رسائل تحدٍّ للكاظمي.. القصف المتكرر على القواعد الأميركية يشعل الشارع العراقي
استهدف قصف صاروخي جديد قاعدة أميركية في محيط مطار بغداد فجر اليوم الثلاثاء، مما أثار الجدل بين العراقيين. واعتبر ناشطون وإعلاميون أن هذا القصف المتكرر تجسيد للتهديدات التي تطلقها الفصائل المسلحة ضد الوجود الأميركي في العراق، بينما انتقد البعض العجز الحكومي في ردع الجهات المنفذة.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق أن "ثلاثة صواريخ من نوع كاتيوشا، سقطت بعد منتصف الليلة الماضية في محيط مطار بغداد الدولي، دون خسائر تذكر"، في رابع هجوم من نوعه في غضون أسبوع.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن القصف الأخير استهدف مركز الدعم الدبلوماسي في مطار بغداد الذي يستضيف مسؤولي التحالف الدولي من الدبلوماسيين والعسكريين والاستخباراتيين.
تم استهداف مركز الدعم الدبلوماسي في مطار بغداد الذي يستضيف مسؤولي التحالف الدبلوماسيين والعسكريين والاستخباراتيين بقيادة الولايات المتحدة بصاروخين نوع كاتيوشا ولم تعرف الاضرار لغاية الان.
— سيف صلاح الهيتي (@saifsalahalhety) June 15, 2020
تجسيد للتهديدات
وقال الكاتب والباحث شاهو القره داغي إن "صواريخ فصائل المقاومة تستمر في التساقط على القواعد العسكرية ومحيط السفارات والمطارات"، مشيرا إلى أن هذه الهجمات "تجسيد واضح للتهديدات اليومية لهذه الفصائل".
صواريخ فصائل المقاومة تستمر في التساقط على القواعد العسكرية و محيط السفارات و المطارات وهو تجسيد واضح للتهديدات اليومية لهذه الفصائل، في ظل عجز الحكومة عن السيطرة على سلاح الميليشيات وعدم وصول لجان التحقيق إلى نتائج واضحة حول هذه العمليات.
— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) June 15, 2020
وأشار المحلل السياسي مجاهد الطائي إلى أن القصف "تحدٍ واضح لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي وعد بالالتزام بحماية مصالح التحالف الدولي بعد الحوار مع واشنطن".
في تحدي واضح للكاظمي الذي وعد بالالتزام بحماية مصالح التحالف الدولي بعد الحوار مع واشنطن، سقوط صاروخين كاتيوشا على محيط مطار #بغداد بالقرب من معسكر تتواجد فيه قوات أميركية.
هل سيندم #الكاظمي على ارتداءه بزَّة الحشد العسكرية؟
— مجاهد الطائي (@mujahed_altaee) June 15, 2020
ويرى الإعلامي حسام الطائي أن "قصف المطار للمرة الثانية خلال أيام، يدل على أن الجماعات تريد الحفاظ على قدرتها في خرق القوانين وقرارات الحكومة، وأن سياسة هذه الجماعات تتضارب مع مصلحة الحكومة".
🟡قصف المطار للمرة الثانية خلال ايام يدل
🔴الجماعات تريد الحفاظ على قدرتها في خرق القوانين وقرارات الحكومة
🔴سياسة هذه الجماعات تتضارب مع مصلحة الحكومة
🔴الاجهزة الامنية لا تشكل رادع لهذه الجماعات#العراق #بغداد #كما_مات_وطن
— Husam Altaee (@husam_taee) June 15, 2020
وعلق الإعلامي زيد عبد الوهاب عن الهجوم متسائلا "هل ستبقى حكومة الكاظمي تستقبل رسائل الكاتيوشا اليومية وتعثر على منصات الصواريخ بعد إطلاقها؟".
هل ستبقى حكومة #الكاظمي تستقبل رسائل #الكاتيوشا اليومية وتعثر على منصات الصواريخ بعد إطلاقها؟ #السكوت_علامة_الرضا
— د. زيد عبد الوهاب الاعظمي (@zaidabdulwahab) June 16, 2020
الموقف الحكومي
من جانبها، أوضحت خلية الإعلام الأمني الحكومية أن "الجهات المنفذة للقصف استخدمت قواعد خشبية لإطلاق الصواريخ"، لافتة إلى أن "القوات الأمنية عثرت على القواعد ووجدت فيها صواريخ متبقية تم إبطالها".
