسيق العسكري عالي المستوى بين إسرائيل والولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وأضافت المصادر أن الأجهزة الأمنية بأذرعها المختلفة تواصل حالة التأهب واليقظة، تحسبا لوقوع أي هجوم إيراني ضد أهداف إسرائيلية.

من جهته، أشار وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز -في تصريحات للإذاعة الرسمية اليوم الأحد- إلى اتهامات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لإسرائيل بأنها تحاول خداع الولايات المتحدة لشن حرب على بلاده، ووصف هذه الاتهامات بأنها "هراء".

وأضاف شتاينتز أن إسرائيل هي التي تحتاج لأن تكون في حالة تأهب تحسبا لضربة إيرانية محتملة في الذكرى السنوية الأولى لمقتل سليماني.

كما قال إن الجيش الإسرائيلي متأهب لمواجهة أي هجوم قد تنفذه مليشيات موالية لإيران، وأضاف أن "يد إسرائيل على الزناد، لأن إيران تستهدفها باتهاماتها وتبحث عن ذرائع لضربها".

وفي الجانب الأميركي، قال جيك سوليفان مستشار الرئيس المنتخب جو بايدن للأمن القومي إن مقتل سليماني لم يجعل الولايات المتحدة أكثر أمنا.

وأضاف في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" (CNN)، أن إيران واصلت ما وصفه بالاستفزاز ومهاجمة السفن بالخليج.

وفي ما يتعلق بالاتفاق النووي شدد سوليفان على أن برنامج إيران الصاروخي يجب أن يكون جزءا من أي مفاوضات، وأن إدارة بايدن تعتقد بإمكانية إجراء المفاوضات بمشاركة لاعبين إقليميين. ورأى أن طهران باتت أقرب لحيازة سلاح نووي أكثر مما كانت عليه قبل سنة.

المصدر : الجزيرة + وكالات