هنا أبو ديس.. شاهد "عاصمة ترامب" للفلسطينيين
فادي العصا- القدس
ابتلاع
يعتبر أبو هلال، أبو ديس البوابة الشرقية للقدس حيث تبلغ مساحتها التاريخية قرابة 36 ألف دونم وتصل حدودها إلى البحر الميت، ويسكنها اليوم قرابة ثلاثين ألف نسمة، من أهالي البلدة والطلبة والأساتذة في "جامعة القدس"، المبنية على أراضيها التي تبقى منها 3600 دونم فقط، وفق المخطط الهيكلي للبلدية بعد الجدار والاستيطان والمصادرات التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي.
لم يبقِ الجدار والاستيطان أي مساحات زراعية في أبو ديس كما يحاصران تجمعاتها السكانية، فمن الجهة الشرقية للبلدة أقام الاحتلال مستوطنات "معالية أدوميم" و"كيدار 1″، و"كيدار 2″، ويبني اليوم مستوطنة "كدمات زيئون" خلف الجدار من جهة القدس، ويحاصرها من جميع الجهات.
عضو مجلس بلدية أبو ديس عبد السلام عياد أشار إلى مقر لمحافظة القدس قائلا إن "إسرائيل استولت عليه عام 2002 وأصبح مقرا لجيش الاحتلال في البلدة".
ويتابع "سمعنا من المؤيدين للصفقة أنه لا تبعدنا سوى مسافة قصيرة عن قلب القدس، وهذا كلام صحيح، ونحن نرى كل صباح ومساء قلب المدينة، ولكن هذا يزيدنا حسرة أنك تراها ولا تصل إليها، فنحن في منطقة محاصرة بشكل كامل، ولا يُسمح لنا بالدخول إلى عاصمتنا وقدسنا، وآلاف من الفلسطينيين لا تسمح لهم سلطة الاحتلال بالتنقل سوى بتصاريح لا تصدرها لهم أصلاً".
الجدار
بعد الخروج من المكان، وصلنا إلى منطقة "رأس قبسا" التي كانت سابقا الأقرب إلى منتصف البلدة، واليوم تشكل الحدود الغربية لـ "أبو ديس" التي فصل الجدار شارعها إلى قسمين.
كان من ينتقل من هذه النقطة إلى البلدة القديمة في القدس لا يحتاج سوى خمس دقائق فقط للوصول إلى القدس، ولكن المنطقة أغلقها الاحتلال بشكل كامل، وأصبح الوصول إلى القدس يحتاج ساعة كاملة حيث يتعين عليه عبور الحاجز القريب في منطقة العيزرية والسير مسافات طويلة.
تندلع المواجهات كثيرا بين جنود الاحتلال والفلسطينيين عند منطقة "رأس قبسا"، وحول الجدار الفاصل المكسو باللون الأسود، بسبب إشعال الإطارات قربه، وما زالت بقايا الرصاص الحي وقنابل الغاز منتشرتين في المكان.
يمتلئ الجدار بثقوب نفذها الشبان الفلسطينيون في بلدة "أبو ديس" الذين اعتقل الاحتلال كثيرا منهم، بسبب احتجاجاتهم على الجدار الذي يفصلهم عن أهلهم، وعن قلب عاصمتهم.
ويقول عبد السلام عياد "أتوقع أنكم ستحصلون على إجابات كثيرة إذا ما أمعنتم النظر في حال الجدار المهترئ بالحريق والحفر، ولماذا يرفض الفلسطينيون صفقة القرن كلها، ولماذا يرفضون أن تكون أبو ديس أو غيرها من بلدات القدس عاصمة لهم".