سقوط ثلاث صواريخ نوع كاتيوشا، بعد منتصف ليلة امس الاثنين، في محيط مطار بغداد الدولي دون خسائر تذكر ، وكان انطلاقها مِن حي المكاسب واستخدمت الجهات التي نفذت هذا الاعتداء (( قواعد خشبية لاطلاق الصواريخ )) وقد عثرت القوات الأمنية عليها ووجد فيها صواريخ متبقية تم ابطالها. pic.twitter.com/WZ5rvwogXt
— خلية الإعلام الأمني🇮🇶 (@SecMedCell) June 16, 2020
يأتي ذلك بينما نقل الخبير الأمني هشام الهاشمي عن مصدر لم يكشف هويته، أن "رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي شكل لجنة للكشف عن خلايا قذائف الكاتيوشا الخارجة عن القانون".
وأوضح الهاشمي أن "اللجنة تضم ضباط التحقيق والمعلومات من مديرية الاستخبارات العسكرية وجهازي مكافحة الإرهاب والمخابرات، وبمشاركة أمن الحشد، للبحث عن المتورطين في الهجوم على معسكر التاجي".
مصدر: الكاظمي يشكل لجنة للكشف عن خلايا الكاتيوشا الخارجة عن القانون، لجنة من ضباط التحقيق والمعلومات من مديرية الاستخبارات العسكرية وجهازي مكافحة الإرهاب والمخابرات ومشاركة امن الحشد، للبحث عن المتورطين بالهجوم على معسكر التاجي.
— Husham Alhashimi هشام الهاشمي (@hushamalhashimi) June 14, 2020
من جانبه، قال الناشط الحقوقي أحمد الزيادي إنه "بعد يوم واحد من تشكيل الحكومة لجنة لتتبع مطلقي الصواريخ التي تستهدف مواقع في بغداد، عادوا مجددا إلى استهداف مواقع جديدة".
بعد يوم واحد من تشكيل الحكومة لجنة لتتبع مطلقي الصواريخ التي تستهدف مواقع في بغداد ،، عادوا مجدداً لأستهداف مواقع جديدة وهذا يؤشر انهم لا يخشون شيءً فهؤلاء دولة داخل جسد الدولة !! ولا تستطيع اي لجنة مسائلتهم او محاسبتهم او حتى الاشارة من بعيد اليهم!!
— احمد الزيادي (@ahmedalzyade1) June 16, 2020
هجمات متكررة
ويتعرض مطار بغداد ومواقع عسكرية في محيطه إلى قصف صاروخي بين فترة وأخرى، وازدادت هذه الهجمات بعد حادثة مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في غارة أميركية قرب مطار بغداد مطلع يناير/كانون الثاني الماضي.
ويأتي الهجوم الأخير بعد سلسلة حوادث مشابهة، بينها هجوم صاروخي يوم 13 يونيو/حزيران الجاري استهدف قاعدة التاجي شمالي بغداد، حيث تتمركز قوات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وفي 8 يونيو/حزيران الجاري، ضرب صاروخان أراضي مجمّع مطار بغداد، بينما سقط صاروخ غير موجّه قرب مقر السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء.
ونادرا ما تتبنى أي جهة هذا النوع من الهجمات، لكن واشنطن تحمّل الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران المسؤولية عنها.
وفي أواخر مارس/آذار الماضي، تراجعت حدة السجال بينما تباطأت وتيرة الهجمات الصاروخية بشكل كبير، لكنها تسارعت مجددا الأسبوع الماضي وسط استعداد الولايات المتحدة والعراق لعقد محادثات ثنائية.
وتهدف المحادثات التي انطلقت يوم 11 يونيو/حزيران الجاري إلى وضع إطار عمل لوجود القوات الأميركية في البلاد، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية.
وكجزء من الحوار "الإستراتيجي" بين البلدين، تعهّدت واشنطن بمواصلة خفض عدد جنودها في العراق والبالغ نحو 5200 العام الماضي، في حين تعهّد العراق بأن يحمي على أراضيه العسكريين المنضوين في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية.