10 أسئلة تشرح التصويت بالبريد في الانتخابات الأميركية

142 ألف صندوق بريد تنتشر في الشوارع والميادين، ستوظف في التصويت بالانتخابات القادمة (الجزيرة)

تشكل قضية التصويت عبر البريد في الانتخابات الرئاسية القادمة، واحدة من أكثر القضايا جدلا في الولايات المتحدة، فقد أصبحت هيئة البريد الأميركية ودورها السياسي محور نقاشات ترتبط بجوهر الانتخابات التي يراها الكثير من الخبراء الأكثر أهمية وإثارة في التاريخ الأميركي.

ويقصد بالتصويت البريدي أن يتاح للناخب التصويت دون أن يغادر منزله، بإكمال بطاقة الاقتراع التي يرسلها للجنة المشرفة على الانتخابات في ولايته عن طريق خدمة البريد الفدرالية.

وتهدف فكرة التصويت بالبريد للتسهيل على الناخبين في ممارسة حقهم الدستوري حتى في حال تعرضهم لأزمة صحية تمنعهم من مغادرة بيتهم أو المستشفى، أو في حال كان الطقس سيئا أو مع ظروف تشهد وباء، إذ يصبح من الخطورة بمكان الذهاب إلى مراكز الاقتراع والانتظار ساعات في طوابير طويلة، كما هي الحال مع انتخابات 2020.

الجزيرة نت تحاول التعرض لكل ما يرتبط بالتصويت البريدي وكيف تم تسييسه، وما يتعلق به من إجراءات قبل الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

 

1- ما الطرق التي يمكن التصويت بها في الانتخابات الأميركية؟

هناك 4 طرق رئيسية للتصويت في الانتخابات بالولايات المتحدة، وهي:

  • التصويت الشخصي (In Person Voting): وهي الطريقة التقليدية والأوسع انتشارا في كل الانتخابات السابقة، وتتبعها كل الولايات الأميركية. لكن مع استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد، عبّر الكثير من الناخبين عن مخاوفهم من الوقوف في طوابير طويلة والتواصل الشخصي مع المشرفين على لجان الاقتراع، واستخدام آلاف الناخبين نفس الأجهزة داخل كل لجنة.
  • التصويت الغيابي (Absentee Ballot): ويسمح فيه للناخبين الذين لا تسمح ظروفهم بالحضور والتصويت في مقر الدائرة الانتخابية التابع لها، بالتصويت عن طريق البريد. وينطبق هذا الأسلوب على العسكريين والدبلوماسيين ورجال الأعمال والطلاب، ممن يتواجدون خارج الولايات المتحدة أو خارج ولاياتهم في وقت الانتخابات.
  • التصويت بالبريد (Mail Ballot): تسمح بعض الولايات لجميع الناخبين المسجلين بالحصول على بطاقة اقتراع بريدي، في حين تشترط بعض الولايات وجود سبب أو عذر يمنع الناخب من التوجه شخصيا إلى مركز الاقتراع.
  • التصويت المبكر (Early voting): تسمح الكثير من الولايات بالتصويت الشخصي المبكر لناخبيها في مراكز اقتراع تفتح أبوابها قبل أسابيع من موعد الاقتراع المحدد، ويتيح ذلك للكثيرين التصويت بعيدا عن زحام يوم الانتخابات.
أكثر من 31 ألف مكتب بريد تنتشر في مختلف الولايات الأميركية (الجزيرة)

2- كيف يؤثر تفشي فيروس كورونا المستجد على طريقة التصويت؟

في ظل تسجيل المزيد من حالات فيروس كورونا وعدم التوصل لعلاج فعال ومؤكد، وافقت 46 ولاية حتى الآن على السماح بالتوسع في التصويت عبر البريد بسبب انتشار جائحة كوفيد-19، ولم يلعب الانتماء الحزبي لحكام الولايات أي دور في قضية السماح باستخدام التصويت البريدي، ومن بين تلك الولايات 24 ولاية يرأسها حاكم ديمقراطي، في حين يرأس 22 ولاية حاكم جمهوري.

3- لماذا يهاجم ترامب التصويت بالبريد؟

غرّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ أسابيع وقال إن "التوسع في التصويت البريدي سيكون سيئا للحزب الجمهوري"، إذ يدرك ترامب أن التصويت بالبريد سيصب في صالح منافسه الديمقراطي جو بايدن، لذا فإنه يهاجم فكرة التوسع في التصويت بالبريد.

وتقليديا لا يشارك الفقراء والأقليات بنسب كبيرة في التصويت بالطريقة الشخصية التقليدية، مقارنة بنسب تصويت الأغلبية البيضاء المرتفعة. وتلك الفئات المهمشة تصوّت بنسب أكبر للديمقراطيين، وهذا هو جوهر اعتراض ترامب والجمهوريين، إذ إن التصويت البريدي سيخدم بالأساس الحزب الديمقراطي، من خلال التوسع في أعداد الناخبين من الأقليات والفقراء.

4- هل التصويت بالبريد آمن؟

كشفت دراسة أكاديمية فحصت خلالها سجلات 250 مليون بطاقة اقتراع -خلال 20 عاما الأخيرة- وجود تزوير في 143 حالة فقط صدرت فيها أحكام قضائية، أي ما نسبته 0.00006%، وهي نسبة تقل كثيرا عن نسبة المخالفات في الاقتراع الشخصي، ويدل ذلك على تمتع التصويت بالبريد بتأمين جيد.

وتختلف طريقة تأمين التصويت البريدي، حيث تكتفي بعض الولايات فقط بتوقيع الناخب، في حين تطلب أخرى توثيق بطاقة الاقتراع، وفي حالات ثالثة تطلب الولاية وجود شهود أثناء ملء بطاقة الاقتراع.

5- هل تم التصويت بالبريد من قبل؟

نعم، وطبقا لمعمل البيانات الانتخابية في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، فقد بدأت أميركا التصويت بالبريد أثناء الحرب الأهلية 1860، عندما سُمح للجنود بالتصويت بالبريد من ساحات القتال.

ومع نهاية القرن 19 توسعت قوانين الانتخابات في مختلف الولايات، لتسمح بالتصويت البريدي للمرضى والمسافرين بعيدا عن أماكن إقامتهم، ثم زاد اللجوء للتصويت البريدي خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية.

ومارس ملايين الناخبين الأميركيين حقهم في الاقتراع باستخدام البريد خلال الانتخابات الماضية.

ويقدّر خبراء الانتخابات إمكانية أن يصوّت 70% من الأميركيين عن طريق البريد في الانتخابات الرئاسية القادمة، ويمثل ذلك قفزة كبيرة من نسبة 40% شهدتها انتخابات 2016 بحدود 57.2 مليون ناخب. ويمثل ذلك بدوره ارتفاعا كبيرا في نسبة المصوتين بالبريد في انتخابات عام 2004 التي لم تتجاوز النسبة فيها 20% أو 24.9 مليون ناخب.

6- من يتولى التخطيط والإشراف على التصويت بالبريد؟

تعد عملية الاقتراع غير مركزية، وتدار من قِبل حكومات الولايات بصورة منفردة. حيث تقوم كل ولاية من الولايات الـ50 بتنظيم انتخاباتها بطرق مختلفة، شرط ألا تخرق أي معايير تفرضها الحكومة الفدرالية.

وتلعب هيئة البريد دور الناقل، حيث توزع بطاقات الاقتراع وتجمعها وتعيدها لمسؤولي الولاية الذين يتولون عمليات الفرز، وإضافة بيانات المصوتين بكل الطرق المستخدمة في الولاية والانتهاء بإعلان النتائج.

7- هل لدى هيئة البريد الفدرالية القدرة والموارد للتعامل مع هذه الانتخابات؟

يعمل في هيئة البريد الأميركية 497 ألف موظف وعامل ينتشرون في الولايات المتحدة، وتنفق هيئة البريد الأميركية مليار دولار أسبوعيا على المرتبات والمخصصات الأخرى مثل التأمينات الصحية والمعاشات للعاملين فيها.

وهناك أكثر من 31 ألف مكتب بريد بمتوسط 614 مكتبا لكل ولاية، إضافة إلى 142 ألف صندوق بريد، بمتوسط 2784 صندوق بريد لكل ولاية.

وحققت الهيئة في العام الماضي عوائد مقدراها 71 مليار دولار، في مقابل مصروفات بلغت 80 مليار دولار، أي أن هناك عجزا بلغ العام الماضي 9 مليارات دولار. وأعلنت وزارة الخزانة منح هيئة البريد قرضا مقداره 10 مليارات من الدولارات للمساعدة في مواجهة الأعباء المالية.

المخاوف من انتشار كورونا يرجّح التصويت بالبريد على التصويت المباشر في مراكز الاقتراع (غيتي)

8- من يدير هيئة البريد الفدرالية؟

يُدير هيئة البريد الفدرالية لويس ديجوي الذي رشحه ترامب للمنصب وتولى مهامه قبل شهرين. ويفرض ديجوي تغييرات جديدة لخفض التكاليف، بما في ذلك إلغاء ساعات العمل الإضافي، وتقليص أسطول نقل البريد، وهو ما يؤدي إلى تأخير تسليم البريد. كما يفرض ديجوي حظرا على أي تعيينات جديدة في الهيئة.

9- كيف ينظر الشعب الأميركي لعملية التصويت بالبريد؟

يدعم أغلبية الأميركيين فكرة التصويت بالبريد، خاصة وسط حالة انتشار الجائحة والمخاوف الصحية المترتبة عليها. وطبقا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في يونيو/حزيران الماضي، فقد عبر 65% من الأميركيين عن دعم خيار التصويت المبكر أو التصويت الغيابي بالبريد، وطالبوا بضرورة توفره لكل ناخب من دون اشتراط تقديمه وثائق تدعم سبب الحاجة لهذا النوع من الاقتراع.

10- ما أكبر التحديات أمام التصويت بالبريد؟

يصر ترامب على أن خطط بعض الولايات لمواجهة الوباء من خلال إرسال بطاقة اقتراع إلى كل ناخب، هو تمهيد لكارثة، وسوف يسبب ذلك -كما يقول ترامب- الفوضى ويلقي بظلال من الشك على نتائج الانتخابات القادمة، وربما يؤخر إعلان نتائجها.

وحتى الآن، يمكن لما بين 160 و180 مليون ناخب أميركي التصويت بالبريد، ويمثل وصول بطاقات الاقتراع مبكرا وإعادتها مبكرا وعدّها في التوقيت المقرر طبقا لقوانين كل ولاية، تحديا كبيرا يضاعف منه احترازات فيروس كورونا، ونقص الموارد وحالة الاستقطاب الحزبي غير المسبوقة.

وكشفت تجربة ضخامة التصويت بالبريد في الانتخابات التمهيدية بولاية نيويورك، عن عدم إعلان نتائج بعض الدوائر الانتخابية لمقاعد في سباق مجلس النواب لأسابيع، بسبب عدم الانتهاء من عدّ البطاقات البريدية.

وصوّت قبل 4 سنوات 23 ألف ناخب في مدينة نيويورك بالبريد، في حين صوّت أكثر من 400 ألف شخص في انتخابات يونيو/حزيران الماضي التمهيدية.

المصدر : الجزيرة