تقرير في لوموند: فرنسا متهمة في كل الجزائر بدعم "نظام المافيا"

A protester shouts as hundreds of thousands of demonstrators return to the streets to press demands for wholesale democratic change well beyond former president Abdelaziz Bouteflika's resignation in Algiers, Algeria April 19, 2019. REUTERS/Ramzi Boudina
بعض اللافتات حملت عبارات تنتقد فرنسا ودورها في دعم النظام الجزائري السابق (رويترز)

يصف تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية الأوضاع وحال المتظاهرين في الجزائر في أعقاب رحيل الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، ويشير إلى أن بعض اللافتات حملت عبارات تنتقد فرنسا ودورها في دعم ما سمته "نظام المافيا".

ويشير التقرير إلى أن المئات من الشباب المتظاهرين ظلوا يغنون لفترة طويلة في انسجام تام "أنهينا الخامسة وما زالت فرنسا، أزلنا الخامسة (ولاية بوتفليقة) وبقيت فرنسا"، وذلك قرب دار البريد في العاصمة الجزائر.

وتضيف الصحيفة أن متظاهرين آخرين في مقابل هؤلاء رفعوا لافتة كبيرة كتب عليها "انتهى الحلب" تحمل صورة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو يبتسم ويحلب بقرة بألوان الجزائر، وقد أمسك بالبقرة الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح ورئيس الأركان أحمد قايد صالح وسعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة ومستشاره.

وتستدرك لوموند بأن لافتة أخرى رفعها متظاهرون في ميدان موريس أودان بالجزائر في وقت لاحق كانت تمثل الرئيس الفرنسي وهو يطل على شارع الشانزليزيه بباريس وعليها عبارة "أنا أؤيد مجموعة بوتفليقة، الشعب الجزائري يدعم السترات الصفراء".

‪فرنسا ظلت هدفا لهتافات متعددة خلال المسيرات المختلفة في الجزائر منذ بداية الثورة في 22 فبراير/شباط الماضي‬  (رويترز)
‪فرنسا ظلت هدفا لهتافات متعددة خلال المسيرات المختلفة في الجزائر منذ بداية الثورة في 22 فبراير/شباط الماضي‬ (رويترز)

"أبناء فرنسا"
وقالت الصحيفة إن الجزائريين من وهران إلى عنابة ومن تيزي وزو إلى تمنراست يلقون باللوم على فرنسا، وذلك من ماكرون إلى سابقيه من الرؤساء، ويعتبرونهم شركاء في النظام القائم ونخبة فاسدة، وأنهم يقفون ضد مصالح الشعب الجزائري.

ويضيف التقرير أنه في الجمعة الثامنة من الاحتجاجات الجزائرية ضد النظام الذي يسميه الجزائريون "أبناء فرنسا" ندد المتظاهرون الجزائريون بالموقف "الضار" للسلطات الاستعمارية السابقة تجاه الجزائر.

وتشير لوموند إلى أن فرنسا ظلت هدفا لهتافات متعددة خلال المسيرات المختلفة في الجزائر منذ بداية الثورة في 22 فبراير/شباط الماضي.

وتنسب إلى الرسام الجزائري مهدي (30 عاما) القول إن المستهدف ليس الفرنسيين ولا فرنسا كدولة ولكنه النظام السياسي الفرنسي الذي دعم بلا هوادة نظام المافيا الجزائري.

وتشير الصحيفة إلى قول رائد الأعمال سمير (38 عاما) إن "فرنسا لا تريد أن تتركنا"، وتضيف أن العديد من المتظاهرين يتساءلون: لماذا تغاضت فرنسا عن تصرفات السياسيين الجزائريين الذين اختلسوا مبالغ ضخمة من المال العام؟ مشيرين إلى أن "بعضهم يعيشون في شقق جميلة بباريس".

طلب الطلاق
وتشير لوموند إلى أن شابا من وهران يتساءل: كيف يمكن لهؤلاء تمرير الكثير من المال إلى داخل فرنسا؟ وأن آخرين يعتقدون أن فرنسا تواصل "الإثراء" على حساب الجزائريين من خلال الاستفادة من العقود المربحة في مجال النفط الموقعة مع النظام السابق.

وتضيف أن الشاب مهدي في منطقة تيزي وزو رفع لافتة أثناء المظاهرة الطلابية التي جرت في 5 مارس/آذار الماضي كتب عليها "السيدة فرنسا، الجزائر تطلب الطلاق"، ويقول "نحن نأسف أيضا لصمت الزعماء الفرنسيين الذين لم يقولوا كلمة حقيقية للمتظاهرين منذ ما يقارب شهرين".

وأضاف مهدي "عندما نسقط النظام سيكون من الضروري إقامة شراكة من نوع جديد مع فرنسا لا نكون فيها نحن الخاسرين".

المصدر : الجزيرة + لوموند