بين الأمل والقلق.. كيف رأى المغردون تنحية البشير؟

A Sudanese demonstrator flashes a two finger salute as they attend a protest rally demanding Sudanese President Omar Al-Bashir to step down outside the Defence Ministry in Khartoum, Sudan April 11, 2019. REUTERS/Stringer
متظاهرون يتجمعون أمام وزارة الدفاع في الخرطوم اليوم (رويترز)
أحمد دعدوش-الجزيرة نت
 
اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بالتعليقات على نبأ تنحية الجيش السوداني للرئيس عمر البشير، فاحتفى البعض بالخطوة، محذرا في الوقت نفسه من "انقلاب عسكري"، بينما أقحم آخرون موقفهم من الحركات الإسلامية في الأمر.
 
وأعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف اليوم الخميس الإطاحة بالنظام الحاكم وتعطيل الدستور واعتقال البشير، كما أعلن البدء بفترة انتقالية لمدة عامين وفرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر.

وتعليقا على بيان الجيش، سخر المحلل السياسي والناشط الحقوقي الكويتي غانم النجار من بيان الجيش السوداني، وقال في تغريدة "على أساس أن السلطة حتى تاريخه كانت تتولاها جمعية خيرية".

ووصف النائب الكويتي ناصر الدويلة‏ ما حدث أيضا بالانقلاب، وقال إن العسكريين لا يحترمون الدساتير ولا يؤمنون بإرادة الأمة، محذرا من أن ينكلوا بمعارضيهم.

أما المفكر الفلسطيني عزمي بشارة فقال في تغريدة موجزة "الحديث إذًا عن انقلاب عسكري وحكم عسكري لمدة عامين (على الأقل)!!".

كما غرد الإعلامي القطري جابر الحرمي قائلا‏ "حكم انتقالي عامين.. تعطيل الدستور.. فرض حالة الطوارئ.. ملامح حكم عسكري آخر قادم في السودان".

ومن الأردن، قال الخبير الإقليمي في حقوق الإنسان فادي القاضي إن البشير ربما طُرد من السلطة فعلا بانقلاب عسكري، ولكن علينا أن نتذكر أن الشعب والجيش ليسا "يدا واحدة"، وأن الجيش مؤسسة يجب أن تتلقى الأوامر من الشعب وليس العكس.

ومن وسط المعارضة السورية، قال الباحث خليل المقداد‏ في تغريدة إن تأخر إصدار البيان العسكري في السودان لأكثر من 10 ساعات بعد الإعلان عنه، وإذاعته من قبل وزير الدفاع، يؤكد أن هناك "انقلابا على الانقلاب"، وأنه تم تحييد الضباط الأحرار لفترة انتقالية مدتها عامين يقودها العسكر بطريقة تذكر بما حدث في مصر، حسب تعبيره.

كما غرد الناشط الحقوقي المصري جمال عيد قائلا "احتراما لثورتكم، وحبا في نضالكم: لا تتركوا السلطة للجيش، وأصلحوا القضاء". 

تحذير من المستقبل
وانتشرت على تويتر اليوم وسوم عدة بشأن السودان، ومنها "لم تسقط بعد" و"الشعب السوداني" و"الشارع بس" و"السودان تنتفض".

وباستخدام اثنين من تلك الوسوم، عبّر المدون والناشط السوداني خالد طه عن رأيه بالقول "الحذر من الذين يحاولون تبرير الانقلاب والحديث عن صعوبة الوضع تنطعا وادعاء للفهم. هم خصم على القوة الشعبية التى أظهرتها هذه الثورة. العصبة #لم_تسقط_بعد والحل في #الشارع_بس".

وقال الصحفي السعودي تركي الشلهوب‏ في تغريدة "الذي حصل في السودان مسرحية رخيصة، متطابقة تماما مع ما فعله السيسي في مصر، لذلك قال الشعب السوداني كلمته". 

وبدوره، كتب الأكاديمي الموريتاني محمد المختار الشنقيطي‏ تغريدات عدة عن الحدث، اعتبر فيها أن البشير خرج من السلطة "ذليلا، مجللا بالعار، ملطخ اليدين بدماء شعبه"، إلا أنه اعتبر أيضا أن بيان الجيش "أقرب إلى بيانات انقلابات الستينيات منه إلى الانقلابات العسكرية الديمقراطية التي تنحاز للشعب وخياراته".

ورأى الشنقيطي‏ أن ما حدث في السودان اليوم لم يكن سوى انقلاب من بين مشاريع انقلابية متعددة كان يجري التحضير لها، ومنها انقلاب رئيس الأمن والمخابرات صلاح قوش بدعم السعودية والإمارات، حسب رأيه.

وفي السياق نفسه، حذر رئيس حزب الأمة الكويتي حاكم المطيري‏ من تبعات ما حدث اليوم، معتبرا أن الولايات المتحدة تقف وراء ترتيب المشهد بهدف قطع الطريق على الثورة عبر الجيش. 

الربيع والإخوان
من جانب آخر، اعتبر الإعلامي الإماراتي جمال الحربي‏ أن ما حدث في السودان نتيجة لما أسماه إدراك الشعوب العربية لخطر جماعة الإخوان المسلمين ومسارعة تلك الشعوب للإطاحة بآخر معاقلهم في السودان وليبيا.

وبالطريقة نفسها، رأى المحلل السياسي المقيم في لندن أمجد طه‏ أن الإخوان المسلمين سقطوا في السودان "بيد الشعب والجيش"، وتوعد بسقوطهم في طرابلس الليبية قريبا "على يد الشعب والجيش الليبي بقيادة القائد خليفة حفتر".

وعلى النقيض من هذا الرأي، اعتبر قائد شرطة دبي ضاحي خلفان أن ما يحدث في السودان هو جزء لا يتجزأ من "ربيع الإخوان"، في إشارة إلى الربيع العربي، الذي قال إنه "فشل في كل مكان وسيفشل في السودان".

كما كتب الإعلامي السعودي المقرب من السلطة عبد الرحمن الراشد "ننتظر منذ ساعات الصباح الباكر، منذ ثلاثين عاما. وسقط البشير. السؤال الأهم: هل يخرج الإخوان الذين جاءوا به في انقلاب وحكموا من خلفه ثلاثين عاما؟".

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي