نيويورك تايمز: رئاسة ترامب تسيطر عليها كوابيس الحرب مع إيران

FILE PHOTO: Faith leaders place their hands on the shoulders of U.S. President Donald Trump as he takes part in a prayer for those affected by Hurricane Harvey in the Oval Office of the White House in Washington, U.S., September 1, 2017. REUTERS/Kevin Lamarque/Files
غولدبرغ رجحت أن من دوافع ترامب لقتل سليماني انزعاجه لدى مشاهدته على التلفاز اقتحام السفارة الأميركية في بغداد (رويترز)

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب قتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وضع الولايات المتحدة على شفا صراع جديد ومدمر في الشرق الأوسط.

ففي مقال رأي نشرته الصحيفة، رأت الكاتبة الأميركية ميشيل غولدبرغ أن أميركا وصلت، بعد ثلاث سنوات "مروعة"، إلى المرحلة التي ظل العديد من أفراد الشعب يخشون بلوغها منذ انتخاب ترامب رئيسا للبلاد.

وأشارت الكاتبة إلى سلسلة من التداعيات التي أعقبت اغتيال سليماني، من بينها تعليق حلف الناتو تدريب القوات العراقية، وتصويت البرلمان العراقي على جلاء القوات الأميركية من البلاد.

تشكيك حول الهجوم الوشيك
ولفتت أيضا إلى إعلان الإدارة الأميركية أن عملية اغتيال الجنرال سليماني استهدفت تعطيل "هجوم وشيك" من شأنه أن يعرض حياة أميركيين للخطر في الشرق الأوسط. لكن غولدبرغ ترى أنه ليس هناك سبب يدعوها لتصديق ذلك.

ونقلت تصريحا أدلى به مسؤول أميركي وصفته بالمرتاب لصحيفة نيويورك تايمز قال فيه إن معلومات استخباراتية جديدة لم تشر إلى أي هجوم على وشك الوقوع.

وكانت صحيفة واشنطن بوست هي الأخرى قد ذكرت أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ظل طوال أشهر يحرض على توجيه ضربة ضد سليماني.

ليس دفاعا عن النفس
واعتبرت غولدبرغ أن اغتيال سليماني بدا كأنه نتيجة "مفزعة" لتقاطع العديد من القوى المحركة وليس دفاعا عن النفس، مشيرة إلى النفوذ الذي يتمتع به داخل الإدارة شخصيات من شاكلة بومبيو ونائب الرئيس مايك بنس الذين تصفهم بأنهم من الصقور "المهووسين" بالعداء ضد إيران.

وزعمت الصحفية الأميركية أن الذين انبروا لترامب من مسؤولي وزارة الدفاع غادروا جميعهم إدارته.

غولدبرغ: ماتيس كان قد أصدر أوامره لمساعديه بألا يعرضوا على ترامب خيارات الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران (الأوروبية)
غولدبرغ: ماتيس كان قد أصدر أوامره لمساعديه بألا يعرضوا على ترامب خيارات الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران (الأوروبية)

ونقلت في هذا الصدد عن المؤلف بيتر بيرغن قوله في كتابه بعنوان "ترامب وجنرالاته" إن وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس كان قد أصدر أوامره لمساعديه بألا يعرضوا على ترامب خيارات بالدخول في مواجهة عسكرية مع إيران.

لكن بعد مغادرة ماتيس الإدارة، اقترح القادة العسكريون على ترامب إمكانية اغتيال سليماني، وهو "أكثر الخيارات تطرفا" -حسب تعبير نيويورك تايمز في تقرير سابق- حتى أن أولئك المسؤولين أنفسهم "صُعقوا" عندما تبناه الرئيس.

دوافع شخصية
ورجحت غولدبرغ أن دوافع ترامب من تبنيه ذلك الخيار كانت متباينة، ذلك أنه كان منزعجا لدى مشاهدته على التلفاز أنصار المليشيات الموالية لإيران وهم يقتحمون السفارة الأميركية في بغداد، كما أنه كان مستاء من "التغطية الإعلامية السلبية" لقرار كان أصدره العام الماضي بتوجيه ضربات ضد إيران قبل أن يلغيه بعد ذلك.

وأطلقت الكاتبة على ترامب وصف "أستاذ الإسقاطات"، معتبرة أن اتهاماته للآخرين تصلح دليلا على الطريقة التي سيتصرف بها إزاء حدث ما. وقالت إن ترامب ظل يصرح المرة تلو الأخرى أن سلفه باراك أوباما سيشن حربا على إيران "لحفظ ماء الوجه" ولأن شعبيته كانت في تراجع في وقت كان يسعى فيه لإعادة انتخابه.

واستطردت غولدبرغ إلى القول إن شن حرب أو الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران تبدو خطوة طبيعية بالنسبة لترامب بهدف صرف أنظار الشعب عن متاعب يعاني منها، إذ يواجه احتمالات عزله برلمانيا إثر توجيه مجلس النواب اتهامين له باستغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.

وتمضي الصحفية الأميركية إلى القول إن معظم أفراد الشعب الأميركي لم يتقبلوا قط ترامب، إلا أن الكثيرين منهم قد اعتادوا عليه بعد مضي ثلاث سنوات من ولايته.

وتختم مقالها بزعمها أن ولاية ترامب الرئاسية دخلت الآن "مرحلة الكوابيس"، مضيفة أن "المفاجأة الكبرى أن ذلك استغرق وقتا طويلا".

المصدر : نيويورك تايمز