هاجمت أمين مجلس التعاون وافتعلت أزمة الصيادين.. هل تحاول البحرين إفشال المصالحة الخليجية؟

قال الباحث في قضايا العالم العربي والإسلامي، صلاح القادري، إن "الهجمة البحرينية على الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف، وافتعال أزمة الصيادين مع قطر، تهدف لإفساد المصالحة الخليجية أو أن تكون المصالحة وفق ما تريد المنامة".

وأضاف القادري خلال مشاركته في حلقة (2020/12/30) من برنامج "المسائية" على شاشة الجزيرة مباشر، أن النظام البحريني يحاول اختلاق أزمات مع قطر؛ للتغطية على مشاكله الداخلية، حيث تواجهه المنامة أزمة الإدانة الدولية للانتهاكات الحقوقية ضد معارضيها، إضافة إلى أزمة اقتصادية كبيرة، حيث وصلت نسبة العجز إلى 15% من الناتج المحلي.

وحول هجوم الإعلام البحريني على أمين مجلس التعاون الخليجي، أكد المدير التنفيذي لمنظمة "أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين" حسين عبد الله، أن الصحافة في البحرين ليست حرة، مشددا على أن الصحيفة الوحيدة المستقلة أغلِقت بعد مقال نشرته لم يعجب النظام الحاكم في المنامة.

ووصف عبد الله محاولة إحياء أزمة الصيادين واختزالها في دولة قطر بأنها "محاولة خبيثة" لتعكير صفو المحاولات الحثيثة لتصفية الأجواء الخليجية قبل القمة المرتقبة في الرياض الشهر المقبل.

وردا على ما تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من استقبال المبعوثين السعودي والكويتي في البحرين من ولي العهد، لا الملك كما هو معتاد بروتوكوليا، قال حسين عبد الله إنه تصرف مقصود بالطبع لكي تظهر البحرين أنها "زعلانة"، وقد استعار في تشبيهه اللفظ، الذي استخدمته صحيفة الأيام البحرينية في وصف استياء الأمين العام لمجلس التعاون من الهجوم على قطر.

وأضاف عبد الله أن هذا "الزعل" جاء للإعراب عن عدم رضا البحرين عن المصالحة، أو على الأقل المسار الذي تسير فيه المصالحة.

إفشال المصالحة

وردا على سؤال حول إذا ما كانت البحرين قادرة على إفشال المصالحة الخليجية؟ قال أستاذ العلوم السياسية عصام عبد الشافي، "لا أعتقد ذلك؛ فإمكانيات البحرين شديدة السوء من الناحية الاقتصادية، كما أنها تعاني من أزمة حقيقية بشأن المعارضة وانتهاكات حقوق الإنسان، علاوة على الانقسامات المذهبية".

واتفق عبد الشافي مع فكرة أن البحرين تفتعل الأزمة تلو الأخرى مع قطر لإفشال جهود المصالحة الخليجية، خاصة في ظل التوجه السعودي لرأب الصدع الخليجي والعودة إلى اللحمة من جديد.

وأشار إلى أن البحرين مدفوعة بدعم (إماراتي مصري) تتعمد في حديثها عن دولة قطر الابتعاد عن اللغة الدبلوماسية اللائقة، مؤكدا أن الهجوم على شخص الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي يأتي بالمقام الأول لكونه كويتيا، في محاولة للنيل من دولة الكويت لموقفها المؤيد للمصالحة، والرافض لحصار قطر منذ اليوم الأول من الأزمة.

واستغرب عبد الشافي من إثارة البحرين لمسالة الصيد والحدود المائية مع قطر رغم أن الحدود حُسمت بالتحكيم الدولي، مشيرا إلى أن قطر ارتضت بنتيجة التحكيم في حينها رغم أنها منحت جزيرة حوار للبحرين، وهي لا تبعد عن قطر سوى أقل من كيلومترين بينما تبعد عن البحرين ١٤ كيلومترا.

استهداف الحجرف

وكانت مصادر بحرينية قد نقلت عن الحجرف استياءه من محاولة وسائل إعلام بحرينية انتزاع تصريحات منه تحمّل دولة قطر ما أسماها وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني بـ"الاستفزازات القطرية" بشأن أزمة "الصيد البحري".

وخلال مؤتمر صحفي للحجرف والزياني، عقد الاثنين الماضي بالعاصمة البحرينية، وأثناء المؤتمر حاولت وسائل إعلام بحرينية انتزاع تصريحات من الحجرف للنيل من الدوحة، وهو ما رفضه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.

وقوبل الرد الدبلوماسي لأمين عام مجلس التعاون الخليجي بهجوم إعلامي بحريني، واعتبرت صحيفة الأيام أن الأمين العام "زعلان"، (هكذا وصفته على حد صياغتها) من أسئلة الصحفيين، ورأت الصحيفة أن من حق الصحافة البحرينية أن تسأل ما تشاء لمعرفة توجهات الأمانة العامة تجاه ما يمر به المجلس.

ولم يصدر أي تعليق من الأمانة العام لمجلس التعاون على انتقادات الصحيفة التي تصنف نفسها على أنها الأولى في البحرين، ويتابعها على موقع تويتر 200 ألف و4 أشخاص.

وقطعت البحرين والسعودية والإمارات ومصر العلاقات مع قطر في 2017، متهمين إياها بدعم الإرهاب. وتنفي الدوحة الاتهام وتقول إن الدول الأربع تسعى إلى انتهاك سيادتها.

المصدر : الجزيرة