واشنطن بوست: الضغوط على السعودية أثمرت ويجب أن تستمر دون هوادة

المعتقلات السعوديات من اليمين سمر بدوي وعزيزة اليوسف و لجين الهذلول
واشنطن بوست: الإفراج عن بعض أو جميع المعتقلات السعوديات ليس كافيا ولا بد من تفكيك الهياكل التي أدت لذلك (الجزيرة)

تقول صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن السعودية ربما تكون قد تنازلت أمام الضغوط الدولية المتزايدة بشأن الجرائم التي ترتكبها قوات الأمن المرتبطة بولي العهد محمد بن سلمان، حيث أفرجت عن بعض الناشطات السعوديات، لكن من الضروري الحفاظ على هذه الضغوط حتى تتم محاسبة المسؤولين السعوديين عن التعذيب والقتل وتفكيك الهياكل التي مكنتهم من ارتكاب الانتهاكات.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها يبدو أن ضغوط الكونغرس والحكومات الغربية بدأت أخيرا تثمر، ويكون لها بعض التأثير، رغم رفض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتعامله اللطيف مع القيادة السعودية.

وأشارت إلى الإفراج مؤخرا عن الناشطات السعوديات الثلاث قائلة إنهن بين أكثر من عشر نساء تم القبض عليهن العام الماضي، مضيفة أنه ورغم أن بعض منظمات حقوق الإنسان المحلية تتوقع الإفراج عن المزيد أو جميع المعتقلات، فإن ذلك حتى إذا تم لن يكون كافيا لضمان وقف التجاوزات التي يرتكبها ولي العهد وبلاطجته، حسب وصفها.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أنه وبعد إلقاء القبض على هؤلاء الناشطات، تم احتجازهن بمعزل عن العالم الخارجي لعدة أشهر بسجون سرية، تعرضن خلالها للتعذيب الوحشي مثل الضرب والصدمات الكهربائية والتزحلق على الماء والتحرش الجنسي، وحاولت إحداهن الانتحار.

وقالت إن وسائل الإعلام الحكومية وكبار المسؤولين، بمن فيهم محمد بن سلمان ووزير الخارجية السابق عادل الجبير، افتروا على هؤلاء النساء ووصفوهن "بالخائنات"، وبقبول أموال من حكومات أجنبية للتجسس لصالحها، لكن وبعد بدء المحاكمة المغلقة لبعضهن هذا الشهر، اتضح أن التهم كانت أضعف بكثير.

واستمرت واشنطن بوست تقول إن العدالة البسيطة تتطلب إطلاق سراح جميع النساء وإسقاط التهم الموجهة إليهن، لكن ذلك لن يعالج المشكلة المؤسسية الأكبر، وهي قيادة ولي العهد قوات الأمن الخاصة، التي ارتكبت العديد من الجرائم، بما في ذلك قتل وتقطيع الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وأشارت إلى أنه تردد أن سعود القحطاني "مهندس عملية اغتيال خاشقجي" والمقرّب من محمد بن سلمان قد أشرف على تعذيب إحدى المحتجزات وهي لجين الهذلول التي قيل إنه هددها بالاغتصاب والقتل، ومع ذلك لم تتم محاسبته بعد، ولم تشمله محاكمة الرياض للمتهمين بقتل خاشقجي، كما أن الحكومة تتكتم على روايات النساء عن التعذيب الذي أشرف عليه.

المصدر : واشنطن بوست