قصف بسوريا وطائرات مسيّرة بلبنان.. ما مصلحة نتنياهو من التصعيد؟

هل ينجح الكنيست في إفشال تشكيل نتنياهو للحكومة بإسرائيل؟
محللون رأوا أن نتنياهو يسعى لمكاسب انتخابية من خلال التصعيد الجاري (الجزيرة)

وسيم الزهيري-بيروت

تطورات أمنية وسياسية متسارعة شكلت الأراضي اللبنانية والسورية مسرحا لها، بدءا من قصف إسرائيلي لمحيط دمشق استهدف -بحسب تل أبيب- إحباط عملية لفيلق القدس الإيراني، ثم سقوط طائرتي استطلاع إسرائيليتين في ضاحية بيروت الجنوبية من دون اتضاح كل الملابسات.

غير أن التصعيد الميداني الإسرائيلي في سوريا ولبنان قوبل برد حمل تهديدا من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ضد إسرائيل.

وفيما لزمت تل أبيب الصمت حول حادثة الضاحية الجنوبية، نفى حزب الله قيامه بإسقاط طائرتي الاستطلاع، موضحا أن الطائرة الثانية كانت مفخخة وأن انفجارها تسبب بأضرار في مبنى المركز الإعلامي التابع لحزب الله.

واعترف حزب الله بمقتل اثنين من عناصره في الغارة الإسرائيلية على سوريا، مشيرا إلى أنها استهدفت مركزا له.

‪حزب الله‬ (الجزيرة)
‪حزب الله‬ (الجزيرة)

رد حزب الله
وهدد نصر الله إسرائيل بالرد على ما سماه الهجوم بطائرة انتحارية على هدف في ضاحية بيروت الجنوبية، واصفا ما حصل بأنه خطير جدا. واعتبر أن الهجوم خرق لقواعد الاشتباك، مؤكدا أن هذه العملية لن تمر مهما كلف الثمن.

هذه التطورات رفعت منسوب التوتر في المنطقة. وقال المحلل السياسي توفيق شومان إنه ليس مصادفة تزامن العملية الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية مع قصف محيط العاصمة السورية، وذلك بعد أيام قليلة من القصف الإسرائيلي لأهداف في العراق. 

ورأى شومان أن الرسالة الأساسية التي أرادت تل أبيب توجيهها إلى كل من بيروت ودمشق وبغداد، هي استعدادها لفتح ثلاث جبهات والقول إنها جاهزة لبدء حرب.

وأشار شومان للجزيرة نت إلى وجود بعد داخلي إسرائيلي لهذه التطورات الأمنية يتمثل في الانتخابات البرلمانية.

وحول مواجهة التصعيد الإسرائيلي، اعتبر شومان أن الرد الميداني -إن حدث- يفترض أن يكون منسقا وغير فردي، مشيرا إلى أن إسرائيل تواجه لبنان وسوريا والعراق.

وأبدى اعتقاده بأن الإسرائيلي يلعب الآن على حافة الهاوية، وأن أي انزلاقة قد تؤدي إلى حرب إقليمية كبرى، بحسب تعبير شومان.

انتخابات إسرائيل
وكان لافتا هذه المرة تبني إسرائيل الواضح للهجمات على سوريا خلافا لسلوكها السابق الذي كانت تتجنب فيه إعلان موقف بعد تنفيذ هجماتها.

ورأى الخبير العسكري خليل الحلو أن هناك عدة أسباب بينها تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للجمهور الإسرائيلي قيامه بضربات استباقية لمنع الإيرانيين من تنفيذ هجمات، في وقت يخوض فيه انتخابات إسرائيلية قاسية.

وأضاف الحلو للجزيرة نت أن هناك تحالفا قائما ضد إيران يضم الولايات السعودية والإمارات ودولا أوروبية، معتبرا أن إسرائيل هي جزء لا يتجزأ من هذا التحالف كما أنها القوة المخابراتية الأولى له.

وقال إن تل أبيب تريد الظهور أمام العالم كرأس حربة في مواجهة إيران.

المصدر : الجزيرة