مقال بواشنطن بوست: أوروبا لا يمكنها تجاهل اللاجئين السوريين

Locals who prevent migrants on a dinghy from disembarking at the port of Thermi beat a journalist, as a woman tries to stop them, on the island of Lesbos, Greece, March 1, 2020. REUTERS/Stringer GREECE OUT NO COMMERCIAL OR EDITORIAL SALES IN GREECE
أهالي جزيرة ليسبوس اليونانية الذين يتأهبون لصد اللاجئين السوريين عن النزول لأراضيهم يعتدون على صحفي لمنعه من التصوير (رويترز)

أوردت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن آلاف المهاجرين الذين سمحت لهم تركيا بالعبور برا أو بحرا إلى اليونان وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع أوروبا التي لم يعد لديها متسع لآمالهم وأحلامهم، بل تراجع تعاطفها مع محنتهم.

وتلقي الصحيفة في مقال للكاتب إيشان ثارور بعض اللوم في حالة عدم الاستقرار الراهنة على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي رغم إقرارها بأن تركيا تواجه تحديا "كبيرا للغاية" في محافظة إدلب السورية، فإنها قالت إن على تركيا التعبير عن استيائها هذا على طاولة حوار مع الاتحاد الأوروبي بدلا من استخدام ورقة اللاجئين.

وقالت ميركل التي كانت تتحدث إلى الصحفيين الاثنين الماضي، إنها لا تعتقد أن تصرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته "هو السبيل للمضي قدما" في حل الأزمة.

سلاح فعّال للقوميين
وعلق الرئيس السلوفيني السابق دانيلو ترك على قرار المستشارة الألمانية ذاك قائلا إنه "جعل الخطاب السياسي في أوروبا أكثر صعوبة ومنح القوميين والعناصر المتعصبة الموجودة سلاحا فعالا".

ووفقا لثارور، فإن هناك انقساما بين الحكومات الأوروبية بشأن طريقة التعامل مع طالبي حق اللجوء الذين يقيمون بين ظهرانيها وعلى حدودها.

ويقول كاتب المقال إن قرار ميركل في عام 2015 باستقبال لاجئين سوريين في بلدها أثار حفيظة الحكومات ذات التوجهات القومية في وسط وشرق أوروبا، وأشعل ردود فعل من تيارات يمينية شعبوية متطرفة في غرب القارة العجوز.

ووصف مقال واشنطن بوست الأزمة المتعلقة بطالبي اللجوء بأنها جزء من مشكلة أكبر تؤرق الاتحاد الأوروبي، وتتمثل في غياب توافق بين الحكومات الأوروبية، وهو ما من شأنه إعاقة قدرتها على التصرف في الساحة الدولية.

أوروبا لم تتصد لمحنة اللاجئين
واعتبر إيشان ثارور في مقاله بالصحيفة الأميركية الاتفاق الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي عام 2016 مع تركيا وبموجبه أغلقت الأخيرة حدودها مع اليونان في وجه المهاجرين، أنه جاء بدوافع مصلحة سياسية ولم يتصد لمحنة اللاجئين أو الصراع الدموي الذي أجبرهم على الفرار من ديارهم.

ويعود ثارور ليقتبس عبارات من حديث كان الرئيس السلوفيني السابق دانيلو ترك قد أدلى به هذا الأسبوع لصحيفة واشنطن بوست جاء فيها إن "عدم تبني الاتحاد الأوروبي في عام 2015 لنهج منظم وما أعقب ذلك من ارتجاله للاتفاقية مع تركيا، كلها عوامل لم تؤسس لمنهاج يصلح للتعامل مع أزمات الهجرة".

وأضاف ترك أن كل تلك الجهود "بُنيت على أمل أن تنقشع المشكلة بطريقة أو بأخرى، إلا أن ذلك لم يحدث".

المصدر : واشنطن بوست