الصدر يهدد بالتبرؤ من حكومة علاوي ويحل "القبعات الزرق"

Iraqi Shi'ite cleric Moqtada al-Sadr visits his father's grave after parliamentary election results were announced, in Najaf, Iraq May 14, 2018. REUTERS/Alaa al-Marjani
الصدر أعلن حل "القبعات الزرق" (رويترز)
هدد زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر بالتبرؤ من حكومة محمد توفيق علاوي، وعلل ذلك بالضغوط الحزبية والطائفية التي يتعرض لها علاوي لتشكيل الحكومة، كما أعلن في تغريدة نشرها على تويتر اليوم حل مجموعات "القبعات الزرق" التي تدين له بالولاء.
 
وأشار الصدر أن وجود ضغوط حزبية وطائفية لتشكيل الحكومة المؤقتة، يعني ازدياد عدم القناعة بها، وهو ما سيؤدي إلى رفع اليد عنها.

وأعلن الصدر عن حل مجاميع "القبعات الزرق" التابعة له، وعدم سماحه لأتباع التيار بالوجود في المظاهرات بعنوان التيار الصدري.

وقال الصدر إن المظاهرات بدأت تعود تدريجيا إلى مسارها الأول، رغم وجود خروق من بعض المخربين ودعاة العنف.

وكانت مجموعات "القبعات الزرق" هاجمت الأسبوع الماضي خيم متظاهرين في النجف وكربلاء (جنوب بغداد)؛ مما أسفر عن مقتل ثمانية من المحتجين، وسبقت ذلك مهاجمة محتجين في ساحة التحرير ومبنى المطعم التركي في بغداد.     
    
ودفعت أعمال العنف المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني خلال خطبة الجمعة الأخيرة إلى مطالبة قوات الأمن بعدم "التنصل" من واجباتها في حماية المحتجين.

علاوي وعبد المهدي
وفي وقت سابق اليوم، بحث رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي مع رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي تطورات الأوضاع في البلاد، والحراك السلمي، ودعم جهود تشكيل الحكومة الجديدة.

وقال بيان رسمي إنه تم خلال اللقاء تأكيد ضرورة تعاون جميع القوى العراقية لتسهيل مهمة رئيس الوزراء المكلف في الإسراع باختيار التشكيلة الوزارية، وتعزيزِ عمل مؤسسات الدولة.

وأفاد مراسل الجزيرة في بغداد بأنه داخل أروقة السياسة لا يوجد من يؤكد استكمال علاوي تشكيلته الوزارية التي تنتهي المدة المتاحة لها مطلع مارس/آذار القادم.

ونقل المراسل عن مصادر غير رسمية أن علاوي يواجه عراقيل من القوى السياسية التي تريد تقاسم المناصب الحكومية، مثل ما حدث في الحكومات السابقة، لافتا إلى أن كتلا سياسية رئيسية تحدثت قبل أيام عن إمكانية استغنائها عن المناصب الوزارية في حكومة علاوي، شريطة أن تكون التشكيلة الوزارية كاملة من التقنوقراط.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح كلف علاوي مطلع فبراير/شباط الجاري بتشكيل الحكومة، وأمامه مهلة مدتها ثلاثون يوما لتقديم حكومته إلى البرلمان لمنحها الثقة.

وجاء هذا التكليف بعد اتفاق غير معلن بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ومنافسه زعيم تحالف "الفتح" هادي العامري، حسب مراقبين.

الاحتجاجات متواصلة في ساحة التحرير (الجزيرة)
الاحتجاجات متواصلة في ساحة التحرير (الجزيرة)

استمرار الاحتجاجات
وتشهد ساحة التحرير (وسط بغداد) استمرار توافد المتظاهرين، في حين يسود هدوء حذر في ميادين الاحتجاجات بمحافظات وسط وجنوبي البلاد، للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية ومحاربة الفساد، وبرئيس حكومة مستقل لا يتبع للأحزاب السياسية المسيطرة على الحكم.

وأفاد مراسل الجزيرة في بغداد سامر يوسف من ساحة التحرير بأن هدوءا ملحوظا تشهده الساحة مع توافد المحتجين.

وأضاف أن الاحتجاجات تواصلت في الوسط والجنوب، خاصة في النجف والناصرية.

وفي الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، كان بعض المحتجين ألقوا بيانا في ساحة الحبوبي، دعوا فيه إلى إنهاء الإضراب عن الدوام، سواء في المدارس أو في دوائر الدولة.

ومنذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2019، يشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة، تخللتها أعمال عنف خلّفت أكثر من ستمئة قتيل، وفق رئيس البلاد برهم صالح ومنظمة العفو الدولية.

المصدر : الجزيرة + وكالات