بريطانيا والبريكست.. مجلس العموم يصعد والحكومة تلوح بانتخابات مبكرة

LONDON, UNITED KINGDOM - SEPTEMBER 3: Britain's Prime Minister Boris Johnson reacts as he greets NHS workers as they take afternoon tea inside 10 Downing Street on September 3, 2019 in London, United Kingdom. Yesterday evening Prime Minister Boris Johnson warned Conservative MPs not to vote against the government in tonight's Bill that will block a no deal Brexit. Several MPs have vowed to vote with the opposition regardless of the personal consequences. (Photo by Daniel Leal-Olivas-WPA Pool/Getty Images)
جونسون يواجه معارضة داخل مجلس العموم بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي (غيتي)

خسر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء غالبيته البرلمانية في خضم مواجهة سياسية حادة مع نواب "متمردين" من حزبه المحافظ سيحاولون منع البريكست من دون اتفاق، ما من شأنه أن يفضي إلى انتخابات مبكرة في غضون أسابيع.

ولوح مسؤولون في رئاسة الحكومة بالدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة منتصف الشهر المقبل، رغم تأكيد جونسون أنه لا يريدها.

وندد جونسون بمساعي نواب منع استراتيجيته الخاصة بالبريكست، وقال إن من شأن هذه المساعي تقويض عزمه التفاوض على اتفاق انسحاب جديد مع الاتحاد الأوروبي.

واعتبر أن خطوة نواب المعارضة وأعضاء "متمردين" في حزبه المحافظ سعيا لإرجاء البريكست إلى ما بعد 31 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل في حال عدم موافقته على شروط الخروج مع بروكسل هي بمثابة "رفع الراية البيضاء".

وقبيل تصويت أول في مجلس العموم مساء اليوم الثلاثاء قال جونسون "لن أوافق على أمر كهذا تحت أي ظرف كان".

وكان مساعدوه قد حذروا من أن الهزيمة يمكن أن تدفعه الى الدعوة لانتخابات مبكرة قبيل قمة حاسمة للاتحاد الأوروبي في 17 و18 أكتوبر/ تشرين الأول، قبل أسبوعين فقط على موعد البريكست.

وبحسب وسائل إعلام بريطانية فإن جونسون سيلجأ إلى خيار الانتخابات المبكرة في حال نجاح نواب مجلس العموم في السيطرة على جدول أعمال البرلمان اليوم، والتصويت لصالح مشروع قانون يمنع حكومته من الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.

وسيسعى النوب أولا لطرح نص مشروع القانون على جدول أعمال البرلمان للنقاش، وفي حال تمكنوا من ذلك، سيعرضون مشروع القانون غدا الأربعاء ويسعون للمصادقة عليه في البرلمان قبل أن يعلق أعماله الأسبوع المقبل.

ومن شأن الانتخابات المبكرة أن تطرح ثلاثة خيارات رئيسية هي تشكيل حكومة تدعم الخروج من التكتل بقيادة جونسون، أو حكومة يشكلها حزب العمال ويقودها كوربين، أو برلمان معلق قد يؤدي إلى حكومة ائتلافية أو حكومة أقلية.

وبموجب قانون الانتخابات البريطاني، تجرى الانتخابات المقبلة في 2022 ويتعين الحصول على دعم ثلثي النواب لإجراء الانتخابات قبل موعدها.

وحزب العمال أكبر أحزاب المعارضة، سبق أن أعلن أنه سيرحب بانتخابات عامة، لكن البعض في الحزب قلقون بشأن إجراء انتخابات قبل تمرير تشريع من شأنه إجبار رئيس الوزراء المقبل أيا كان، على إرجاء البريكست في حال عدم التوصل لاتفاق مع بروكسل قبل 31 أكتوبر/ تشرين الأول.

والنواب المحافظون المتمردون لن يحبذوا على الأرجح أيضا إجراء انتخابات إذ يتوقعون عدم اختيارهم كمرشحين، عقابا على تمردهم.

وكان رئيس الوزراء البريطاني قد علق عمل البرلمان لمدة خمسة أسابيع، وقال إنه لن يرجئ موعد البريكست تحت أي ظرف، في خطوة أثارت احتجاجات في الشارع البريطاني.

وتولى جونسون رئاسة الحكومة قبل أقل من ستة أسابيع، وذلك بعد أن أجبرت سلفه تيريزا ماي على الاستقالة لإخفاقها في تمرير اتفاق البريكست في البرلمان.

ومن البداية، واجه جونسون معارضة من نواب حزبه القلقين من أن تهديده بالخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق مع بروكسل، يجازف بأضرار اقتصادية.

المصدر : الجزيرة + وكالات