وزير داخلية ليبيا: هزائم حفتر زادت التوافق مع أميركا للحل السياسي

وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا في مؤتمر صحفي خلال زيارته تونس
باشاغا وصف الاجتماع مع الوفد الأميركي بأنه إيجابي (الجزيرة)

قال وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا إن الهزيمة العسكرية للواء المتقاعد خليفة حفتر زادت التوافق مع الولايات المتحدة حول الحل السياسي في ليبيا، وسط دعوات دولية لوقف القتال وتلويح مصري بالتدخل العسكري.

وقال باشاغا -في تغريدة على تويتر اليوم الثلاثاء- إن ذلك "يؤكد أن عقلية الانقلاب العداونية تهدم ولا تبني".

وجاءت تصريحات باشاغا بعد يوم من لقاء عقده رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج مع الجنرال ستيفن تاونسند قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) والسفير الأميركي لدى طرابلس ريتشارد نورلاند.

وأشار الوزير الليبي إلى أن المجتمعين اتفقوا على ضرورة إنهاء التدخلات الأجنبية غير الشرعية ودعم سيادة ليبيا ووحدة أراضيها من أي تهديدات خارجية.

وتابع أن الاجتماع تطرق أيضا إلى العمل على تفكيك المليشيات الخارجة عن القانون كونها أحد أسباب عدم الاستقرار ودعم جهود الحكومة الليبية.

ووصف باشاغا اجتماع الحكومة الليبية مع السفير الأميركي وقيادة أفريكوم بـالإيجابي، موضحا أنه تم التوافق على دعم جهود الأمن والاستقرار والاقتصاد وتعزيز العمل المشترك بين الحكومة الليبية والولايات المتحدة.

وفي بيان للسفارة الأميركية قال السفير نورلاند إن العنف الحالي يزيد من احتمال عودة تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة في ليبيا، ويزيد من انقسام البلاد لصالح الأطراف الأجنبية، ويطيل المعاناة الإنسانية، لذا يجب على الجهات الخارجية التوقف عن تأجيج الصراع، واحترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، والوفاء بالالتزامات التي قدمتها في قمة برلين، وفق البيان.

أما الجنرال تاونسند -حسب البيان- فأشار إلى أن أفريكوم وفرت الأمن اللازم الذي مكَّن وزارة الخارجية الأميركية من القيام بهذا التواصل مع رئيس المجلس الرئاسي السراج، وقال "أكدنا للوفد الليبي أن جميع الأطراف بحاجة إلى العودة إلى وقف إطلاق النار والمفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لأن هذا الصراع المأساوي يحرم جميع الليبيين من مستقبلهم".

وأشار بيان السفارة الأميركية إلى أنه من أجل دعم السيادة الليبية والاستقرار السياسي والأمن والازدهار الاقتصادي، ستعمّق الولايات المتحدة مشاركتها مع مجموعة كاملة من المحاورين من جميع أنحاء البلاد.

وكان البيت الأبيض أعلن أمس أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفق مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون -خلال اتصال هاتفي بينهما- على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات بين أطراف النزاع الليبي "بسرعة".

وفي الشأن نفسه، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك -ردا على سؤال بشأن تصريحات السيسي الأخيرة- "إنه من المهم ألا يقوم أي من الأطراف بأي شيء يجعل الموقف أسوأ مما هو عليه حاليا".

وفي أول رد فعل من برلين على تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي لوح بالتدخل العسكري في ليبيا، حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من أي "تصعيد للقتال" في ليبيا بعد هذا الإعلان.

لكن الرئيس الفرنسي وجه انتقادات لاذعة إلى تركيا، وندد بما سماها "لعبة خطيرة" تمارسها في ليبيا، معتبرا أنها تشكل تهديدا مباشرا للمنطقة وأوروبا.

يشار إلى أن قوات حكومة الوفاق حققت مؤخرا انتصارات ميدانية نوعية على قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر المدعوم من أطراف إقليمية ودولية، أبرزها مصر والإمارات وفرنسا، حيث تمكنت من استعادة السيطرة على كافة المنطقة الغربية ومواقع إستراتيجية، أهمها مدينة ترهونة وقاعدة الوطية الجوية.

وهذه الهزائم لحفتر دفعت بالرئيس المصري إلى إطلاق مبادرة مع حفتر ورئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح لوقف إطلاق النار، ومن ثم أتبعها بتهديدات بالتدخل في ليبيا بدعوى حماية حدود بلاده، لكن حكومة الوفاق رفضت المبادرة وكذلك التهديدات المصرية.

المصدر : الجزيرة + وكالات