احتجاجات أميركا.. تقييم أمني ينفي قيادة متطرفين لها ووزير الدفاع يرفض تدخل الجيش

Protesters rally against the death in Minneapolis police custody of George Floyd, in New York
مسؤولون بوزارة الأمن قالوا إن معظم أحداث العنف قادها انتهازيون استغلوا الحدث (رويترز)

اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب جماعات يسارية متطرفة بالتحريض على النهب والعنف الذي تشهده بعض المدن ليلا، لكن تقييما استخباراتيا داخليا لا يقدم أدلة تذكر على أن متطرفين منظمين هم المسؤولون عن الاضطرابات، في حين أعلن وزير الدفاع رفضه تدخل الجيش.

ففي جزء من تقييم استخباراتي داخلي للاحتجاجات بتاريخ الأول من يونيو/حزيران الجاري، قال مسؤولون في وزارة الأمن الداخلي إن معظم أحداث العنف قادها انتهازيون استغلوا الحدث.

ولم يقدم الجزء الذي اطلعت عليه رويترز دليلا محددا على عنف يقوده المتطرفون، لكنه أشار إلى أن أنصار فكرة "تميّز البيض" يعملون على الإنترنت لتأجيج التوتر بين المحتجين وأجهزة إنفاذ القانون عن طريق الدعوة إلى ارتكاب عنف ضد كل من الطرفين.

ومع تصاعد الاحتجاجات في عطلة نهاية الأسبوع، قال وزير العدل وليام بار إن العنف في مينيابوليس وغيرها تحركه "جماعات يسارية متطرفة". وأضاف أن الذين يسببون العنف ينتقلون من خارج الولايات إلى بؤر الأحداث الساخنة، ولكنه لم يخض في التفاصيل.

Nationwide unrest following the death in Minneapolis police custody of George Floyd, in Washington
إسبر قال إن البنتاغون يواجه تحديا كبيرا (رويترز)

البنتاغون ينأى بنفسه

من جهته، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر رفضه نشر الجيش، وقال إن البنتاغون يواجه تحديا كبيرا في محاولة الحفاظ على وضعه بعيدا عن السياسة في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وأكد إسبر في مؤتمر صحفي أن وزارة الدفاع تواجه تحديات مماثلة في كل موسم انتخابي، وتعهد بالعمل على تجسيد التزامه الذي قطعه منذ تبوئه منصب وزارة الدفاع بإبعادها عن النشاط السياسي.

ونأى إسبر بنفسه عن صورة ترامب أمام الكنيسة، وقال إن الرئيس ارتجل، وإن تحقيقا فتح في قمع المحتجين، نافيا علاقة الحرس الوطني بذلك.

البابا يدعو للمصالحة 
من جهته، دعا البابا فرانشيسكو اليوم الأربعاء إلى المصالحة الوطنية في الولايات المتحدة، وقال إن العنصرية أمر لا يمكن غض الطرف عنه لكن العنف المندلع في الشوارع "تدمير للنفس وهزيمة للذات".

وخرج البابا عن صمته حيال أجواء التوتر بالولايات المتحدة التي شهدت مظاهرات لليلة الثامنة على التوالي احتجاجا على موت جورج فلويد المواطن من أصل أفريقي بعدما اعتقلته الشرطة.

ووصف موت فلويد بأنه "مأساوي"، وقال فرانشيسكو إنه يصلي من أجله ومن أجل كل من فاضت أرواحهم بسبب "خطيئة العنصرية".

جورج بوش الابن
وفي سياق متصل، قال الرئيس السابق جورج بوش الابن أمس الثلاثاء إن مقتل فلويد ينم عن "فشل صادم" فيما يتعلق بالتصدي للعنصرية في البلاد.

وحث بوش على أن تلقى أصوات المحتجين آذانا صاغية، في تعارض شديد مع النهج الصارم الذي يتبعه الرئيس الجمهوري ترامب إزاء الاحتجاجات.

وقال الرئيس الأسبق في بيان "السبيل الوحيد لرؤية أنفسنا بصدق هو الاستماع إلى أصوات الكثيرين الذين يشعرون بالألم والحزن. من يسعون لإسكات هذه الأصوات لا يفهمون معنى أميركا أو كيف تصبح مكانا أفضل".

وتابع "إنه لفشل صادم أن يتعرض أميركيون كثيرون من أصل أفريقي، وبخاصة الشبان، للمضايقة والتهديد في بلادهم".

عمليات نهب
وتجددت الاحتجاجات في عدة مدن بعد ليلة من الاضطرابات وعمليات النهب، في حين نقلت وزارة الدفاع الأميركية نحو 1600 عنصر من قوات الجيش إلى منطقة واشنطن، وسط ضغوط من ترامب من أجل حل عسكري.

وتواصلت الاحتجاجات في العاصمة أمام البيت الأبيض، رغم سريان حظر التجول بدءا من السابعة مساء بالتوقيت المحلي.

وتجمع المئات أمام سياج حديدي يحيط بحديقة "لافاييت" حيث وقف عناصر الحرس الوطني حائلا بين المحتجين والبيت الأبيض، ورفع المحتجون شعارات تندد بالرئيس، وتطالب بالعدالة ووضع حد لعنف الشرطة.

وقال مراسل الجزيرة إن قوات الأمن ألقت قنابل الغاز المدمع على المحتجين الذين حاولوا إزالة السياج الحديدي من أمام البيت الأبيض.

مشروع قرار
وبالتوازي مع هذه التطورات، كشف أعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ النقاب عن مشروع قرار يدين الرئيس بسبب إصداره أوامر باستخدام الغاز المدمع والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين قبالة البيت الأبيض أول أمس الاثنين.

من جهتها، قالت العضوة بمجلس النواب إلهان عمر في لقاء خاص مع قناة الجزيرة مباشر، إنها تعمل مع أعضاء آخرين على إعداد مشروع قانون يعنى بطبيعة عمل قوات الأمن والشرطة، ويسمح بتعزيز إجراءات التحقيق معهم.

وانطلقت الشرارة الأولى لهذه الأحداث من مدينة مينيابوليس يوم 25 مايو/أيار الماضي بعد أن انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر وفاة فلويد (46 عاما) الذي قضى اختناقا خلال توقيفه على يد شرطي أبيض.

المصدر : وكالات