تمهيدا لإعادة فتح السفارة بطرابلس واستئناف الرحلات الجوية.. مصر وليبيا تتجهان لإنهاء القطيعة

تتجه طرابلس والقاهرة لإنهاء قطيعة بينهما استمرت سنوات عديدة بعد مباحثات جرت بالعاصمة الليبية بين مسؤولين ليبيين ومصريين، في حين توعدت تركيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر وداعميه في حال تعرضت قواتها في ليبيا لأي اعتداء.

فقد أعلنت وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الليبية أنها اتفقت مع الوفد المصري الذي زار طرابلس على برمجة اجتماعات ثنائية بين الخبراء، لتذليل العقبات وضمان الظروف المناسبة لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين.

وقالت الوزارة إن الوفد المصري وعد خلال لقائه وزير الخارجية محمد الطاهر سيالة بإعادة فتح السفارة المصرية والعودة للعمل من داخل طرابلس في أقرب وقت ممكن.

كما ذكرت الوزارة أن سيالة عرض على الوفد المصري خيارات عدة لاستئناف عمل السفارة المصرية من العاصمة طرابلس.

وكان المتحدث باسم الخارجية الليبية، محمد القبلاوي، أكد في وقت سابق أن هدف زيارة الوفد المصري لطرابلس الأحد هو إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وقال المتحدث للجزيرة إن الوفد المصري، الذي ضم مسؤولين من وزارة الخارجية وجهاز المخابرات، وعد بإعادة فتح سفارة بلاده في طرابلس، مضيفا أن الجانب المصري لم يضع شروطا لذلك.

ووصف المتحدث الليبي اللقاء بالإيجابي، وأكد خلال مقابلة مع الجزيرة أن مصالح مصر مع الدولة الليبية لا مع أي شخص أو طرف.

وكان مصدر من حكومة الوفاق الوطني الليبية قال للجزيرة إن زيارة الوفد المصري، وهي الأولى منذ عام 2014، تأتي كبداية لعودة العلاقات الثنائية.

والتقى الوفد المصري كبار المسؤولين في حكومة الوفاق، ومن بينهم وزير الخارجية محمد الطاهر سيالة، ووزير الداخلية فتحي باشاغا، والقائم بأعمال مدير المخابرات.

وقالت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق إن باشاغا ناقش مع الوفد المصري التحديات الأمنية المشتركة، وسبل تعزيز التعاون الأمني بين مصر وليبيا، بالإضافة إلى الوضع السياسي، وسبل دعم اتفاق وقف إطلاق النار الساري في ليبيا منذ 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ودعم الجهود الأممية للخروج من الأزمة الليبية.

وفي السياق ذكر المكتب الإعلامي لوزير الداخلية، عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، أن رئيس جهاز المخابرات الليبية بالوكالة عماد الطرابلسي ناقش مع الوفد المصري سبل دعم اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفاد المكتب الإعلامي بأن اجتماع باشاغا والوفد المصري تطرق إلى مخرجات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5)، وسبل دعم المجهود الأممي بشأن الحوار السياسي والخروج من الأزمة الراهنة بالطرق السياسية والسلمية.

ونشرت قناة فبراير الفضائية الليبية مقطع فيديو حصريا للاجتماع الذي عقده وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا ومدير المخابرات العامة الليبي بالوكالة عماد الطرابلسي مع الوفد الرسمي المصري.

وكان رئيس المخابرات المصرية عباس كامل زار قبل أسبوع مدينة بنغازي (شرقي ليبيا)، وأجرى محادثات مع حفتر.

وفي حين تؤكد القاهرة دعمها الحل السياسي في ليبيا، فقد توجه النظام المصري خلال السنوات الماضية إلى دعم حفتر سياسيا وعسكريا، وفق ما يؤكده مسؤولون بحكومة الوفاق.

إنذار لحفتر
وتأتي زيارة الوفد المصري إلى طرابلس بعد ساعات من زيارة قام بها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس إلى العاصمة الليبية على رأس وفد ضم قادة الجيش التركي.

وفي كلمة أمام القوات التركية العاملة في ليبيا، رد أكار على تهديدات حفتر التي أطلقها أخيرا تجاه تركيا وقواتها، قائلا "ليعلم المجرم حفتر وداعموه أننا سنعدّهم هدفا مشروعا في جميع الأماكن بعد كل محاولة اعتداء على قواتنا".

وقال عن حفتر إن "هذا الجنرال المزعوم يعتقد أن شراء زي عسكري من السوق، أو وضع رتب على الأكتاف يمكن أن يجعله جنرالا، فهذه الأشياء مسألة تعليم وخبرة وشجاعة وقوة".

وأضاف أن حفتر غير كفء، و"يبذل قصارى جهده لعرقلة الحلول السياسية، نيابة عن شخص ما، والتستر على مجازره وجرائمه".

وأعرب الوزير التركي عن أسفه لصمت المجتمع الدولي "على مجازر الانقلابي حفتر"، معبّرا عن "ثقته في أن الحكومة الليبية ستلاحقه (أمام المحاكم) على هذه الجرائم ضد الإنسانية".

وقال إنه يأمل في أن تواصل المحكمة الجنائية الدولية تحقيقها في جرائم حفتر ومحاسبته. وذكّر الوزير التركي بأن قوات بلاده تقدم خدمات تدريبية عسكرية واستشارية للقوات الليبية في إطار تفاهمات بين البلدين.

وأثناء وجوده في طرابلس التقى وزير الدفاع التركي نظيره الليبي صلاح الدين النمروش، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، كما تفقد القوات التركية، وحضر حفل تخريج نحو 400 عسكري ليبي تلقوا تدريبا على يد عسكريين أتراك.

وشهدت زيارة أكار توقيع مزيد من الاتفاقيات بشأن تدريب الجيش الليبي، وقال وزير الدفاع الليبي إن زيارة نظيره التركي تعبر عن دعم أنقرة للحكومة الشرعية في ليبيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات