ليبيا.. ردود جديدة على تصريحات السيسي وماكرون يتهم تركيا بممارسة "لعبة خطيرة"

epa06109001 French president Emmanuel Macron (C) greets Libyan Prime Minister Fayez al-Sarraj (L) and Commander of the Libyan National Army, General Khalifa Haftar (R), following their meeting at the castle of La Celle Saint Cloud, west of Paris, France, 25 July 2017. EPA/YOAN VALAT
ماكرون (وسط): تركيا تمارس لعبة خطيرة تناقض كل التزامات مؤتمر برلين (الفرنسية)

توالت ردود الفعل الدولية على تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي تحدث فيها عن "شرعية دولية" لأي تدخل مصري مباشر في ليبيا، حيث اعتبرت الأمم المتحدة "أن آخر ما تحتاجه البلاد هو مزيد من القتال"، فيما حذرت ألمانيا من مغبة التصعيد.

ويتزامن ذلك مع تصاعد نبرة الانتقادات الفرنسية للتدخل التركي، حيث اعتبر الرئيس إيمانويل ماكرون أن أنقرة تمارس "لعبة خطيرة" في ليبيا، في تهديد مباشر للمنطقة وأوروبا.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفق مع ماكرون -خلال اتصال هاتفي بينهما- على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات بين أطراف النزاع الليبي "بسرعة".

وفي الشأن نفسه، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك -ردا على سؤال بشأن تصريحات السيسي الأخيرة- "إنه من المهم ألا يقوم أي من الأطراف بأي شيء يجعل الموقف أسوأ مما هو عليه حاليا".

وأكد دوجاريك أن "آخر ما تحتاجه ليبيا هو المزيد من القتال والوجود العسكري الأجنبي".

كما أعرب عن قلق الأمم المتحدة إزاء استمرار التحركات العسكرية في وسط ليبيا، ولا سيما نقل الأسلحة من الخارج واستمرار تجنيد المرتزقة.

تحذير ألماني

وفي أول رد فعل من برلين على تصريحات الرئيس المصري، حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من أي "تصعيد للقتال" في ليبيا بعد هذا الإعلان.

وقال ماس -بعد لقاء مع نظيرة الإيطالي لويجي دي مايو في روما- إن "إعلان السيسي عدم استبعاد رد فعل عسكري من جانب الجيش المصري يهدد النزاع بتصعيد جديد".

كما دعا "الأطراف الخارجية إلى عدم صب الزيت على النار، وعدم المساهمة في المزيد من التصعيد".

لعبة خطيرة

وعلى صعيد آخر، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بما سماها "لعبة خطيرة" تمارسها تركيا في ليبيا، معتبرا أنها تشكل تهديدا مباشرا للمنطقة وأوروبا.

وقال ماكرون إثر لقائه نظيره التونسي قيس سعيد في الإليزيه "أرى اليوم أن تركيا تمارس لعبة خطيرة في ليبيا تناقض كل الالتزامات التي أعلنتها في مؤتمر برلين".

وأكد ماكرون أنه قال "الكلام نفسه" في مكالمة هاتفية مع الرئيس دونالد ترامب.

وأضاف أن هذا الموقف "يصب في مصلحة ليبيا وجاراتها والمنطقة بأسرها، وأيضا أوروبا"، داعيا إلى "وقف التدخلات الأجنبية والأعمال الأحادية لأولئك الذين يزعمون أنهم يحققون مكاسب جديدة في الحرب" بحسب تعبيره.

كما أكد ماكرون أن "فرنسا وتونس تطالبان معا الأطراف المعنية بوقف إطلاق النار والتزام تعهداتها باستئناف المفاوضات التي أطلقت برعاية الأمم المتحدة من أجل استعادة الأمن، والمضي قدما في إعادة توحيد المؤسسات الليبية، والبدء بإعادة الإعمار لما فيه مصلحة كل الليبيين".

انتصارات نوعية

يشار إلى أن الجيش الليبي حقق مؤخرا انتصارات ميدانية نوعية على قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر المدعوم من أطراف إقليمية ودولية، أبرزها مصر والإمارات وفرنسا، حيث تمكن من استعادة السيطرة على كافة المنطقة الغربية ومواقع إستراتيجية، أهمها مدينة ترهونة وقاعدة الوطية الجوية.

ومع تراجع قوات حفتر أمام الجيش الليبي طرحت مصر مؤخرا ما يسمى "إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية"، غير أنه قوبل برفض قاطع من حكومة الوفاق الوطني الليبية ودول أخرى.

وأظهرت صور من أقمار صناعية -نشرها حساب متخصص في رصد حركة الطائرات- سحب الجيش المصري لطائرات مقاتلة شاركت في العرض العسكري الذي أقيم في قاعدة سيدي براني يوم السبت الماضي بمدينة مطروح شمال غربي مصر على الحدود مع ليبيا، ما يشير إلى أنه كان مجرد استعراض عسكري ولا علاقة له باستعداد الجيش المصري للتدخل في ليبيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات