قبيل قمة استثنائية.. الاتحاد الأوروبي يوجه رسالة لتركيا ويؤكد أن جميع الخيارات مطروحة

Recep Tayyip Erdogan - Angela Merkel - Charles Michel meeting
ميشال: القمة الأوروبية الاستثنائية المقبلة ستبحث الوضع في شرق المتوسط والعلاقات مع تركيا (الأناضول)

قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة للدفاع عن المصالح المشروعة للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، وذلك في رسالة إلى تركيا إن لم تسلك ما سماه نهجا بنّاء في حل النزاعات الراهنة بشرق البحر الأبيض المتوسط.

وفي رسالة لرؤساء الدول والحكومات الأوروبية، أكد ميشال أن القمة الأوروبية الاستثنائية المقبلة ستبحث الوضع في شرق المتوسط والعلاقات مع تركيا.

واليونان (العضوة في الاتحاد الأوروبي) وتركيا شريكتها في حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) تتنازعان السيادة حاليا على مناطق في شرق البحر الأبيض المتوسط قد تكون غنية بالغاز الطبيعي.

وتصاعد التوتر بين البلدين في نهاية أغسطس/آب الماضي عندما أجرى كل منهما مناورات عسكرية، وسيكون هذا الملف الحساس على طاولة مباحثات رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الذين سيجتمعون في بروكسل في قمة تعقد يومي الخميس والجمعة.

سفينة التنقيب والأبحاث التركية "عروج ريس" شرق البحر المتوسط (الأناضول)
سفينة التنقيب والأبحاث التركية "عروج ريس" في شرق البحر المتوسط (الأناضول)

رسالة وأهداف 

وفي رسالة الدعوة إلى هذه القمة، أوضح رئيس المجلس الأوروبي (هيئة تمثل الدول الأعضاء الـ27) لقادة الدول والحكومات أن العشاء الذي سيجمعهم مساء الخميس سيخصص حصرا لبحث الوضع في شرق البحر المتوسط والعلاقات مع تركيا.

وقال ميشال "هدفنا خلق مساحة للحوار البنّاء مع تركيا من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها، وضمان الاحترام الكامل لسيادة جميع الدول الأعضاء وحقوقها السيادية"، في إشارة إلى اليونان وكذلك إلى قبرص.

وأثار اكتشاف احتياطيات من الغاز والنفط قبالة قبرص نزاعا مع تركيا التي تبسط سيطرتها على الجزء الشمالي من الجزيرة.

تعقيدات وتداخلات الحدود البحرية بين دول شرق المتوسط
خريطة تظهر حجم التعقيدات والتداخلات في الحدود البحرية بين دول شرق المتوسط (إيكونوميست)

توتر ومساع

وزاد التوتر عندما أرسلت أنقرة سفن تنقيب إلى قبالة قبرص على الرغم من تحذيرات وجهتها إليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وفي سياق متصل بهذه التطورات، شدد فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي على أن تركيا تريد مجددا التأكيد على أن ممارسة جمهورية شمال قبرص (المعلنة من جانب واحد والتي تعترف بها تركيا) حقوقها السيادية أمر مهم للغاية، ولا يمكن أن تتنازل عن حق من هذه الحقوق.

وفي تطورات سابقة أمس الثلاثاء، أفاد مراسل الجزيرة في أنقرة نقلا عن مصادر رسمية تركية بأن الوفدين العسكريين التركي واليوناني عقدا الاجتماع التقني السادس في مقر حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العاصمة البلجيكية بروكسل.

وذكرت المصادر الرسمية التركية أن الوفدين التركي واليوناني ناقشا سبل فض النزاع بين العناصر العسكرية لكلا الطرفين، في ظل الأزمة القائمة بين تركيا واليونان في شرق المتوسط بشأن الحدود البحرية بينهما.

ومن المقرر أن يعقد اجتماع سابع بين الطرفين في الأيام المقبلة حسب المصادر نفسها.

موقف واشنطن

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال لقائه اليوم برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إن اليونان وتركيا حليفتان لبلاده داخل حلف الناتو، وإن واشنطن تدعم الحوار من أجل حل الخلافات القائمة بينهما، مشددا على ضرورة ألا "يقتصر الأمر على إجراء محادثات استكشافية، بل يجب التوصل إلى حلول".

واتفقت اليونان وتركيا المختلفتان بشأن مجموعة من القضايا على استئناف محادثات استكشافية حول مطالب السيادة البحرية المتعارضة في شرق البحر المتوسط بعد توتر على مدى أسابيع، لكن لم يتم الإعلان عن موعد المحادثات.

المصدر : الجزيرة + وكالات