كاتب في بلومبيرغ: تركيا حجبت أحلام ماكرون في ليبيا

Khalifa Haftar, the military commander who dominates eastern Libya, shakes hands with French President Emmanuel Macron after the participants of the International Conference on Libya listened to a verbal agreement between the various parties regarding the organization of a democratic election this year at the Elysee Palace in Paris, France, May 29, 2018. Etienne Laurent/Pool via Reuters
اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر يصافح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة ليبيا في برلين (غيتي)

علق الكاتب بوبي غوش على انتقادات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدور تركيا في ليبيا، منتقدا تصريحاته بشأن ليبيا بأنها تحولت من المغالاة والنفاق إلى شيء أقرب إلى الهستريا، بعد أن دعم مجرم حرب مشتبها به ضد حكومة معترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس.

وأشار غوش في عموده بموقع شبكة بلومبيرغ الإخبارية إلى اتهام ماكرون لتركيا الآن "بلعب لعبة خطيرة" في ليبيا، وأنه بعد أن فقد أي نفوذ ربما كانت فرنسا قد حصلت عليه في الحرب الأهلية يقول إنه "لن يتسامح" مع التدخل التركي.

وانتقد غوش ماكرون بأنه ربما يعاني ضعفا في الذاكرة، وأنه نظرا لجميع التقلبات والمنعطفات الأخيرة في الحرب الأهلية الليبية والتعقيدات التي سببتها نحو 12 جهة أجنبية فقد تضيع مساهمة فرنسا الأساسية في هذه الدوامة.

ورأى أنه كان بإمكان ماكرون الابتعاد بهدوء عن حفتر، لكنه بدلا من ذلك، بعد أن عين لو دريان وزير خارجيته، طالب بالتدخل الفرنسي.

القائد الوحيد الذي كان يحرك البوصلة الليبية هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أجبر دعمه، بالقول والفعل، لحكومة الوفاق الوطني قوات حفتر على انسحاب كامل

وعلى الرغم من نفي التقارير التي تفيد بأن فرنسا زودت المتمردين بالأسلحة والتي ظهرت في إحدى قواعد اللواء المتقاعد خليفة حفتر، عيّن ماكرون نفسه صانع سلام وأضفى شرعية على قائد المتمردين الذي لم يتخلَّ أبدا عن طموحه في الاستيلاء على طرابلس بالقوة.

ومع وجود حلفاء آخرين أكثر التزاما وراءه، ولا سيما مصر والإمارات وروسيا، تمكن حفتر من معاملة رعاته الفرنسيين كما عاملوا الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة بتجاهل صارخ.

ومع ذلك، يقول غوش، حشر ماكرون نفسه في زاوية حفتر ولن يتخلى عن رجله. وفي حين انحصرت فرنسا في شجار مع إيطاليا حول مصالح الطاقة انتقلت عباءة صانع السلام إلى مدعين آخرين، حيث استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاجتماعات، وحتى رئيس مصر عبد الفتاح السيسي حاول اختلاق وقف لإطلاق النار.

لكن القائد الوحيد الذي كان يحرك البوصلة الليبية هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أجبر دعمه، بالقول والفعل، لحكومة الوفاق الوطني قوات حفتر على انسحاب كامل. وهذا التحول في الأحداث أدى إلى مزيد من الإفشاءات المحرجة لماكرون ولو دريان، إذ يوحي اكتشاف مقابر جماعية في الأراضي المحررة من المتمردين بأن بطل فرنسا كان يقود فظائع على نطاق واسع.

وختم غوش مقاله بأن الأمر لا يتطلب تهكما ماكرونيا لرؤية تبجحه الخطابي باعتباره محاولة يائسة لصرف الانتباه عن الجرم الفرنسي، وأن أوهام ماكرون في الاحتفاظ بنفوذ فرنسي في جنوب البحر المتوسط تبدو واضحة لكن تركيا حجبتها.

المصدر : بلومبيرغ