طهران وواشنطن.. طبول الحرب على أبواب الخليج
محمد المنشاوي-واشنطن
نفوذ بولتون
وقبل أسابيع ترددت تسريبات في واشنطن عن طلب جون بولتون من وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إعداد خطط مفصلة لضرب أهداف بعينها داخل إيران.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن البيت الأبيض طلب من وزارة الدفاع وضع بدائل عسكرية لضربات في إيران، وهو الطلب الذي أثار قلقا كبيرا لدى وزارة البنتاغون ودبلوماسيي وزارة الخارجية الأميركية.
ومن بين المؤشرات الدالة على تزايد دور جون بولتون في هذا التصعيد، أنه هو الذي صاغ وأصدر بيان البيت الأبيض الذي جاء فيه أن واشنطن ترسل مجموعة حاملة طائرات وقوة من القاذفات إلى منطقة الشرق الأوسط "كي تبعث برسالة واضحة لإيران مفادها أن أي هجوم على مصالح واشنطن أو حلفائها سيقابل بقوة شديدة".
قتلتهم إيران
أما مبعوث وزارة الخارجية الأميركية بشأن سوريا براين هوك -وهو من المقربين لبولتون- فقد قال في إفادة صحفية له مؤخرا "أستطيع التأكيد أن إيران مسؤولة عن مقتل 608 أميركيين بين عامي 2003 و2011 أو ما يقرب من 17% من الضحايا الأميركيين في الفترة نفسها في العراق عن طريق عملاء للحرس الثوري الإيراني".
وقال السيناتور الجمهوري ماركو روبيو في تغريدة له "لن نميز بين هجمات تشنها مليشيات شيعية في العراق وبين الحرس الثوري الإيراني الذي يسيطر عليهم، وأي هجوم على القوات الأميركية بالعراق سيعد هجوما من إيران وسنرد طبقا لذلك".
هذا التصعيد من إدارة ترامب يقابله ارتفاع أصوات أميركية محذرة من خروج الأمر عن نطاق السيطرة، ومن بين تلك التحذيرات ما صدر عن المبعوث السابق للحرب على الإرهاب بريت ماكجورك.
تحذيرات من التهور
يقول ماكجورك "لا يوجد اليوم أي قنوات للتواصل مع الإيرانيين، وهذا خطأ كبير، وحتى أكثر فترات الحرب الباردة توترا، حرص الرئيس رونالد ريغان على بقاء قنوات التواصل الدبلوماسي مفتوحة، وما نشهده الآن يزيد من مخاطر الصدام بين الدولتين".
وأبدى السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، وهو عضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، مخاوفه بهذا الشأن خاصة بعد زيارته العراق، وقال إن "إدارة ترامب تدرك أن تصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية سيزيد من التهديدات التي تتعرض لها القوات الأميركية في العراق".
واستشهد ميرفي برأي الدبلوماسيين والقادة العسكريين الأميركيين ممن التقاهم خلال زيارته للعراق الشهر الماضي، وقال "كان هناك إجماع على رفض خطوة إدارة ترامب وذلك لأسباب عملية، ولأنها لا تخدم مصالح واشنطن في العراق".
كما نبه السيناتور الأميركي إلى أن أيا من الرئيسين الأميركيين السابقين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جورج بوش "لم يقدما على هذه الخطوة طبقا لحسابات الربح والخسارة، إذ إن هذا التصنيف لا يضيف أي مكسب للموقف الأميركي".