حرب أسعار النفط.. هل تؤثر في حظوظ ترامب بالانتخابات؟

U.S. President Donald Trump speaks during an event to announce proposed rollbacks to the National Environmental Policy Act regulations in the Roosevelt Room of the White House in Washington, U.S., January 9, 2020. REUTERS/Kevin Lamarque
ترامب أجرى اتصالا مع ولي العهد السعودي واجتمع مع ممثلين لشركات الطاقة الأميركية (رويترز)

محمد المنشاوي-واشنطن

تتسارع بصورة كبيرة التطورات المتعلقة بأسواق الطاقة، ومعها تزداد تحركات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي عقد اجتماعات مع ممثلي شركات الطاقة الأميركية التي تأثرت بانخفاض الأسعار نتيجة لحرب الإنتاج بين السعودية وروسيا. 

وارتفعت أسعار النفط 30% عقب تغريدة لترامب ذكر فيها أنه "تحدث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". وعبر ترامب عن أمله في خفض الإنتاج بعشرة ملايين برميل يوميا، و"ربما أكثر وهو ما سيكون جيدا جدا لصناعة النفط والغاز".

وعلق الاقتصادي محمد العريان على تغريدة ترامب بالقول "بالطبع عشرة ملايين برميل يوميا رقم كبير من الصعب الوصول إليه حتى لو حاولت روسيا والسعودية حفظ ماء الوجه والوصول إلى حصص ترضيهما".

وجاءت تغريدة ترامب بعد اجتماعه مع ممثلي شركات الطاقة الأميركية الذين تأثروا سلبا بحرب الإنتاج، وشارك في الاجتماع بعض ممثلي كبريات الشركات الأميركية مثل إيكسون موبل وشيفرون، إضافة إلى شركات إنتاج النفط الصخري الذي توسعت في إنتاجه الكثير من الولايات الأميركية خلال السنوات الماضية. 

وفقدت أسعار النفط العالمية نحو ثلثي قيمتها هذا العام في ظل توقف شبه تام للاقتصادات العالمية بسبب فيروس كورنا والذي تزامن كذلك مع بدء السعودية وروسيا في إغراق السوق بالنفط. 

‪صناعة النفط الصخري حققت طفرة بالولايات المتحدة وأسهمت في تغيير خريطة الطاقة العالمية‬  (رويترز)
‪صناعة النفط الصخري حققت طفرة بالولايات المتحدة وأسهمت في تغيير خريطة الطاقة العالمية‬  (رويترز)

ولايات متأثرة
ولايات قليلة هي تلك التي منحت الفوز للرئيس دونالد ترامب في انتخابات 2016، وتعاني بعض هذه الولايات من آثار اقتصادية سلبية ضخمة بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، ونتيجة للانخفاض غير المسبوق في أسعار النفط العالمية، وهو ما يؤثر بصورة كبيرة على صناعة النفط الصخري التي ازدادت في الولايات المتحدة ويقع قسم منها في هذه الولايات. 

وتعد ولاية بنسلفانيا أحد أهم الولايات المتأثرة سلبا بانخفاض أسعار النفط، فالولاية شهدت طفرة واسعة في صناعة النفط الصخري خلال العقد الأخير، مما سمح بتوظيف 32 ألفا من سكانها للعمل في هذه الصناعة وما يرتبط بها من خدمات، طبقا لبيانات مكتب إحصاءات العمال.

وخلال مشاركته في مؤتمر انتخابي بالولاية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال ترامب مخاطبا مواطني الولاية "أنتم أغنى الآن عما كنتم عليه قبل ثلاث سنوات، لقد زاد إنتاج النفط والغاز بصورة كبيرة مقارنة بالسنوات الماضية". 

ويدعم ترامب هذه الصناعة بصورة واضحة على خلاف منافسة الديمقراطي جو بايدن، وذلك لاعتبارات ترتبط بقضايا البيئة والتغير المناخي التي تعد ذات مكانة هامة في أجندة الديمقراطيين. 

وتعد ولاية بنسلفانيا، التي لها 20 صوتا بين أصوات المجمع الانتخابي، من الولايات المتأرجحة، وحصل ترامب على 48.1% من أصوات ناخبيها بفارق أربعين ألف صوت فقط عن منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون التي نالت 47.6%. 

ودفعت حرب الأسعار بين السعودية وروسيا إلى اتباع شركات الحفر الصخري إجراءات تقشفية صارمة أدت إلى تقليص مرتبات العمال والاستغناء عن آلاف منهم، ويتوقع الاستغناء عن آلاف آخرين إذا استمر الانخفاض في أسعار النفط. 

ويهدد انخفاض أسعار النفط صناعة النفط الصخري الذي ترتفع تكلفة استخراجه ثلاثة إلى أربعة أضعاف مثيله بالطرق التقليدية.

ويرى خبراء أن روسيا تريد أن تُخرج صناعة النفط الصخري من معادلات إنتاج وتسعير النفط، في حين لا تريد السعودية خسارة حليفها ترامب رغم إقدامها على الدخول في حرب تكسير عظام مع روسيا أدت لانخفاض كبير في الأسعار. 

ويصاحب ذلك ارتفاع تاريخي في أعداد الأميركيين المتقدمين لطلب إعانات البطالة، وصل إلى أكثر من 10 ملايين طلب خلال الأسبوعين الأخيرين. 

انخفاض لا يفيد المستهلكين
خلال مؤتمره الصحفي اليومي حول فيروس كورونا، غازل ترامب المواطنين الأميركيين بالقول إن ما يحدث "جيد للمستهلكين، وسوف تنخفض أسعار البنزين". ووصل متوسط سعر الغالون إلى 1.9 دولار ويتوقع أن يصل الأسبوع القادم إلى 1.75 دولار، وهو ما لم يتكرر منذ سنوات. 

غير أنه ومع بقاء أغلبية الأميركيين داخل بيوتهم بسب الحظر الصحي المترتب عن انتشار كورونا لا يشعر هؤلاء بقيمة انخفاض أسعار البنزين، حيث لا يقود أحد سيارته في هذه الظروف. 

كما لا تستفيد شركات الطيران الأميركية من هذه الانخفاض كذلك، فقد توقف أغلب الطيران الأميركي داخل وخارج الولايات المتحدة. 

ولا تستورد الولايات المتحدة إلا 530 ألف برميل يوميا من النفط السعودي، وهدد ترامب وبعض أعضاء الكونغرس بفرض رسوم على الواردات النفطية السعودية إذا استمرت سياسة إغراق الأسواق. 

وتخوض السعودية وروسيا حربا على أسعار النفط دخلت شهرها الثاني عقب انهيار مفاوضات "أوبك بلس" لخفض الإنتاج، وهو ما نتج عنه إقدام السعودية على زيادة ضخ الإنتاج ليصل إلى 13 مليون برميل يوميا خلال أسابيع، بعدما بلغ  9.8 ملايين برميل يوميا فقط في فبراير/شباط الماضي.

المصدر : الجزيرة