رغم تراجع أعمال العنف.. مقتل مزارعين في دارفور على أيدي مسلحين مجهولين

Vehicles and weapons of the Justice and Equality Movement (JEM) rebels are seen on display, after victory celebrations by the Sudanese Armed Forces (SAF) and the Rapid Support Forces (RSF), in Niyala Capital of South Darfur, May 4, 2015. REUTERS/Stringer
القتال في إقليم دارفور أسفر عن مقتل نحو 300 ألف شخص ونزوح 2,5 مليون (رويترز)

قتل مسلحون أمس الجمعة 20 شخصا على الأقل بينهم أطفال، من مزارعين كانوا يزورون أراضيهم في دارفور غربي السودان للمرة الأولى منذ سنوات، وفق ما أعلنت مصادر محلية.

وسُمح للمزارعين الذين يملكون هذه الأراضي في الأساس، بالعودة بموجب اتفاق تم التوصل إليه قبل شهرين برعاية الحكومة.

وأوضح عمدة القرية إبراهيم أحمد عبر الهاتف في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، أنه فور وصولهم إلى حقولهم في قرية أبو دواس (90 كيلومترا جنوبي نيالة عاصمة جنوب دارفور) وصل مسلحون وفتحوا النار مما أدى إلى مقتل 20 شخصا بينهم امرأتان وأطفال، مضيفا أن 20 آخرين من المزارعين أصيبوا بجروح.

وقال شاهد عيان من المنطقة إن "المسلحين قدموا على متن سيارات بعضها تحمل مدافع رشاشة وأحاطوا بنا من 4 اتجاهات، وبدأوا بإطلاق النار فقتل في الحال 7 أشخاص ثم لحق بهم 7 آخرون في المستشفى، واليوم السبت توفي 7 من الجرحى".

وشهد إقليم دارفور نزاعا داميا اندلع في 2003 بين متمردين يشتكون من التهميش وقوات موالية للرئيس السابق عمر البشير، بينها مليشيات الجنجويد التي يحاكم أحد زعمائها علي كوشيب أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وأسفر القتال عن مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2,5 مليون بحسب الأمم المتحدة، واستمرت أعمال العنف الدامية وبينها هجمات تشنها مجموعات مسلحة خلال السنوات الماضية ولكن مع تراجع حدتها.

وقال المحلل المتخصص في شأن دارفور آدم محمد لوكالة الصحافة الفرنسية إن قضية ملكية الأرض من جذور الأزمة في دارفور، موضحا أنه "خلال سنوات النزاع فر المزارعون من أراضيهم وحل البدو الرعاة محلهم".

وقال العمدة إبراهيم أحمد عقدت الحكومة قبل شهرين مؤتمرا تقرر فيه أن يعود ملاك الأرض الأصليون (المزارعون) إلى أراضيهم وأن يغادر القادمون الجدد (الرعاة)، وبناء على هذا عدنا إلى مزارعنا في قرية أبو دواس. وقال شاهد عيان عبر الهاتف "البدو يريدون طردنا من أرضنا التي عاش فيها أجدادنا".

وينتمي المزارعون إلى القبائل ذات الأصول الأفريقية بينما ينتمي البدو إلى قبائل ذات أصول عربية.

ويطالب النازحون الذين يعيشون في مخيمات النزوح منذ بداية النزاع بالعودة إلى قراهم التي فروا منها على امتداد سنوات النزاع. وأعلنت الحكومة الانتقالية تكوين آلية وطنية لتأمين العائدين إلى قراهم.

والشهر الماضي اعتصم المئات أمام مبنى الولاية في منطقة نرتتي بولاية وسط دارفور مطالبين الحكومة بتأمين أراضيهم الزراعية وإعادتها لهم.

A young guerrilla soldier from Sudan's western Darfur region smokes a cigarette in Kaskanita
شهد إقليم دارفور نزاعا داميا اندلع في 2003 بين متمردين يشتكون من التهميش وقوات موالية للرئيس البشير (رويترز)

وكتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك على حسابه في تويتر "إن مطالب المعتصمين في مدينة نيرتتي "عادلة ومستحقة".

وأطاح الجيش بالبشير في أبريل/نيسان 2019 بعد شهور من الاحتجاجات الناجمة في الأساس عن تدهور الوضع الاقتصادي.

ومنذ ٧ أشهر تتفاوض الحكومة الانتقالية السودانية مع حركات تحمل السلاح في دارفور من أجل التوصل إلى اتفاق للسلام في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، ومن القضايا التي يجري بحثها ملكية الأرض.

يذكر أن البشير مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهم تتعلق بالإبادة وارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور.

المصدر : وكالات