معركة طرابلس.. هذه أبرز أهداف حفتر من التصعيد العسكري

Sirte forces, which are allied to the UN-backed government in Tripoli, deploy in Sirte, Libya March 12, 2019. Pictures taken March 12, 2019. REUTERS/Ayman Al-Sahili
التصعيد العسكري الذي بدأه حفتر جاء قبيل انعقاد مؤتمر للحوار الوطني (رويترز)

الجزيرة نت-طرابلس

لعلها المرة الأولى التي تدخل فيها القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر إلى المنطقة الغربية، حيث بسطت سيطرتها دون قتال على مدينة غريان الواقعة في الجبل الغربي على بعد نحو 100 كلم عن العاصمة طرابلس.

وبالتوازي مع هذا التحرك أعلن حفتر إطلاق ما سماها "عملية تحرير طرابلس"، الأمر الذي قوبل بحالة من الاستنفار والتعبئة بين القوات الموالية لحكومة الوفاق المتمركزة في العاصمة وبعض مناطق الغرب الليبي.

ولعل أحد أهم وأبرز الأهداف التي دفعت حفتر في تحريك قواته نحو الغرب الليبي انطلاقا من عاصمة الجبل غريان نحو العاصمة السياسية طرابلس، ممارسة مزيد من الضغوط السياسية والعسكرية لإفشال الملتقى الوطني الجامع الذي دعت إليه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا برئاسة غسان سلامة، الذي كان يفترض انعقاده منتصف الشهر الحالي بمدينة غدامس جنوبي ليبيا.

ويهدف المؤتمر المنتظر من بين أمور أخرى إلى تحديد تاريخ الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ووضع معالم مرحلة ربما يخشى اللواء المتقاعد قائد قوات "الكرامة" ألا يجد فيها منصبا يلبي مشروعه العسكري الذي تحرّكه وتسهر على نجاحه مصر وتدعمه الإمارات، وفق المحلل السياسي جمال عبد المطلب.

ويقول عبد المطلب للجزيرة نت إن حفتر يستطيع السيطرة على قرى ومناطق صغيرة في الغرب الليبي، لكن لا يمكنه التقدم إلى طرابلس لأن مصراته التي تنحدر منها الفصائل العسكرية التي تتوفر على ترسانة من الأسلحة، لديها إمكانيات تفوق قوات حفتر في الحرب، خاصة أنها سبق أن حررت مدينة سرت من تنظيم الدولة الإسلامية وتصدت لقوات متطرفة حاولت العبث بأمن العاصمة الليبية.

عسكرة الدولة
ويرى عبد المطلب أنه في الوقت الذي تقدمت فيه المشاورات السياسية واتفقت على مدنية الدولة؛ اختار حفتر الظهور مجددا لإرباك المشهد السياسي والضغط على صناع الرأي العام الليبي والدولي لإقناعهم بأن ليبيا لا يتماشى معها مسار الانتقال الديمقراطي والمشروع المدني لأنها مدججة بالمجموعات الإرهابية وتحتاج إلى نظام عسكري مستغلا تعطش شق من الليبيين لصورة قائد عسكري وفق قوله.

بيد أن سعيد بن شرادة عضو مجلس الدولة الذراع التشريعية لحكومة الوفاق الوطني يعارض هذا الرأي، ويرى أن حفتر يسعى لتوحيد المؤسسة العسكرية باعتباره طرفا في ملتقى غدامس. ويرى أن ما حدث في مدينة غريان التي أضحت تحت سلطة قوات حفتر، محاولة لاستغلال تحمس عدد من أبناء القرى الليبية لمشروعه العسكري وسعي لكسب تعاطفهم، مؤكدا أن قيام مثل هذه التحركات العسكرية ستؤثر على الملتقى الجامع لكنها لن تجهضه.

دور الخارج
من جهته يرى الناشط السياسي محمد شوبار أن حفتر بات عبئا على المشهد الليبي الذي يحتاج إلى حل سلمي عاجل، ولذلك زج الحلف الفرنسي والروسي والإماراتي مجددا بحفتر في ساحة الحرب كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية بطريقة دبلوماسية في ملتقى غدامس.

ويؤكد شوبار للجزيرة نت أن هناك دولا غربية أعطت الإشارة لقوات حفتر للتوجه نحو طرابلس، لتحقيق مكاسب سياسية تتعلق بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وطرح أسماء معينة لتكون على رأس الوزارات السيادية، لتسهر في مرحلة موالية على حسن تمرير القرارات الغربية بما يضمن حصة الأطراف الإقليمية في الكعكة الليبية.

ولمواجهة هذه السياسة التي يتبعها المجتمع الدولي الذي يمارس في الظاهر دور القلق على مدنية الدولة، وفى الباطن يسعى لفرض نموذج عسكري، يقترح شوبار رفض سياسة هذا الملتقى التي يشوبها الغموض، فالبعثة الأممية لم تفصح حتى الآن عن جدول أعمال الملتقى ولم تذكر أسماء المشاركين، وهو ما سيساهم في فشل تطبيق مخرجات الملتقى حتى في صورة نجاح انعقاده في تاريخه المحدد، إذ ستدخل ليبيا في انسداد سياسي أو نزاع مسلح.

ويرى خبراء عسكريون أن قائد قوات الكرامة في الشرق استشعر عدم ثقله في الملتقى الجامع الذي دعت إليه بعثة الأمم المتحدة مقارنة بالثقل الذي تمتلكه قوات مصراته على الأرض، فاختار التوجه نحو التصعيد العسكري للفوز بمنصب سياسي يرضي غروره العسكري على حد وصف البعض.

ويخشى العديد من المراقبين اندلاع حرب أهلية قد تشعل فتيل الحرب في ليبيا وتعود بها إلى المربع الأول من الفوضى والاحتراب الداخلي.

المصدر : الجزيرة