ووهان بعد عاصفة كورونا.. شهادات للجزيرة نت من الداخل

عودة الحياة تدريجيا إلى شوارع ووهان
عودة الحياة تدريجيا إلى شوارع ووهان (الجزيرة)

شيماء جو إي إي-ووهان

بقيت مدينة ووهان، بؤرة تفشي فيروس كورونا بالصين، تحت الحجر الصحي لنحو 11 أسبوعا، لكن التوغل في المدينة أكد للجزيرة نت أن الحجر الصحي المشدد ما زال يطبق على عدة أحياء سكنية، وأن بعض الإجراءات تقيّد حياة الناس حتى الآن.

وفي 23 يناير/كانون الثاني أغلقت منافذ المدينة ومُنع المواطنون من مغادرة منازلهم، وفي 24 مارس/آذار سمحت السلطات برفع جزئي لحظر السفر عن ووهان والسماح بالدخول للمدينة، فيما تم تحديد الثامن من أبريل/نيسان يوم رفع الإغلاق التام، وذلك رغم تسجيل عدد من الحالات التي عادت إليها أعراض المرض بعد الشفاء، وقبل أيام قليلة من موعد فتح المدينة.

وتحدثت الجزيرة نت إلى السيد وانغ، أحد القاطنين بمجمع سكني بضواحي المدينة، حيث ما زال الحجر الصحي مطبقا ولا يسمح لأكثر من شخص من كل أسرة بالخروج لأكثر من ساعة باليوم.

ومن خلف السور، أكد وانغ أنه قضى نحو أربعة أشهر في الحجر، وفي الثامن من أبريل/نيسان سمح لهم بالخروج مع الإبقاء على التدابير الوقائية كفحص درجة حرارة الجسم عند المغادرة والعودة، لكن تم ضبط ثلاثة أشخاص بالمجمع عادت إليهم أعراض كورونا بعد الشفاء، مما تسبب في إعادة الحجر على الجميع.

وأضاف وانغ "لقد تضررنا اقتصاديا بسبب الحجر، ونرجو العودة إلى وظائفنا في أقرب وقت، لا أخفي أن لدي مخاوف من احتمال ظهور موجة ثانية من الوباء، لكنني واثق بأن التشديد سيحول دون ذلك".

وبالإضافة إلى الحالات التي تنتكس من جديد، فإن السلطات في ووهان كانت قد أزالت لافتة "خال من الوباء" عن نحو سبعين مجمعا سكنيا، بعد تسجيل عدد من الإصابات التي لا تظهر عليها أعراض المرض.

‪‬ حي سكني ما زال تحت الحجر الصحي في ووهان(الجزيرة)
‪‬ حي سكني ما زال تحت الحجر الصحي في ووهان(الجزيرة)

الرمز الصحي
ولا يمكن التنقل في ووهان من دون إظهار رمز الصحة على شاشة الجوال، والذي يؤكد أن صاحبه في صحة جيدة.

فعند ركوب المواصلات العامة ودخول البنك أو الصيدلية أو أي محل، يجب إظهار الرمز.

وقد طورت مقاطعة هوبي التي تضم مدينة ووهان رمزا خاصا بها من خلال مسح الكود ثنائي الأبعاد بالجوال، وذلك بعد تسجيل كل البيانات الشخصية التي تسمح للسلطات بتتبع التاريخ الطبي وتاريخ السفر لكل شخص.

ويختلف الرمز الصحي من منطقة إلى أخرى في الصين، ما يحد من حركة القادمين من الخارج إلى المدينة.

‪الكود ثنائي الأبعاد لإظهار الرمز الصحي في ووهان‬ (الجزيرة)
‪الكود ثنائي الأبعاد لإظهار الرمز الصحي في ووهان‬ (الجزيرة)

ويبدو أن بعض سكان ووهان يواجهون مشكلة في التنقل أيضا بسبب الرمز الصحي، ففي الثامن من أبريل/نيسان كان فريق الجزيرة في محطة قطار ووهان لتغطية أول أيام رفع حظر السفر، فاقترب رجل مسن طالبا مساعدته في مسح الكود واستخدام رمز الصحة الخاص بنا كي يدخل المحطة، لأنه لم يكن يملك هاتفا ذكيا وحاول لساعات إقناع القائمين على المحطة بإدخاله دون جدوى.

وعندما سألت الجزيرة نت بعض سكان ووهان عن رمز الصحة ومدى فاعليته، قال سائق سيارة الأجرة "وو لاي" إن البعض لا يستخدمون الهواتف الذكية، فالمسنون وبعض العمال والفلاحين وغيرهم يواجهون صعوبات في التنقل بسبب ذلك.

ويرى "وو" أن الرمز الصحي سيصبح جزءا لا يتجزأ من يوميات أهالي ووهان، وقد يسهل مراقبة السلطات للمواطنين، بينما يشكل عقبة أمام فئات مختلفة من السكان.

المصدر : الجزيرة