بعد الهجوم الإيراني.. دعوات لضبط النفس وتحرك تركي وإدانات دولية

Britain's Foreign Secretary Dominic Raab arrives for a meeting with foreign ministers of France, Germany and Italy to discuss Libya's crisis in Brussels, Belgium January 7, 2020. REUTERS/Francois Lenoir/Pool
وزير الخارجية البريطاني حث طهران على عدم تكرار هجماتها (رويترز)

نددت بريطانيا وألمانيا بالهجوم الصاروخي الإيراني فجر اليوم على قواعد عسكرية بالعراق تؤوي قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ردا على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ودعت دول أخرى إلى ضبط النفس، في حين يتوجه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى العراق لتخفيف التوتر.

فقد قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب "ندين هذا الهجوم على القواعد العسكرية العراقية التي تستضيف قوات التحالف بما في ذلك القوات البريطانية".

وحث الوزير البريطاني الإيرانيين على عدم تكرار هذه الهجمات التي وصفها بالمتهورة والخطيرة، وعلى السعي بدلا من ذلك إلى وقف التصعيد بشكل عاجل.

من جانبها، دانت ألمانيا "بشدة" الضربات الصاروخية التي قالت وسائل إعلام إيرانية إنها أسقطت 80 قتيلا أميركيا وإصابات.

وقالت وزيرة الدفاع إنيغريت كرامب-كارينباور "لقد تبين أنه من الضروري الآن ألا ندع هذه الدوامة تتفاقم أكثر"، موضحة أن الأمر يعود "قبل كل شيء إلى الايرانيين في عدم التسبب بتصعيد جديد".

وقال وزير الخارجية الألماني إن بلاده تدعو إيران إلى الامتناع عن أي خطوات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد.

وأفاد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بأن الوضع الحالي يهدد جهود السنوات الماضية والتحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية.

أما رئيس المفوضية الأوروبية فقال إنه يجب وقف استخدام الأسلحة في الأزمة الإيرانية فورا.

وفي هذا السياق، قال مصدر حكومي فرنسي لرويترز إن بلاده تعتزم سحب قواتها البالغ قوامها 160 جنديا من العراق بعد الضربات الصاروخية الإيرانية.

وكان متحدث عسكري فرنسي قال في وقت سابق إنه ليس هناك قتلى أو جرحى فرنسيون جراء الهجوم الإيراني في العراق.

أما إسبانيا فقالت على لسان نائب رئيس الوزراء إنها تنقل بعض قواتها من العراق إلى الكويت.

من جانبها، دعت باكستان رعاياها إلى توخي الحذر خلال سفرهم إلى العراق، نتيجة التوتر السائد في المنطقة بين طهران وواشنطن.

ضبط النفس
وفي محاولة لتخفيف التوتر في المنطقة، قالت وزارة الخارجية التركية اليوم إن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو سيزور العراق غدا الخميس.

وذكرت الوزارة في بيان أن الزيارة تأتي في إطار "الجهود الدبلوماسية المكثفة للحد من التوتر المتصاعد في أعقاب التطورات الأخيرة في المنطقة".

وأضافت الوزارة في بيان منفصل أن جاويش أوغلو تحدث هاتفيا كذلك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.

وفي الصين قالت وزارة الخارجية إن الوضع في الشرق الأوسط حساس ومعقد، ودعت الأطراف المعنية إلى التحلي بضبط النفس.

وأشار المتحدث باسم الوزارة إلى أن تفاقم التوترات في الشرق الأوسط ليس في مصلحة أحد، مضيفا أنه يتعين على الأطراف المعنية حل الصراعات على نحو ملائم وعبر الحوار.

ومن المقرر أن يدلي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصريح صباح اليوم بشأن الضربة الإيرانية، ولكنه أكد في تغريدة عن التقييم الأولي للأضرار الناجمة عن هذا القصف حتى الساعة أن "كل شيء على ما يرام".

وفي هذا السياق، قال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش إن من الضروري تهدئة التوترات "المزعجة" الراهنة في المنطقة.

وكتب على تويتر "خفض التصعيد أمر حكيم وضروري. يتعين أن يتبع ذلك مسار سياسي لتحقيق الاستقرار".

من جهته، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن بلاده تأمل في ألا يكون هناك مزيد من التصعيد في المنطقة، مستبعدا وجود عجز في إمدادات النفط "ما لم يكن هناك تصعيد كارثي".

بدوره، شدد رئيس وزراء إقليم كردستان بشمال العراق مسرور البارزاني، الأربعاء، على أهمية عدم التصعيد وضرورة احتواء الموقف.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه البارزاني ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو صباح اليوم، بحسب بيان لرئاسة حكومة الإقليم.

أما رئيس حكومة تصريف الأعمال في العراق عادل عبد المهدي فدعا الجميع إلى ضبط النفس وتغليب لغة العقل والتقيد بالمواثيق الدولية واحترام الدولة العراقية.

وأعلنت نيوزيلندا وكندا اليوم أن جنودهما بالعراق لم يلحق بهم ضرر جراء الهجوم الصاروخي الإيراني.

ونظرا لهذه التطورات، قالت اليابان إن رئيس الوزراء شينزو آبي ألغى خططا لزيارة السعودية والإمارات وسلطنة عمان كانت مقررة السبت المقبل.

يشار إلى أن إيران أكدت عقب الضربة عدم نيتها التصعيد، وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف -في تغريدة على تويتر- "نحن لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب، لكننا سندافع عن أنفسنا ضد أي عدوان".

وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء صباح اليوم نقلا عن مصادر لم تكشف عنها أن حزب الله اللبناني سيضرب إسرائيل إذا ردت الولايات المتحدة على القصف الإيراني.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال اليوم "سنرد بضربة قاضية وموجهة على كل من يحاول أن يهاجم إسرائيل". يأتي ذلك بينما عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية اجتماعا اليوم الأربعاء.

المصدر : وكالات