ماي والبريكست.. ساعات حاسمة للسيدة الحديدية

British Prime Minister Theresa May delivers a speech during her visit in Grimsby, Lincolnshire, Britain March 8, 2019. Christopher Furlong/Pool via REUTERS
تيريزا ماي خلال مؤتمر صحفي قبل يومين (رويترز)

الجزيرة نت-لندن

تتحضر رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي -بحسب مراقبين- لهزيمة ثقيلة جديدة ربما تنهي حياتها السياسية، عندما تطلب مجددا من مجلس العموم غدا الثلاثاء التصويت على خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، التي كان رفضها بغالبية 432 نائبا في 15 يناير/كانون الثاني الماضي.

فـ"السيدة الحديدية" كما يحلو لبعض أنصارها وصفها، لم تحدث أي اختراق في جهة دفع نواب حزبها لدعم خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي، فضلا عن الأحزاب الأخرى، كما أن الاتحاد لم يقدم لها أي تنازل يذكر، مما يجعل موقفها صعبا أمام مجلس العموم.

ونقلت روينا ماسون نائبة المحرر السياسي في صحيفة الغارديان، عن مصدر مطلع بالحكومة البريطانية، أن من المرجح أن يصوت البرلمان على تمديد المادة 50 واستبعاد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إذا لم يوافق النواب على اتفاق تيريزا ماي غدا الثلاثاء.

ويبدو أن هذا الخيار بات الأبرز خاصة أنه يصب في ذات السياق الذي أشارت له رئيسة الوزراء يوم الجمعة الماضي، إذ تحدثت ماي لأول مرة عن إتاحة الفرصة لمجلس العموم للتصويت في الـ14 من الشهر الجاري بشأن إرجاء الخروج من الاتحاد الأوروبي لمدة قصيرة.

ومنذ تصريح ماي إلى صباح اليوم، لم يغير متشددو حزبها موقفهم، كما لم يعطها الاتحاد الأوروبي أي حبل نجاة. من جهته جدد حزب العمال المعارض رفضه لخطتها، الأمر الذي زاد من حالة عدم اليقين بخصوص مستقبل بريطانيا في ظل هذا التخبط.

طريق مسدود
من جانبه، أكد متحدث باسم ماي أن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن إدخال تعديلات على اتفاق "البريكست" وصلت إلى طريق مسدود.

‪من مظاهرة ضد البريكست في لندن‬  (رويترز-أرشيف)
‪من مظاهرة ضد البريكست في لندن‬  (رويترز-أرشيف)

وقال المتحدث قبل اجتماع للحكومة: لا توجد نية في الوقت الراهن لأن تسافر ماي إلى بروكسل، بالنظر لما وصفه بتعنت الجانب الأوروبي خلال مباحثات عطلة نهاية الأسبوع، وعدم استجابته لطلب بريطاني يتعلق بإدخال تعديلات على بند ترتيبات الحدود الإيرلندية في اتفاق الخروج.

ويعني فشل الاتفاق في المرور مجددا أن أعضاء مجلس العموم سيختارون -في تصويت ثانٍ مقرر الأربعاء- بين تأجيل موعد الخروج المحدد في الـ29 من هذا الشهر بضعة أشهر، أو الخروج من الاتحاد دون اتفاق.

موقف "العمال"
وكان زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين أعلن نهاية الأسبوع أن حزبه بصدد الدعوة لإجراء استفتاء جديد بشأن البريكست، وهو ما من شأنه أن يعزز احتمال تنظيم استفتاء ثانٍ، في ضوء الجمود الذي تعاني منه محادثات بريكست قبل 18 يوما من موعده.

وفي حديثه للجزيرة نت، أكد رئيس المجموعة العربية في حزب العمال عطا الله سعيد أن موقف حزبه هو عدم التصويت لخطة تريزا ماي.

‪متظاهرة ضد بريكست‬  (الأناضول-أرشيف)
‪متظاهرة ضد بريكست‬  (الأناضول-أرشيف)

وأوضح سعيد أن حزب العمال مع النقاط الستة التي تبناها في مؤتمره في سبتمبر/أيلول الماضي، وهي البقاء في السوق المشتركة وضمن التعرفة الجمركية والمحكمة الأوروبية واتفاقية العمل التي تضمن حقوق العمال وضمان حق المواطنين الأوروبيين والبريطانيين المقيمين في أوروبا.

استفتاء ثان
وحول تصريحات جيرمي كوربن بخصوص الدعوة لاستفتاء ثان، بين سعيد أن هذا هو التغيير الوحيد الذي حصل الأسبوع الماضي، حيث بات حزب العمال موافقا على إجراء استفتاء ثان، في حال أصرت رئيسة الوزراء على خطتها وسقطت في تصويت البرلمان يوم الثلاثاء.

وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك قال مطلع الأسبوع الماضي إن تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى ما بعد الموعد المحدد في 29 مارس/آذار سيكون "حلا منطقيا"، مضيفا في مؤتمر صحفي بعد يوم من لقائه تيريزا ماي "كلما اقتربنا من موعد 29 مارس/آذار، زادت احتمالات التمديد".

وإذا رفض مجلس العموم غدا الثلاثاء خطة رئيسة الوزراء فسيكون من المرجح حدوث واحد من خيارين، إما أن تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي يوم 29 مارس/آذار دون اتفاق وهو الأمر المستبعد في ظل إجماع كل الأحزاب على كارثية هذا الخيار ورفضهم له، أو إجراء تصويت يوم الخميس على إرجاء موعد المغادرة وهو الأمر المرجح بالنظر لتصريحات معظم الساسة البريطانيين خلال الأيام الثلاثة الماضية.

المصدر : الجزيرة